في صمت وبإرادة قوية وبعمل تدريبي غاية في الدقة والتنظيم وبمجهودات فريدة ومميزة من المكتب المسير للنادي يواصل فتيان وشبان نادي الهلال الرياضي الناظوري – المشاركين في البطولة الوطنية المحدثة هذه السنة – مقارعة الأندية الكبرى وخوض اللقاءات رفقة أعتد المدارس الكروية بالمغرب ومجاراتها ، فبعد بداية جد متعثرة على مستوى النتائج ومباشرة بعد إسناد الإدارة التقنية للإطار المختص جمال بكوري تغيرت ملامح الفريقين رغم اعترافه بصعوبة المهمة خصوصا مع غياب بنيات رياضية وملاعب لإجراء التدريبات إضافة إلى طول المسافات فجل الأندية المشاركة تقع جهة الرباط والنواحي مما يعني تنقلا ماراطونيا كل أسبوع، وكمثال على حجم المعاناة مع البرمجة ما حدث هذا الأسبوع إذ تمت برمجة لقاء الفتيان والشبان يوم السبت 08 يناير 2011 بمدينة الخميسات رغم انه يوم دراسة، وبعد يومين تمت برمجة مقابلتين لنفس الفئة بالرباط ضد فريق الفتح الرباطي أي يوم الثلاثاء 11 يناير 2011 وهما مقابلاتان مؤجلاتان عن الدورة السادسة التي تزامنت ومسير البيضاء لدعم قضية الصحراء. وفعلا فقد خاض الفريقان معا اللقاءات المبرمجة ورغم عناء السفر وقوة المنافس إلا أن أبناء الهلال كانوا في الموعد المطلوب وقراءة سريعة لبعض النتائج تثبت ذلك، فإذا كانت قلة الخبرة والتنافسية وإغلاق باب الانتدابات مبكرا وغياب هداف حقيقي يترجم المحاولات الحقيقية إلى أهداف كلها عوامل لم تسعف فريق الشبان لحصد عديد النقاط رغم المستوى المستحسن الذي يقدمه كمباراته ضد فريق النادي القنيطري التي عاد منها متعادلا بهدفين لمثلهما ومباراته ضد شبان الفتح الرباطي التي انهزم فيها بهدفين نظيفين ، فمدرب الفريق يشيد بأداء اللاعبين وانضباطهم التكتيكي وروحهم القتالية ، ويعد بخلق فريق تنافسي قادر على صنع التألق ويلعب كرة حديثة والاهم من كل ذلك أن التشكيل يضم عناصر جيدة ستطعم مستقبلا فريق الكبار وتحتاج فقط إلى العمل والمثابرة والصبر.
أما مفاجأة البطولة فهي العروض القوية لفريق الفتيان الذي يضم تركيبة متكاملة وقوية فبعد الانتصار على منتخب أكاديمية محمد السادس بهدفين نظيفين واتحاد اتمارة بهدف وحيد عاد الفريق مجددا ليخطف نقطة التعادل الايجابي من قلب الرباط ومن أقوى المدارس كرويا فريق فتيان الفتح الرباطي في مقابلة كانت مناسبة لأسرة الهلال الناظوري لتهنئة كل مكونات الفتح الرباطي بالكأس الإفريقية وكأس العرش وهي بادرة نالت إعجاب واستحسان إدارة النادي الرباطي، كما عرف اللقاء حضور طاقم المنتخب الوطني الذي جاء لمعاينة فتيان الفتح ليفاجئ بمستوى الفريقين معا ويفاجئ بكون لوائح المنتخب تخلو من عناصر فريق الهلال الناظوري رغم جاهزية أغلبها وأحقيتها،وهذه شهادة أثلجت صدر اللاعبين والإطار المشرف ومن يشك في ذلك فالدعوة مفتوحة للجميع لتتبع مقابلات الفريق بالملعب البلدي بالناظوري خصوصا أن الموعد القادم سيكون حارقا لكون الفريق سيستضيف فتيان فريق الجيش الملكي.
يشار إلى أن عدد لاعبي الهلال الرياضي الناظوري لهذا الموسم في كل الفئات الصغرى وصل 150 لاعبا ، ثلاث فرق منهم تنشط بطولة عصبة الشرق في فئة الصغار والفتيان والشبان ، وفريقا الفتيان والشبان اللذان يشاركان في البطولة الوطنية ويتنقلان سويا لخوض غمار هذه المنافسة واكتساب التجربة اللازمة كرويا والتعرف على كل مناطق المغرب وملاعبه وإمكاناته الرياضية ومقارنتها بما هو متوفر بمدينة الناظور وان كانت المقارنة مستحيلة بوجود الفارق . وتضم جهة الشمال إضافة إلى فريق الهلال الناظوري كل من الجيش الملكي وجمعية سلا و سطاد المغربي والفتح الرباطي واتحاد اتمارة وأكاديمية محمد السادس والنادي القنيطري واتحاد طنجة ورجاء الحسيمة وشباب الريف الحسيمي والمغرب التطواني والنادي المكناسي ووداد فاس والمغرب الفاسي واتحاد الخميسات وتشارك كل الفرق بفئة الشبان والفتيان وتجرى المبارتان على التوالي ذهابا وإيابا وقد بلغت البطولة دورتها التاسعة من أصل 34 دورة .
ما يحسب لمكتب نادي الهلال الرياضي الناظوري ورغم قلة الإمكانات المادية أن كل الفئات تخوض مقابلاتها ببطولة العصبة والبطولة الوطنية ولم يتأخر أي فريق عن أية بطولة مهما كلف الأمر من تضحية ونكران للذات وما يحسب للإدارة التقنية ولعناصر الفريق حب اللعبة والإخلاص لقميص النادي والتمثيل المشرف رياضيا وأخلاقيا للمدينة ولساكنتها، لكن ما يحز في النفس قلة الإمكانات المادية والدعم وضعف البنيات الرياضية بالمدينة، وما هو أكيد أن براعم وفتيان اليوم سيشكلون لا محالة خزان الرياضة بالإقليم مستقبلا إذا وجدوا الدعم والمساندة.
جمال الدين بشار