نهضة بركان يصنع التاريخ: تتويج ثالث في الكونفدرالية وموسم ذهبي يدخل سجلات المجد
سبور ناظور – محمد بنعمر
سَطّر نادي نهضة بركان المغربي إحدى أروع الصفحات في تاريخ كرة القدم المغربية والأفريقية، بتتويجه بلقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية) للمرة الثالثة في تاريخه، رغم خسارته إياب النهائي أمام سيمبا التنزاني بهدف دون رد، في مباراة احتضنها ملعب “أمان” بجزيرة زنجبار مساء الأحد.
بعد التعادل الإيجابي هدف لمثله فقد استفاد ممثل المغرب من فوزه في لقاء الذهاب على أرضية ملعبه البلدي بهدفين دون مقابل، ليحسم النهائي بمجموع (2-1)، ويُضيف ثالث ألقابه القارية بعد نسختي 2020 و2022، ويعادل رقم الصفاقسي التونسي كأكثر الأندية تتويجًا بلقب الكونفدرالية.
وجاء هذا التتويج ليُكلل موسمًا استثنائيًا للفريق البرتقالي، الذي أحرز أيضًا أول لقب في الدوري المغربي للمحترفين في تاريخه، ليحقق ثنائية نادرة تُترجم العمل المؤسسي المتين الذي يشهده النادي منذ سنوات، بقيادة إدارة طموحة وطاقم فني يقوده باقتدار المدرب التونسي معين الشعباني.
نهضة بركان لم يكتف بالتألق الفني، بل أبان عن نضج كبير وقدرة على التعامل مع الضغوط والظروف الصعبة، إذ واجه الفريق مضايقات غير مبررة خلال رحلته إلى زنجبار، أبرزها تأخير طويل في المطار دام لأربع ساعات، بدعوى “عطل في أجهزة التفتيش”، وهو ما لم يؤثر على عزيمة اللاعبين وتركيزهم.
هذا الإنجاز يُرسّخ مكانة نهضة بركان كقوة قارية صاعدة بثبات، تُجسد نموذج النجاح المغربي في التسيير الرياضي، وتؤكد استمرار سيطرة الأندية المغربية على الساحة الإفريقية في السنوات الأخيرة.
نهضة بركان اليوم ليس مجرد بطل، بل مشروع رياضي متكامل يُلهم الأندية في المغرب وخارجه، ويعزز الحضور المغربي في المنصات القارية، وسط إشادة محلية ودولية بما حققه الفريق من إنجازات خلال موسم لا يُنسى.