سبور ناظور – محمد بنعمرو
سيطر اللون البرتقالي على مشهد الدوري المغربي هذا الموسم، حيث تمكن نهضة بركان من إنهاء النصف الأول من البطولة في صدارة مستحقة، متوجًا بلقب بطولة الخريف لأول مرة في تاريخه. ويأمل الفريق البركاني أن يواصل مسيرته المميزة ليحقق حلمه الكبير بالتتويج بلقب الدوري مع نهاية الموسم، وهو الإنجاز الذي لم يسبق له تحقيقه.
في الوقت الذي شهد فيه الصيف تغييرات جذرية في صفوف منافسيه التقليديين، مثل الرجاء والوداد والجيش الملكي، اختار نهضة بركان الاستقرار الفني، محتفظًا بجهازه بقيادة المدرب التونسي معين الشعباني. منح النادي للشعباني صلاحيات واسعة لإدارة سوق الانتقالات، ما أثمر عن ميركاتو هادئ ولكنه عالي الجودة.
كان التعاقد مع الحارس الدولي منير المحمدي نقطة تحول في مسيرة الفريق. قدِم المحمدي من الدوري السعودي بخبرة كبيرة مع المنتخب المغربي، حيث شارك في بطولات كبرى كأمم إفريقيا والمونديال. أسهم الحارس في تقديم خط دفاع استثنائي، إذ استقبل الفريق 6 أهداف فقط خلال 14 مباراة، ليصبح أقوى دفاع في الدوري.
إلى جانب المحمدي، ضم الفريق البرازيلي سانتوس، بالإضافة إلى الدولي المغربي هيثم منتعوث، لاعب المنتخب الأولمبي والمحليين. شكلت هذه التعاقدات إضافة كبيرة للفريق، وانعكست على الأداء الهجومي والدفاعي، حيث سجل الفريق 20 هدفًا وحقق سلسلة مميزة من النتائج.
أنهى نهضة بركان مرحلة الذهاب في صدارة جدول الترتيب برصيد 33 نقطة، مع مباراة مؤجلة، مبتعدًا بفارق 9 نقاط عن أقرب منافسيه. حقق الفريق 10 انتصارات، تعادل في 3 مباريات، وخسر مباراة واحدة فقط، ليكتب بذلك أفضل بداية في تاريخه بالدوري المغربي.
على مر تاريخه، كان أفضل إنجاز للفريق احتلال المركز الثالث في موسم 2019 برصيد 57 نقطة. ومع الأداء الحالي، يبدو الفريق البركاني في طريقه لتحطيم كل أرقامه السابقة، ساعيًا لتتويج استثنائي بدرع الدوري لأول مرة.
حقق نهضة بركان ثلاثة ألقاب في كأس العرش، ولقبين في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، لكنه لم يظفر بلقب الدوري المغربي. ومع الإنجازات التي حققها في مرحلة الذهاب، يطمح النادي إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخه، يسطر فيها لقبه الأول في البطولة الوطنية، في موسم يبدو أنه مميز من ذهب.