سبورناظور:
تعتبر مدينة الناظور من أهم وأغنى المدن المغربية من حيث الودائع المالية بالأبناك، حيث صنفت أكثر من مرة كأغنى مدينة مغربية من حيث الدخل الذي تدره عليه مداخيل الجالية المنتمية للإقليم، والمتواجدة بأوروبا، وكذا بحكم موقعها الإستراتيجي، حيث تعتبر بوابة أوروبا. فبالرغم من اقتصاد المدينة وغنى رجالاتها، إلا أنها تعاني بشكل مهول في عدة مجالات، أبرزها المجال الرياضي الذي يعتبر من أهم المجالات بالعالم، حيث كان ولا زال يعكس التطور والرقي والقيم في المجتمعات، ويعد من أبرز دعائم التنمية الشاملة، لأنها تُعنى بأهم عناصرها وهو الإنسان فكراً وجسداًً. في الناظور نجد هذا المجال يحتضر بشكل خطير، بفعل غياب ولامبالاة المسؤولين والمجالس المنتخبة بالمدينة ومؤسساتها الإقتصادية، هذا يتجلى في انعدام توفير الفضاءات والمشاريع الرياضية وانعدام الدعم المادي والمعنوي من طرف هذه المجالس والمؤسسات الإقتصادية، بحيث أن مدينة الناظور كانت ولا زالت تعاني من سياسة التهميش والإقصاء في هذا المجال على الخصوص؛ بكون أن إقليم الناظور لايتوفر حالياً ولو حتى على ملعب وحيد صالح لممارسة رياضة كرة القدم، ألعاب القوى، السباحة.. حيث ظاهرة الإقصاء وتهميش فرق المدينة خاصة فرق كرة القدم، التي تعتبر من أهم الملامح التي رسخت بين مكونات المجتمع الرياضي بالمدينة عامة، حيث الهوة أصبحت تتسع يوماً بعد يوم، بالرغم من كل التوجيهات الملكية في السير قدماً بهذا المجال، حيث نحن كجمهور ومتتبعين للشأن الرياضي بالمدينة أصبحنا نرى هذه التوجيهات مجرد كلام وحبرٌ على ورق فقط، حيث أصبحنا نتساءل هل هذه التوجيهات فعلاً تشمل كل المدن المغربية أم أن الناظور مقصية وغير مرغوب فيها؟ أم أن مدينة الناظور تنتمي للمغرب الغير النافع؟ لكن ما يحز في النفس أكثر فأكثر هو كون كل الفرق الناظورية خاصة فرق كرة القدم، أصبحت تتساقط كأوراق الخريف بسبب اندثارها سنة بعد سنة إلى الأقسام الشرفية، ومن أبرز الفرق المعنية هنا هي فرق هلال الناظور وفتح الناظور، الذين يعدان من ركائز وأعمدة الفرق الرياضية بالمدينة على الإطلاق، بكونهما أقدم الفرق الناظورية حيث أن الفتح تأسس سنة 1971، والهلال الذي تأسس سنة 1956 مارس بالبطولة الوطنية القسم الأول لمدة 3 سنوات متتالية في حقبة الثمانينات، ونافس أقوى وأعتد الفرق الوطنية أنذاك، كفرق الجيش، الرجاء، الوداد.. أما الآن أصبحت كل فرق كرة القدم بالناظور تعاني نفس المشكل وهو مشكل الملعب والدعم المادي والمعنوي.. وهذا خير دليل على الإقصاء المفتعل والمدبر إلى حد المدى، وكذا التهميش المقصود والممنهج من طرف المسؤولين بالناظور، هذا ما اقترفته الأيادي الأدمية بأفكارها الهدامة اتجاه كل ما هو رياضي، حيث أن فرق رياضية عريقة كانت بالأمس في قمة توهجها وتألقها، لكن باتت اليوم في خبر كان، باندثارها في أقسام الظلمات، وصار مصير هذه الأندية مصير مجهول!! هذا كله بسبب التهميش، الإقصاء، المحسوبية والزوبونية، بحيث نجد مجلس الجهة يعطي كل أولاوياته لفرق وجدة وبركان، ويوفر لهما كل الدعم المادي والمعنوي، مع اقصاء شبه تام لفرق الناظور. هنا نتساءل عن السبب الحقيقي وراء تهميش وإقصاء الفرق الرياضية الناظورية، من طرف مجلس الجهة وكذا باقي المجالس المنتخبة والمؤسسات الإقتصادية؟ حيث نجد مدن صغيرة مجاورة لمدينة الناظور تتوفرعلى فرق رياضية كبيرة تتنافس حتى على الألقاب، بحكم ممارستهما بالأقسام الممتازة وفي مختلف الرياضات، كرياضة كرة القدم،اليد،السلة، وألعاب القوى.. هذا بفضل غيرة مسؤولي هذه المدن وحسهم بالمسؤولية وإرادتهم القوية في تطوير هذا المجال الحيوي في مدنهم حيث يدركون مدى أهمية الرياضة بالتعريف والتقدم بمدنهم نحو الأفضل؛ هذا يأتي عكس مسؤولي مدينة الناظور، الذين يولون كل أولوياتهم واهتماماتهم بالمشاريع العقارية والتي تبقى هي شغلهم الشاغل، بحكم أن مصالحهم الشخصية الكبيرة تكمن في هذا المجال على الخصوص. هنا نتساءل كما يتساءل العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بالمدينة عن مصير الفرق الرياضية الناظورية في ظل التهميش والإقصاء من طرف المجالس المنتخبة والمؤسسات الإقتصادية؟ وما دورها في إنقاذ وتطوير الرياضة بالمدينة؟ فأما عن السؤال العريض والذي يطرح نفسه بقوة هو: متى سيتم الكف عن الوعود وإخراج المركب الرياضي إلى حيز الوجود؟