جماهير الكرة الجزائرية متوترة من المستوى غير المستقر لـ “محاربي الصحراء” قبل 7 أيامٍ فقط من انطلاق النهائيات، وسط مصاعب دفاعية وهجومية وغياب الانسجام عن اللاعبين.
الجزائر – يسيطر القلق على جمهور كرة القدم الجزائرية بعد المستوى غير المستقر لـ “محاربي الصحراء” الذي يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا ابتداءً من 11 حزيران/يونيو الجاري.
وخابت آمال أنصار المنتخب الجزائري مرة أخرى، عندما خسرت تشكيلة المدرب رابح سعدان نتيجة صفر-3 أمام جمهورية آيرلندا، وهي الهزيمة التي أدخلت الشك في نفوس المشجعين والمتتبعين لشؤون المنتخب من مدربين ولاعبين سابقين، سيما أن الهزيمة كانت ثقيلة، وكان وقعها مشابهاً للهزيمة بالنتيجة ذاتها أمام صربيا في مباراة ودية يوم 3 آذار/مارس الماضي.
الدفاع والهجوم صداعٌ في رأس سعدان
ولعل أكبر هاجس يقض مضاجع مشجعي “الخضر” أن الأخير لم يتمكن من تسجيل الأهداف أو تفادي تلقيها منذ مباراته في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية أمام ساحل العاج (3-2)، ليعيد بذلك سيناريو مباراته أمام منتخب صربيا الودية حين خسروا بثلاثية نظيفة جعلت المدرب يسارع إلى إبعاد عدد من اللاّعبين المحليين، ويدرج في وقتٍ لاحق أسماء لاعبين جدد ينشطون في البطولات الأوروبية.
وبدا واضحاً أن سعدان لم تكن لديه خيارات كثيرة خلال المباراة الودية التحضيرية أمام آيرلندا، قياسا بالغيابات الاضطرارية لعدد من ركائز المنتخب، حيث خسر جهود “المايسترو” مراد مغني لاعب نادي لاتسيو الإيطالي الذي أبعد من قائمة الـ 23 لاعباً بسبب إصابته، في الوقت الذي لم يتمكن صخرة دفاع “الخضر” مجيد بوقرة والمهاجم كريم مطمور والمدافع عنتر يحيى ولاعب الوسط حسان يبدا من المشاركة في المباراة، ما قلل من حظوظ المنتخب في إمكانية التألق أكثر.
كما كان لزاماً على سعدان الاعتماد على لاعب الوسط المتميز مهدي لحسن رغم تأثره بالإصابة، واشترك أيضاً اللاعب الجديد رياض بودبوز في اللقاء وهو مصاب أيضاً، على غرار الظهير الأيسر نذير بلحاج، فيما كان كريم زياني بعيداً عن المنافسة لفترة طويلة غير أنه ظهر بوجه رائع فاجأ به الجميع.
هل يشرف “الخضر” العرب مونديالياً
وتزايدت موجة القلق على المنتخب الجزائري، لدى الشارع الكروي في الجزائر مع اقتراب الموعد العالمي، خاصة وأن الجميع مقتنع أيما اقتناع، أن المسؤولية كبيرة والحمل ثقيل على ممثل العرب الوحيد في المونديال.
وقياساً بالعناصر الجديدة التي دعمت المنتخب الوطني، فإن الانسجام كان أكبر هاجس، على اعتبار أن اللاعبين غير معتادين على اللعب سوياً حتى الآن. ورغم ذلك، فإن المنتخب الوطني حاول بناء اللعب وخلق فرصاً للتهديف أهدرها بسبب نقص الفعالية والانسجام.
في المقابل، سجلت بعض الهفوات في الوسط والدفاع ونقص تمويل الخط الأمامي بالكرات، ما يعني أن عملاً كبيراً ينتظر “محاربي الصحراء” قبل كأس العالم، وبالتحديد خلال المعسكر الحالي في مدينة نورمبرغ الألمانية والذي سينتهي بإجراء مباراة ودية أمام المنتخب الإماراتي السبت هي الأخيرة للمنتخب الجزائري قبل السفر في اليوم التالي إلى جنوب أفريقيا.
سعدان يطمئن الجميع
وفي محاولة منه لرفع معنويات الجماهير وإبعاد الشك والقلق الذي تسرب إلى نفوسها، دافع سعدان عن مستوى المنتخب واعتبر بأن النتيجة الفنية لمباراة آيرلندا لم تكن تهمه بقدر ما كان يهمه الأداء الجماعي والفردي.
وقال سعدان خلال معسكر نورمبرغ “سجلت بعض النقائص في الخطوط الثلاث، وسأعمل على تصحيحها في هذا الوقت الوجيز، ويجب أن نعلم بأننا أشركنا عدة لاعبين جدد وغاب عدد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات”.
وأضاف “كل ما كان يهم هو الوقوف على كيفية أداء التشكيلة، وسجلت كل الملاحظات سواء من ناحية الأداء الجماعي أو بشأن أداء كل لاعب”.
وختم “الشيخ” بصراحته المعهودة متوجهاً بحديثه إلى الجماهير ووسائل الإعلام “دعونا نعمل بهدوء، أعرف طبيعة عملي وأعي جيداً ما أقوم به”.