نهائي الأبطال 2025.. باريس وإنتر في معركة عنوانها تجديد خريطة أوروبا

31 مايو 2025
نهائي الأبطال 2025.. باريس وإنتر في معركة عنوانها تجديد خريطة أوروبا

نهائي الأبطال 2025.. باريس وإنتر في معركة عنوانها تجديد خريطة أوروبا

ازري بريس – محمد بنعمرو

ليلة لا تُنسى تعيشها مدينة ميونخ، حيث يلتقي باريس سان جيرمان مع إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، في مواجهة لا تنحصر فقط في صراع التتويج، بل ترمز لتحول تدريجي في موازين القوة الكروية داخل القارة العجوز.

ففي مشهد غاب عنه كبار إنجلترا وإسبانيا وألمانيا لأول مرة منذ نهائي 2004، تسطع أضواء ميونخ على باريس وإنتر كوجهين جديدين لطموح قديم.. أوروبا ليست حكرًا على أحد.

من 2004 إلى 2025.. عقود من هيمنة الكبار

في نسخة 2004، فاجأ بورتو بقيادة مورينيو الجميع بإسقاط موناكو بثلاثية نظيفة في نهائي ألماني صرف، منذ ذلك الحين لم يغب نادٍ من إنجلترا أو إسبانيا أو ألمانيا عن النهائي.. حتى جاء نهائي 2025.

تأهل باريس وإنتر إلى المباراة النهائية يعكس تحوّلاً فعليًا، ويُسلّط الضوء على صعود أندية لطالما وُضعت في الظل. باريس يخوض ثاني نهائي له في خمس سنوات بعد خسارته أمام بايرن في 2020، فيما يعود إنتر إلى النهائي للمرة الثانية في آخر ثلاث نسخ، بعدما بلغ نسخة 2023 وخسر أمام مانشستر سيتي.

باريس سان جيرمان.. الوجه الجديد لهوية أكثر نضجًا

بقيادة لويس إنريكي، تغيّر شكل باريس سان جيرمان. الفريق الذي عُرف لعقود باعتماده على أسماء براقة أصبح الآن أكثر توازنًا، مزيج من النجوم الشابة والخبرة، بفلسفة جماعية وانضباط تكتيكي واضح.

متوسط أعمار التشكيلة الباريسية في دوري الأبطال لا يتجاوز 24 عامًا، مما يجعله خامس أصغر فريق في المسابقة. أسماء مثل زائير إيمري (19)، جواو نيفيز (20)، نونو مينديز (22) ودوويه (19) تعبّر عن مشروع بعيد المدى، يقوده قائد لا يتجاوز عمره 31 عامًا: ماركينيوس.

إنتر ميلان.. حين تكون الخبرة قوة

على الطرف الآخر، يظهر إنتر ميلان بشكل مغاير تمامًا. فريق تقوده الخبرة، ويبلغ متوسط أعمار تشكيلته الأساسية 29.56 عامًا، ليكون الأكبر سنًا في البطولة.

سيموني إنزاجي بنى فريقًا صلبًا، يجمع بين الانضباط الدفاعي والجرأة الهجومية. يان سومير (36)، أتشيربي (37)، دارميان (35)، ومخيتريان (36) يشكّلون عمودًا فقريًا صلبًا، يدعمه جيل في ذروة العطاء مثل باريلا، لاوتارو، بافارد وديماركو.

السقوط الجماعي للكبار

الموسم شهد تراجعًا واضحًا للعمالقة التقليديين. مانشستر سيتي خرج مبكرًا من دور الـ16، وآرسنال لم يتجاوز ربع النهائي. برشلونة سقط أمام إنتر في نصف النهائي، وريال مدريد غادر من ربع النهائي، بينما فشل بايرن ودورتموند في بلوغ النهائي رغم بدايتهما القوية.

تحوّل لا يمكن تجاهله

ربما لا يكفي نهائي واحد لإعلان نهاية عهد وبداية آخر، لكن وصول باريس وإنتر إلى النهائي في هذا التوقيت يعكس واقعًا جديدًا. أندية إيطاليا وفرنسا بدأت تحصد ثمار عمل هادئ وتخطيط دقيق، بعيدًا عن الضجيج.

سواء توّج باريس بلقبه الأول، أو استعاد إنتر مجده القاري للمرة الرابعة، فإن ليلة ميونخ قد تُسجل كتاريخ مفصلي في ذاكرة الكرة الأوروبية.. لحظة كسر احتكار وتكريس واقع جديد، يضع فرنسا وإيطاليا مجددًا في قلب المنافسة القارية.

الخبرة تصطدم بالحيوية.. فمن ينتصر؟

باريس يدخل النهائي بطاقة الشباب، وإنتر يُراهن على النضج والخبرة. صراع أجيال بين لويس إنريكي وسيموني إنزاجي، بين السرعة والتمركز، بين الحلم الأول والطموح المتجدد. وفي ميونخ، لن تكون النتيجة مجرد لقب.. بل عنوانًا لمرحلة جديدة في أوروبا

الاخبار العاجلة