محمد بوتخريط يكتب / لا تحاسبني على لغتي … فقد ولدت ووجدتها تشكّل هويتي

25 يناير 2017
محمد بوتخريط يكتب / لا تحاسبني على لغتي … فقد ولدت ووجدتها تشكّل هويتي

سبورناظور : محمد بوتخريط . هولندا
لا تحاسبني على لغتي … فقد ولدت ووجدتها تشكّل هويتي.
(على هامش تصريح حارس المنتخب المغربي منير المحمدي بالامازيغة)
تداولت الكثير من المواقع الرياضية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإلكترونية شريط فيديو وصف “بالطريف” ونال شهرة كبيرة في وقت قياسي، ويظهر حارس مرمى المنتخب المغربي يتحدث باللغة الامازيغية في الفيديو إلى جانب صحفيين من راديو مارس وميدي 1 ، وهو يرد على اسئلتهم بالاسبانية قبل أن يقاطعه صحفي بالقول “عرَّبْ .. عرِّبْ… بالعربية.. للجمهور المغربي” ، ليرد عليه ” و بالريفية ما عليش ؟”.. ليرد بعد ذلك بالامازيغية..والتي لم تكن هي الاخرى في حد ذاتها أمازيغية صرفة.
بعد انتشار ذات التصريح للحارس الأول للمنتخب المغربي منير المحمدي ابن جماعة بني شيكر اقليم الناظور والممارس في الدوري الاسباني الدرجة الثانية مع نادي نومانيسا ” بأنه يفضل الرد بالريفية ” بدأ رواد موقع التواصل الاجتماعي بالتعاليق عن طريق الصور والتعليقات المساندة تارة والمعارضة تارة أخرى والمحايدة أحيانا… بين مرحب بما يعتقد أنه قناعة، وقائل إنها “عنصرية” ، ليبقى الفيديو معلقا بين حقيقة التصريح  وتعليقات المغردين والمعلقين..
وأصبح الحارس ، مادة ثرية لكثير من المواقع التي تداولت التصريح .

– من يخاف التاريخ لن يصنع الحضارة.
وإن كان قد أصبح تصريح الحارس ، من جانب ما مادة ثرية ، دسمة لكثير من المواقع التي تداولت التصريح ، فان المتامل للامر من الجانب الاخر يدرك جيدا بان الواقع لا يزال مليئا بالأسرار الغامضة، كما يثير تساؤلات كثيرة حول ما قدمته الدولة المغربية لهؤلاء ، حتى تحاسبهم في شخص صحفي أو رجل إدارة أو رجل أمن..  
قد يعارض البعض مثل هذه التصريحات التي يراها مثيرة للجدل، ولكن لا يستطيع أحد إنكار غياب مبادرات فاعلة و ناجعة للسلطات المعنية للاستجابة للمطالب التاريخية والمشروعة لفئة كبيرة من المواطنين الامازيغ .
وإلا فلماذا ترفض الحكومة وكل الحكومات المتعاقبة ترسيم الأمازيغية.. ؟ رغم أن الفصل الخامس من الدستور الجديد حسم في الجدل الذي أثير حول ترسيم اللغة الأمازيغية، وهو ما اعتبره المدافعون عنها لغة وثقافة وهوية، مكسبا هاما لا يجب الاستهانة به،  
لماذا لم تتقدم الحكومة، بأي خطوة بهذا الشأن،؟
ألم يحدد مشروع القانون التنظيمي الذي أقرته الحكومة مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، ومنها خصوصا في قطاع الإعلام ، وذلك “لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية”، وباعتبارها “لغة رسمية للدولة، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”، حسب الدستور.؟
وكان الامر سيخفف كثيرا عناء فهم الصحفي إياه لتصريح اللاعب باللغة الامازيغية.. ويخلق الامر بالتالي انفراجا رغم بروز عدد من المعارضين، وخاصة بين أوساط مجموعة من المعرّبين التقليديين ذوي النزعة الاقصائية الذين ” بَنَّجَتْهُم” الإيديولوجيا المستوردة من المشرق العربي.
يجب ان يتحول التعامل مع اللغة الأمازيغية كمجرد ورقة سياسية تُلعب من طرف هذا أو ذاك بشكل براغماتي مكشوف لتهدئة الخواطر حينا، ولسحب البساط تحت أقدام هذا التيار أو ذاك، إلى أفق جديد مدعم باستراتيجية مخطط لها لإنقاذها من الموت البطيء، وبعيدا عن عقدة الخوف من حقائق التاريخ لأن من يخاف التاريخ لن يصنع حضارته المميزة.
– لا تحاسبني عن لغتي..
لا يستطيع أحد إنكار تقاعس السلطات والوزارات المعنية وحتى الاعلام الذي ينتمي اليه ذات الصحفي اعطاء الامازيغية حقها في برامجهم التي تقصي كل ما هو أمازيغي ، ويطالبوننا اليوم بالتحدث بغير لغتنا الام ..

 الم يكن أفيد لهم إدماج برامج تهم هذه اللغة ولما لا ايفاد صحفيين يتقنون التحدث بالامازيغية او مترجمين يتولون امر ترجمة لغة أو تعليم اللغة الذي يدخل في أطار الحفاظ على الموروث الثقافي باعتباره أحد مكونات الهوية المغربية.
فاللغة والثقافة الأمازيغيتين معرضتان للانمحاء جراء سياسات الإهمال والإقصاء.رغم ان معرفتها تشكل أهم ركيزة لتحصين الذات والشخصية ، وضمان التواصل مع الغير..
إن أجيالا جديدة من أصول مغربية أمازيغية ، رأت النور في بلاد المهجر، وهو ما يحتم على المغرب مسايرة هذا النمو الديموغرافي للجالية وكل المُهجرين،وبالتالي السعى إلى تقوية الروابط بين “الجالية ” والبلد الأم، خصوصا في ما يتعلق بحاجاتهم اللغوية والثقافية..
والتسريع بانزال مشروع القانون التنظيمي للامازيغية وتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي له، وكيفيات إدماجها في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، ومنها خصوصا في قطاع الإعلام..
وإخراج اللغة الأمازيغية الى مساحات أوسع ولما لا إلى فضاء اللغة العالمة  بتوحيد مختلف لهجات الأمازيغية في قاموس ألسني موحّد وترقيته من ناحية المفاهيم والمصطلحات لكي يرقى إلى ما يسمى في علم اللسانيات باللغة الواصفة التي تعدّ الشرط الجوهري الذي يمكّنها من دخول عوالم العلوم المختلفة، والتعامل مع الإعلام والآداب ، ويضمن لها التعا مل والتواصل مع الآخر ويضمن لها بالتالي الاستمرار في الوجود.
لكن الواقع اليوم هو شيء آخر..هو الزحام  إلى الفوضى بكل أصنافها.لا الجهات المعنية تلبي مطالبنا و لا القطاعات الاخرى تضطلع بمهامها …ولكن الكل يحاسبنا، فلا عجب إذا أن تظل الأمور على ما هي عليه …وما دامت على حالها فلا تحاسبني على لغتي … فقد ولدت ووجدتها تشكّل هويتي..حاسب نفسك على انك صحفي لا تتقن اللغة الاصل لبلدك..

– آخر السطر.. سفر موجز في مسيرة منير.. ..
مسيرة جادة و..انتزاع بطاقة الرسمية.  
منير المحمدي من مواليد 10 مايو 1989 بمدينة مليلية..ما يتم تداوله هو أن أصوله تعود إلى بلدة بني شيكر اقليم الناظور.. يلعب مع نادي نومانسيا الإسباني منذ سنة 2014 و يشغل مركز حراسة المرمى .
بدأ منير المحمدي مسيرته الإحترافية مع فريق مدينته الأم إتحاد مليلية سنة 2010 وظل يدافع عن ألوانه لمدة أربعة مواسم إلى غاية 2014 حين انضم إلى نادي نومانسيا في الدرجة الإسبانية الثانية..
رغم أنه يحمل الجنسية الإسبانية الى جانب المغربية إلا أنه فضل حمل قميص المنتخب المغربي بعد أن أعطى موافقته لمدرب المنتخب المغربي السابق بادو الزاكي لحمل القميص المغربي وتم فعلا استدعائه كلاعب لحراسة المرمى وضمه لقائمة المنتخب حينذاك استعداداً لخوض مباراة ودية ضد منتخب الأوروغواي في مارس 2015 وبالفعل كانت تلك المباراة أول مباراة دولية يلعبها منير المحمدي .. ليصبح اليوم مع هيرفي رينارد المدرب الجديد للمنتخب المغربي الحارس الأول للمنتخب المغربي.

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

الاخبار العاجلة