محمد بوتخريط /هولندا.
هو نفس ذاك المكان الذي ألفناه وأحببناه ..
يتسلل إلينا والى كل الأماكن هنا ..
يظل ّيعشّش في زوايا الذّاكرة .
صدق من قال ان ارض الريف ولادة لا زالت ، رغم كل من تشردوا ورحلوا في غربتهم ..لازالت دماؤهم تجري في عروق الخلف ، واضعة وشما ريفيا في ذاكرتهم.
ارضي هناك .. كانت ولا زالت ارض ولادة الهمم والسواعد…الأبطال والمجاهدين … الصامدين والامراء..لا تنحني و لا تركع .
هنا .. لا يروُون لنا سوى قصص وحكايات أخرى ، غير التي تُبهرهم .. بل وسوى تلك التي تؤذينا أو تُشوه سمعتنا.
كم هو الامر مرهقاً ومخيباً للآمال . أو لاقول ، لآمالي أنا على الأقل.
لا تهمني قصاصات الاخبار حول ما لا أطيق سماعه..لا تهمني حكايات مفبركة ولا قصص البحث عن سارق حقيبة يد نسائيه ، ذا شعر اسود وعينان سوداوان او بُنيتان .
كم نقرأ الكثيرعنها هنا.. ولا نقرأ او نسمع عن كثير من قصص أخرى كثيرة .. قصص نجاح.. وتفوق ، الطلبة والرياضين والممثلين والسياسيين والاطباء…والخ.
ما يهمني هي قصص “الابطال” قصص يقرأها اطفالنا ويتشرّبونها بعدنا.
كل يوم لنا هنا قصص نجاح منتشرة.. وحتى لاطفال وشباب صغار يافعين يبهرون العالم بمهاراتهم . ليس مهما في اي مجال ، فالنجاح نجاح ..ناتج معادلة التوفيق مع الجد والاجتهاد.
أنس أشهبار المحترف في فريق فينورد الهولندي واحد من هؤلاء الشباب ، أحد أبرز مواهب الفريق الروتردامي في الوقت الحالي ، لاعب كبير . يحمل نفس الوعي للكرة الحديثة ، الذي يحمله كبار اللاعبين .. خطف الأضواء منذ ظهوره الاول على المستطيل الاخضر و بالرغم من صغر سنه .. و بدون ان يكون عملاقا من ناحية طول القامة ، فهو قوي في الصراعات ولديه حس تهديفي كبير و يمتاز بكونه يتعامل مع الكرة بذكاء . قوي بمراوغاته التي تعتمد التمويه ثم الانطلاق نحو هدف واحد أوحد… المرمى .
هو نجم كل المبارايات التي يدخلها دون منازع … لاعب ذو قيمة فنية ومهارية كبيرة .. سريع جدا في المساحات الضيقة بفضل قدرته على تغيير ايقاع لعبه بطريقة مذهلة . يتميز بالتسديدات المركزة و المهارة التقنية و بالذكاء التكتيكي . هجماته ينهيها دائما بطريقة جيدة .
قال عنه اكبر عمالقة كرة القدم (منهم على سبيل المثال وليس الحصر ميشال بلاتيني ) انه “موهبة كروية ولاعب فذ .. لاعب مهاري و فنان من الدرجه الاولى”.
أنس أشهبار البالغ من العمر 21 سنة .. المزداد في الثالث عشر من يناير 1994 بلاهاي كان قد التحق بفريق فاينورد في الثامنة من عمره بعد ممارسة الكرة في فرق الأحياء كالكثير من اقرانه ، قبل أن يشارك خلال مباريات بطولة أوروبا للناشئين لأقل من 17 سنة رفقة المنتخب الهولندي، والتي توج خلالها بلقب ثاني أفضل لاعب في البطولة، ما جعل الكثير من متتبعي الشأن الرياضي يتنبؤون له بمستقبل زاهر قياسا مع سنه و مؤهلاته التقنية والبدنية التي عبر عنها خلال البطولة.
نتمنى لهذا اللاعب الشاب التوفيق والنجاح في مشوارة الكروي وحياتة المستقبلية وأن يظل شمعة متوقّدة ابداع وجمال في سماء المستديرة .. وأن لا يسلك طريق البعض من من سبقوه من بعض”ريفيينا النجوم ” الذين لم يستمروا طويلا في خطف قلوب وعشاق محبيهم. بعد أن تراجع مستواهم بشكل لافت ، ولاسباب متفاوتة ، وظلوا حبيسي مقاعد الاحتياط ولم يتمكن أحسنهم حظاً من الاستمرار أو حتى تجديد عقده مع ناديه .
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]
