المغرب يعزز التعاون الرياضي مع إفريقيا عبر تمويل منشآت رياضية

12 فبراير 2025
المغرب يعزز التعاون الرياضي مع إفريقيا عبر تمويل منشآت رياضية

المغرب يعزز التعاون الرياضي مع إفريقيا عبر تمويل منشآت رياضية

سبور ناظور – محمد بنعمرو

يواصل المغرب ترسيخ حضوره في القارة الإفريقية من خلال دعم وتمويل مشاريع رياضية في دول جنوب الصحراء، في إطار استراتيجيته الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتطوير البنية التحتية الرياضية في القارة. وتندرج هذه الجهود ضمن التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، خاصة دول جنوب القارة، عبر آليات متعددة، من بينها الدبلوماسية الرياضية التي باتت تلعب دورًا مهمًا في توطيد الشراكات بين المغرب وبلدان القارة السمراء.

وكانت البداية من موريتانيا، حيث ساهم المغرب في إنشاء ملعب بالعاصمة نواكشوط، وذلك في إطار اتفاقية تعاون أبرمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع نظيرتها الموريتانية. كما امتد الدعم ليشمل ليبيريا، حيث تكفلت الجامعة بتمويل مشروع تجديد ملعب “أنطوانيت توبمان” في العاصمة مونروفيا، بهدف تحسين بنيته التحتية وتزويده بمرافق حديثة تستجيب للمعايير الدولية.

ويأتي هذا المشروع في سياق اتفاقية الشراكة التي وقعها المغرب مع الاتحاد الليبيري لكرة القدم عام 2020، والتي تهدف إلى النهوض بكرة القدم الليبيرية عبر تحسين الملاعب وتوفير بيئة رياضية ملائمة. وتشمل أشغال التجديد إعادة تأهيل أرضية الملعب بنظام حديث لتصريف المياه، ما يساهم في تفادي مشاكل الغمر خلال موسم الأمطار، إلى جانب تغطيته بعشب عالي الجودة وإنشاء محطة جديدة لتزويده بالمياه.

ولا تُعد هذه المبادرات استثناء، بل تندرج ضمن رؤية شاملة تنتهجها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لدعم كرة القدم الإفريقية، حيث وقّعت اتفاقيات شراكة وتعاون مع عدة دول، مثل الغابون، بوركينا فاسو، والنيجر، شملت بناء وتجديد الملاعب، وتوفير المعدات الرياضية، وتكوين المدربين واللاعبين.

ويؤكد المغرب من خلال هذه المشاريع التزامه بتعزيز الروابط مع الدول الإفريقية، وفقًا للرؤية الملكية التي جعلت من إفريقيا أولوية في السياسة الخارجية للمملكة. فقد أكد جلالة الملك محمد السادس في مناسبات عدة على أهمية توطيد العلاقات بين المغرب وبلدان القارة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والتنموي، ولكن أيضًا عبر الرياضة باعتبارها أداة لتعزيز التقارب بين الشعوب.

وتبرز الدبلوماسية الرياضية كأحد الأعمدة الرئيسية في سياسة المغرب تجاه إفريقيا، حيث تسهم هذه المبادرات في تحسين البنية التحتية الرياضية، مما ينعكس إيجابيًا على مستوى كرة القدم في الدول المستفيدة، ويتيح لها فرصًا أكبر لتطوير المواهب المحلية والمشاركة الفاعلة في المنافسات القارية والدولية.

ومن المتوقع أن يسهم مشروع تجديد ملعب “أنطوانيت توبمان” في تحسين ظروف ممارسة كرة القدم في ليبيريا، سواء على مستوى الأندية المحلية أو المنتخبات الوطنية، مما سيمكن الاتحاد الليبيري من تنظيم المباريات والتدريبات في ظروف أفضل، وبالتالي دعم تطوير المواهب المحلية والنهوض بكرة القدم في البلاد.

الاخبار العاجلة