سبورناظور : عادل سلامي – صورة: محمد الوردي
مرت أزمنة ومعها أجيال، وما زالت مطالب الجماهير الناظورية بمركب رياضي يليق بتاريخها الرياضي وحجمها الجماهيري تُجاهل بشكل مستمر. ففي كل مرة تُطرح فيها هذه المطالب، نرى تعاطفاً مؤقتاً ووعوداً كاذبة تُعاد نسجها، ولكنها تتلاشى في النهاية مثل الضباب المُتلاشي.
مدينة الناظور، التي تتميز بتاريخها الرياضي العريق وجماهيرها المتحمسة، تعيش في حالة من التهميش الرياضي. ومع كل نجاح يحققه الأندية المحلية والرياضيين الموهوبين، يزداد استياء الجماهير من عدم وجود مركب رياضي يلبي احتياجاتها ويعكس تاريخها الرياضي العريق.
من المثير للدهشة أن الوعود الكاذبة تُكرر مراراً وتكراراً، ولكنها تظل مجرد كلمات فارغة تُطلق لتهدئة الجماهير لفترة مؤقتة، دون أن تُترجم إلى أفعال حقيقية، إنها حالة من الإحباط وعدم الثقة التي تنمو بين الجماهير والجهات المسؤولة عن الرياضة في المدينة، فمع كل دورة انتخابية أو حدث رياضي كبير، تتجدد الوعود وتعود الكلمات الزائفة لتهدئة الأمور للحظات قليلة، ومع ذلك، يظل الواقع المرير هو غياب أي خطوة فعلية تجاه تلبية تلك المطالب المشروعة، لقد باتت الوعود الكاذبة والتسويف هما لغة ردهات القوى السياسية، وهو ما يتسبب في تراجع الثقة والاحترام الذي كانت تحظى به السلطة المحلية.
لا شك أن الرياضة أضحت عاملاُ حاسمًا في بناء الهوية وتنمية المجتمع ومحركا فاعلا للعجلة الاقتصادية، ولذا فإن ضرورة وجود مرافق رياضية تليق بالمدينة تتجاوز مجرد رغبة جماهيرية، إنها مسألة تخدم التنمية المستدامة للمدينة وتعزز قدرات الشباب وتوفر فرص تطوير رياضي متكاملة، وفي ظل هذا الواقع، تعاني الجماهير الناظورية من تهميش رياضي يؤثر بشكل سلبي على حياتها الرياضية وثقافتها الرياضية، فالرياضة ليست مجرد هواية أو تسلية، بل هي ركيزة أساسية في تنمية المجتمع وتعزيز هوية المدينة.
إن استمرار تهميش الناظور من الحصول على مركب رياضي ومرافق رياضية تليق بالمدينة هو أمر غير مقبول، لا يمكن أن تستمر الوعود الكاذبة والتسويف، بل يجب أن يتم اتخاذ إجراءات فورية لتلبية تلك المطالب المشروعة، إن الاستثمار في الرياضة يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، ويعزز الانتماء والتضامن ويخلق فرصًا للتطور والنجاح.