الجالية المغربية… عماد نجاح كرة القدم الوطنية

منذ 4 ساعات
الجالية المغربية… عماد نجاح كرة القدم الوطنية

الجالية المغربية… عماد نجاح كرة القدم الوطنية

سبور ناظور  – محمد بنعمرو

لا يمكن الحديث عن نجاح كرة القدم المغربية على مستوى المنتخبات الوطنية دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجالية المغربية في الخارج. هؤلاء الرجال والنساء الذين يوزعون حياتهم بين العمل، الأسرة، والوطن، يسهرون على تربية أبنائهم، ويحرصون على حضورهم للمدرسة وللتدريبات الرياضية بانتظام. هذا الالتزام ليس مجرد متابعة، بل هو مغذٍّ أساسي لصناعة أجيال رياضية قادرة على تمثيل المغرب بكل جدارة في المحافل الدولية.

حب الوطن والانتماء للملك يشكلان دافعاً قوياً لتقديم التضحيات اليومية، سواء في متابعة تعليم الأبناء أو توفير الدعم المادي والمعنوي لهم. المبادرات الملكية، بقيادة الملك محمد السادس نصره الله، لعبت دوراً محورياً في تعزيز العلاقة بين المغاربة في الخارج ووطنهم، كما كانت سبباً مباشراً في اقتناع المواهب المغربية المقيمة في أوروبا بحمل القميص الوطني وتمثيل المغرب بفخر. هذا التأثير المعنوي للمبادرات الملكية يُعد أحد أهم المغذيات النفسية والروحية التي تجعل اللاعبين يختارون الالتزام بالوطن على الرغم من العروض الأوروبية المغرية.

على المستوى الوطني، كرة القدم المغربية تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالبنية التحتية، البرامج التكوينية، والدعم المالي والإداري. من شرق الريف والسعيدية إلى الصحراء في أقصى الجنوب، هناك حاجة ملحة لتطوير الملاعب، دعم الأندية المحلية، توفير برامج تكوينية للأطفال والشباب، وتأهيل الكوادر التقنية والإدارية لضمان استدامة النجاح الرياضي. هذه المغذيات العملية هي الأساس لتوسيع قاعدة المواهب وجعل كرة القدم المغربية أكثر قدرة على المنافسة في كل المحافل الدولية.

نجاح كرة القدم المغربية إذن ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة مغذيات متعددة ومتكاملة: تفاني الجالية المغربية، حب الوطن والانتماء للملك، المبادرات الملكية الداعمة التي أقنعت المواهب الأوروبية بحمل القميص الوطني، الجهود المؤسسية من الجامعة، والبنية التحتية القوية على المستوى الوطني. كل هذه العناصر مجتمعة تصنع قاعدة صلبة يمكن أن يرتكز عليها تقدم كرة القدم المغربية، وتضمن استمرارها في المنافسة على أعلى المستويات.

في النهاية، الإنجازات الرياضية للمغرب هي انعكاس مباشر لتعاون الجميع: الجالية التي تتابع الأبناء وتدعمهم، الأسر التي تضحي وتغرس القيم، والدولة التي توفر السياسات والبرامج الداعمة، والملك محمد السادس نصره الله الذي يبث الإلهام والانتماء في قلوب كل لاعب مغربي. هذا التعاون هو ما يجعل المغرب قادرًا على صناعة أبطال حقيقيين، يمثلون الوطن بفخر وشغف على الصعيد العالمي، ويضمن أن كرة القدم الوطنية تستمر في صعودها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب

الاخبار العاجلة