ملاعب القرب مشروع “فاشل” تحول إلى مستنقعات مخربة للصحة العامة ومرتعا لإنتاج الجريمة

1 أبريل 2013
ملاعب القرب مشروع “فاشل” تحول إلى مستنقعات مخربة للصحة العامة ومرتعا لإنتاج الجريمة

 

 

ملاعب  1

بشرنا منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة السابق المغاربة بملاعب للقرب، حتى كاد من ينصت إليه يعتقد أن هذ الملاعب ستكون بداية لإصلاح كروي شامل تكون بدايته من هذا المشروع الكبير الذي لم يكن الوزير يفوت فرصة إلا وتحدث عنه، لكن في الحقيقة أن ملاعب القرب هي في الحقيقة ليست سوى مساحات مقتطعة أو هي أقرب إلى الخلاء المحاط بسياج فأغلبها بدون مرافق، ولا تحمل من مواصفات الملعب سوى الاسم، لكن لأن سياسة التـــرقيع هي الأصل، وعدا ذلك فلـــتات، فإن لا أحد أصيب بالذهول عندما وقع كـــــل هذا.

زيادة عـــــلى ذلك فإن أزمة الحكامة التي تعانيها الجماعات الحضرية والقروية يفرض طرح السؤال حول قــــــدرة النخبة المحلية عـــلى التــدبــيـــــر والتسيير، فبالأحرى السهر على ضمان إنشاء ملاعب تسمح للشباب المغربي بممارسة مختلف الأنشطة الرياضية.

فــــــفاقد الشئ لايعطيه، وخير دليل على ذلك أن التـــــقارير الرسمية ما فتئت تــــؤكد غياب الشــــفافية في التدبير المالي والإداري، وغياب الوضوح في كل مراحل إنجاز المشاريع، وافتـــــقاد الصفـــــقات العمومية إلى الشفافية المطلوبة.
فملاعب القرب التي تطلب بناؤها بالأحياء الهامشية ميزانية هائلة، لتكون بمثابة إجابة عن حاجيات الشباب ومطالبهم في التفاعل مع رغبات الرياضة، وكذا لمجابهة ما يمكن أن يجر هؤلاء الشباب نحو طريق الفوضى والإنحراف. الآن، وبعد التجاوب الكبير لمعظم هؤلاء الشباب مع هذه الملاعب، فإن آخرين باتوا يتنذرون منها، ويتعبرونها نذير شؤم على اعتبار أنها أخرجت مرتاديها من الفعل الرياضي النبيل، ومعه الروح الرياضية اللازمة، وصارت مرتعا لكل أنواع القمار والمزايدات المالية التي تتسبب في أغلب الأحيان في منازعات كبيرة، قد تصل إلى حد استعمال السيوف والسكاكين والأدوات الحادة، لاسترجاع ما يسمونه “مالا مهدورا”، في إطار الرهان مع الأغيار أو بين بعضهم البعض. مع العلم أن المال المهدور، هو ذلك المال العام الذي تم صرفه في بناء هذه الملاعب، دون الوصول إلى تحقيق الأهداف المسطرة، وتقريب الرياضة من الشباب إلى الأحياء التي يعانون فيها من كل ضروب الهامشية الإجتماعية والإقتصادية، وغيرها.

ويزداد المشكل استفحالا، حين نجد أن هذه الملاعب، قد خطط من وضعوها، لتكون أداة استفزاز لمن تحيط بهم، بالنظر إلى المفارقة التي توجد عليها هذه الملاعب، كونها تطلبت في عملية بنائها، بالإضافة إلى الميزانية الهائلة، استعمال مواد الإسمنت والآجور والحديد، في حين أن المنازل المحيطة بها، لا تتعدى كونها منازل قصديرية مهترأة، ما زالت تدخل في إطار ما يصطلح عليه بأحياء الصفيح التي لم تنل حظها من التجهيز والتزويد بالبنى التحتية اللازمة، بل وأغلبها تم تهديمه دون أن يعاد بناؤه في إطار إعادة الهيكلة. والطامة الكبرى أن نقائصا عديدة طالت هذه الملاعب، كالحفر أو التشويه على مستوى البناء المتسم بالتقعر، فكان شبيها بتلك المنازل المحيطة به، تشوه في حلة ضخمة لا ينتج غير الجريمة والإنحراف، عوض خلق المواطن الصالح من خلال الرياضة في الأحياء المنسية.

والخطير أن المطر، كما يحول المنازل إلى ما يشبه قرى منكوبة تحتاج إلى عمليات إنقاذ نوعية، فإن الوصف نفسه ينطبق على هذه الملاعب التي تتحول إلى ما يشبه المستنقعات المخربة للصحة العامة ه
فبعد ان إستبشر الشباب المغربي خيرا بملاعب القرب التي عززت الأحياء بفضاأت لصقل المواهب الفتية خصوصا في ظل الخصاص الذي يعرفه هذا الميدان، إلا انه هذه الفرحة لم تكتمل بحكم ما أصبحت تتعرض له ملاعب القرب المتواجدة، لعملية تخريب خطيرة همت السياج المحيط بالملاعب المذكورة وبعض منشآت الملاعب ذاتها، وشملت عملية التخريب سياج ملاعب القرب حيث تم إقتلاعها من مكانها و كسرها، كما تعرضت العديد من الأبواب للتخريب في منظر اقل ما يقال عنه انه كارثي.

العام مما يطرح اكثر من علامة إستفهام حول مدى جدوى الدوريات التي تقوم بها السلطة المحلية، وفي هذا السياق اكد مواطنون للموقع انه اصبح من الواجب تعيين حراس خاصين لحماية هذه المنشآت السسيو تربوية مع تشديد العقوبات الزجرية في وجه المخربين.

وقد أصبحت العديد من ملاعب القرب المتواجدة مرتعا لشتى انواع السكارى والمتشردين ومستهلكي المخدرات الصلبة مما يتطلب تدخل فوري للجهات المسؤولة لحماية مرافق وتجهيزات المدينة إلى جانب مساهمة المجتمع المدني الذي يعتبر دوره ايضا فاعلا في التوعية والتحسيس للحفاظ على المرافق العمومية.

ويشتكي مجموعة من الأندية الرياضية المحلية حول الوضعية الكارثية التي آلت إليه ملاعب القرب من الملاهي التي نصبت داخل الملاعب التي دشنت من طرف الجلالة الملك محمد السادس .من أجل شباب الإقليم لمزاولة الرياضة.

والغريب في الأمر أن هذه الملاهي التي انتهت صلاحية نصبها فوق هذه الأرضية الرياضية، مما يطرح أكثر من سؤال ووضع علامة استفهام حول المجلس البلدي الذي تعمد إلى امتداد الصلاحية لهذه الملاهي بطريقة غير مفهومة “على حسب أحد رؤساء الجمعية الرياضية”، والتي وللأسف الشديد أصبحت مرتعا خصبا لكل المتسكعين وقطاع الطرق.

نختم الموضوع بسؤال طرح نفسه هل هي !!ملاعب القرب أم ملاعب البعد

 

ملاعب  1

 

 

mal3ib sportnador[xyz-ihs snippet=”GoogleAdsenseArticles”]

الاخبار العاجلة