بعد أيام قليلة، سيكون المتتبعون على موعد مع جائزة الكرة الذهبية التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رفقة مجلة فرانس فوتبول بعد دمج جائزتي التنظيم الكروي مع المجلة الرياضية، وكما هو الحال في السنوات القليلة الماضية، لم تخرج الأسماء الكبرى عن دائرة التنافس الذي ضم في المرحلة ما قبل الأخيرة 23 لاعبا من مختلف الدوريات الكروية القوية، ليستقر الاختيار في النهاية على ثلاثة متنافسين: لاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو، ولاعبا برشلونة ليونيل ميسي وأندريس إنييستا
صاروخ ماديرا، البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أوصل الفريق الملكي إلى لقب الليغا بعد غياب دام 3 سنوات، وكذلك إلى نصف نهائي كأس عصبة الأبطال قبل أن يخرج بسبب ضربات الحظ، على يد بايرن ميونيخ الألماني، إضافة لكأس السوبر الإسباني على حساب الغريم الأزلي برشلونة، يبدو عاقد العزم هذه السنة على الإطاحة بعدوه اللدود ميسي خاصة وأن ريال مدريد كان خلال السنة التي تشرف على الانقضاء، كابوسا للفريق الكاتالوني، فقد استرجع منه لقب الليغا بعد مباراة تاريخية بالكامب نو وحرمه كذلك من كأس السوبر
ولم يتوقف مسلسل توهج الريال ضد البرسا خلال سنة 2012 في هذه الإنجازات، بل عجز برشلونة عن التفوق على الريال بملعب الكامب نو إلا في مناسبة واحدة من أربع، فقد تعادل معه بهدفين داخل كل شبكة في منافسات كأس الملك، وانهزم أمامه في الدوري، وعاد ليتعادل معه مرة أخرى في الدوري بهدفين لمثلهما، وحدها مباراة السوبر التي انتهت بفوز رفاق ميسي بثلاثة أهداف لهدفين، وطبعا كان للدون البرتغالي النصيب الأكبر من هذه الإنجازات من خلال أهدافه الحاسمة خاصة الهدف الذي أهدى به لقب الليغا لفريقه
في المقابل، يظهر ميسي في أقوى فترات حياته، فقد أحرز خلال سنة 2012 أزيد من 90 هدفا، وهو رقم قياسي كأكبر عدد من الأهداف يسجلها لاعب في العالم، رغم أن الفيفا لم يعترف بإنجاز ميسي بسبب صعوبة البث في الموضوع، خاصة مع حديث عن وجود لاعب زامبي وصل لحدود 107 هدف، كما استطاع كذلك المارد الأرجنتيني أن يحقق في السنة الماضية لقب هداف الليغا، زيادة على الحذاء الذهبي كأفضل هداف بالقارة الأوربية، وأعداد أخرى من الأرقام القياسية الأخرى ككونه أكثر لاعبي برشلونة تهديفا على مدار التاريخ
وبعيدا عن ثنائية ميسي-رونالدو، يبدو كذلك إنييستا مرشحا فوق العادة للظفر بهذه الجائزة، خاصة وأن صانع ألعاب برشلونة قاد المنتخب الإسباني إلى التتويج باللقب الأوربي للمرة الثانية على التوالي ليدخله التاريخ من أوسع أبوابه، حيث صار المنتخب الأوروبي الوحيد الذي يحقق الثلاثية، كما تمكن من التتويج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب في أوروبا التي يقدمها الإتحاد الأوربي لكرة القدم، رغم أن برشلونة لم يحقق نتائج كبيرة خلال سنة 2012 باستثناء لقب كأس الملك الإسباني، وخسر مجموعة من الألقاب الأخرى التي كانت في حوزته
وإن كانت كفة الألقاب خلال هذا العام تميل للريال بلقبين مقابل لقب وحيد لبرشلونة، فوضعية هذا الأخير الحالية تعطي المزيد من الثقة لميسي وإنييستا قصد تتويج أحدهما بالكرة الذهبية، فالفريق الكتالوني يغرد خارج السرب بالدوري الإسباني ويفصله فارق مريح عن ريال مدريد الذي يعيش أيام كارثية، زيادة عن كون رفاق ميسي حققوا تأهلا مريحا في دوري الأبطال نحو الدور الثاني، بينما عان زملاء رونالدو كثيرا ليتأهلوا في المرتبة الثانية نحو نفس الدور
فمن سيكون عريس ليلة السابع من يناير، ميسي ليصبح أول لاعب في العالم يفوز بها للمرة الرابعة على التوالي؟ أم رونالدو للمرة الثانية بعد سنة 2008؟ أم إنييستا للمرة الأولى بحياته؟
