سبورناظور : أحمد لالو الريفي
ان المتتبع للشأن الرياضي بالناظور يتفاجأ لما الت اليه كرة القدم بالناظور من تدهور مهول وانتكاسة كلية لفريقي الهلال والفتح اللذان بصما على مشوار جيد في المنظومة الكروية الوطنية خلال تواجدهما معا بالقسم الوطني الثاني للنخبة حيث قدما معا مواسم رائعة بشهادة الجميع وابليا البلاء الحسن في جل المباريات وادخلا الفرحة لقلوب العاشقين للأبيض والاخضر والازرق والاحمروكانا بحق سفراء الناظور في ربوع المملكة.
لكن لكل شيء إذا ما تم نقصان …وما ان تدخلت السياسة بالرياضة في إقليم لا مكان للرياضة في اجندة ومخيلة مسؤوليه حتى انقلب السحر على الساحر وأضحت الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص في خبر كان لاعتبارات عدة يمكن جرد بعضها على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي
انعدام البنيات التحتية والمرافق الرياضية
الملعب البلدي بالمدينة الذي شكل منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي الملعب الوحيد بالناظور تم اغلاقه في وجه الفرق الرياضة منذ ما يقارب سنتين قصد تكسية ارضيته بالعشب الاصطناعي وإعادة بناء مرافقه ومدرجاته لكن بطئ الاشغال حتمت على الهلال والفتح وفرق أخرى البحث عن ملاعب بديلة قصد مزاولة نشاطها الرياضي في غفلة من ذوي الحسم والقرار الذين لم يدخروا جهدا في التعجيل والإسراع بإتمام الاشغال التي ناهزت ميزانيتها 10 ملايين درهما مناصفة ما بين تكسية الأرضية وإصلاح المرافق والمدرجات حتى تعود الفرق لعرينها والجماهير لمدرجاتها وتعود كرة القدم الى مكانها الطبيعي خاصة وان كل فرق شمال وشرق المملكة التي جاورت الهلال والفتح تمكنت من الصعود الى القسم الوطني الأول للبطولة الاحترافية عكس الناظور التي تشكل فرقها الاستثناء بل وأضحت تسبح ضد التيار وبعيدا عن أي فكر رياضي احترافي.
دعم المجالسالمنتخبة والجهة لا يشفي الغليل
ان الدعم المقدم سنويا من طرف المجلسين البلدي والإقليمي وكذا مجلس الجهة للجمعيات والفرق الرياضية بعيد كل البعد عن انتظارات وطموحات المكاتب المسيرة التي ترى في كون المجالس تعتبر الشريك الفاعل والايجابي في الدفع بقاطرة الرياضة الى الامام كون الرياضة أضحت حاليا قاطرة للتنمية المحلية الجهوية والوطنية ان تم تدبيرها بطريقة عقلانية واحترافية بعيدا عن كل الحزازات والحسابات الضيقة التي لا تخدم الرياضة في شيء وما حدث خلال دورة المجلس الأخيرة الا تأكيد لسياسة ”فرق تسد” ذلك ان المنح الممنوحة لم تبنى على معايير موضوعية بل جانبت الصواب والمنطق كون الأمور أسندت لغير أهلها (عل حد تعبير بعض رؤساء الفرق والجمعيات ) بحيث خصص مجلس الجماعة الحضرية مبلغ مليون درهما استفادت منه 39 جمعية رياضية وكان للهلال والفتح حصة الأسد ب 185.000 درهما لكليهما.
عزوف الرؤساء والمسيرين السابقين عن التسيير
بعيدا عن منطق ”الرجل المناسب في المكان المناسب” تعاني الفرق الرياضية من هذه الظاهرة مما فسح المجال لدخول عالم التسيير لبعض الأشخاص البعيدين كل البعد عن هذا الميدان والذين لا يقدمون أي إضافة للفرق سواء مادية منها او معنوية…بل يكونون وبالا على فرقهم في اغلب الأحيان.
جمهور خلف الكواليس
جمهور بدأت اعداده تتضاءل موسما بعد اخر بفعل النتائج السلبية التي باتت تحققها الفرق الناظورية بل وأضحى محللا للواقع المعاش من المقاهي ينتقد انتقادات هدامة عمل المكاتب المسيرة حتى التي تعمل في صمت ترى البعض منه يفهم في التسيير والتكوين والتأطير والتدريب …
مسؤولون وذوو القرار خارج التغطية
ما يحز في النفس هو ان المسؤولين وذوو الاختصاص والقرار من الذين أسندت
لهم مسؤولية التسيير اليومي في هذه المدينة في ”دار غفلون ” لا يعيرون للرياضة المحلية أي اهتمام غائبون تماما عن كل التظاهرات والمناسبات الرياضية بل حتى وان حضروا فلا قيمة مضافة لتواجدهم بل فقط من اجل تلميع صورتهم الانتخابية والحزبية امام الملا قس على ذلك ان دورات مجالسهم لا يناقش خلالها الجانب الرياضي.
فكيف لمسيرين لم يأخذوا الدروس والعبر من نظرائهم بالجهة الشرقية الذين تمكنوا في ظرف وجيز من إعادة امجاد النهضة البركانية والمولوديةالوجدية وأيضا شباب الريف الحسيمي الى الواجهة ان تنتظر منهم الدفع بالرياضة الناظورية نحو الأفضل وهم يلعبون فقط دور المتفرج من بعيد رغم انهم يسيرون مدينة تعتبر بوابة المغرب نحو أوروبا وقطبا اقتصاديا وماليا مهما على الصعيد الوطني.
وضعية كارثية تعيشها اذن كرة القدم بالناظور وضعية تستدعي أكثر من وقفة تأمل لتشخيص الداء وإيقاف النزيف والبحث عن مكامن الخلل واستئصال كل جرثومة خبيثة تنخر الجسم الرياضي وذلك بغية رد الاعتبار لمجال حيوي اضحى من أولويات التنمية المستدامة والجهوية الموسعة التي ما فتئ عاهل البلاد يوليها أهمية قصوى كل يوم وحين.
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]