إقليم بركان يشهد ميلاد مشاريع رياضية وتنموية كبرى
شهد إقليم بركان ٬ مسقط رأس البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج٬ اليوم الثلاثاء٬ ميلاد عدد من المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس ٬ ومنها الحلبة المطاطية لألعاب القوى لسيدي سليمان شراعة.
والكروج ليس في الحقيقة إلا مثالا ساطعا للأبطال والبطلات المغاربة الذين رفعوا العلم الوطني خفاقا في أكبر وأرقى التظاهرات العالمية لما يربو عن ربع قرن٬ جاعلين من المغرب مثال يحتذى به على المستوى الدولي٬ لاسيما وأن ابن بركان يعد أشهر عداء على الإطلاق في المسافات المتوسطة في نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة .
فالكروج٬ صاحب الثنائية التاريخية في أولمبياد أثينا 2004 في مسافتي 1500م و 5000م أو” بركان التحديات” كما كان يلقبه بعض زملائه٬ يعتبر بلا ريب واحدا من أهرامات ألعاب القوى العالمية الذين دخلوا تاريخ أم الألعاب من أوسع أبوابه٬ وكتبوا صفحات ناصعة في سجل هذه الرياضة .
لقد ارتبط اسم هشام الكروج بالألقاب والأرقام القياسية العالمية الإعجازية والإنجازات الرائعة الخارقة على مدى عشر سنوات حقق خلالها لبلده الشيء الكثير.
وبلغة الأرقام فإن هشام الكروج٬ يعد العداء الوحيد في العالم الذي يملك خمسة أرقام قياسية إعجازية ثلاثة منها في الهواء الطلق في مسافات 1500م والمايل و2000م واثنان داخل القاعة في مسافتي 1500م والمايل وهي أرقام مازالت صامدة حتى اليوم .
كما أن الكروج أحرز أربعة ألقاب عالمية في مسافة 1500م٬ وهو رقم قياسي٬ وثلاثة أخرى داخل القاعة اثنان منها في 1500م والثالث في 3000م . وحظي هشام الكروج بشرف اختياره ثلاث مرات متتالية أحسن رياضي في العالم في مجال ألعاب القوى ( سنوات 2001 و2002 و2003 )٬ وهو إنجاز غير مسبوق أيضا ٬ وأحرز في عام 2004 لقب أحسن إنجاز في السنة٬ ناهيك عن الجوائز التقديرية الأخرى التي نالها كجائزة مؤسسة أمير أستورياس والأكاديمية الفرنسية للرياضات وجائزة ” بطل الأبطال” لجريدة ” ليكيب ” الرياضية الفرنسية الواسعة الانتشار.
ومن شأن مختلف المشاريع ٬ التي دشنها الملك محمد السادس٬ تعزيز المبادرة الملكية الرامية إلى تنمية الجهة الشرقية ٬ التي تروم على الخصوص ٬ تثمين طاقات الشباب وجعلهم فاعلين حقيقيين في العملية التنموية.
ويتزامن تدشين هذه المشاريع مع القفزة النوعية والصحوة الرياضية التي يشهدها إقليم بركان في عدة أنواع ومن بينها صعود فريق النهضة الرياضية البركانية إلى القسم الأول للبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بعد ربع قرن من الغياب عن قسم الصفوة .
كما أن فريق كرة السلة بات قاب قوسين أو أدنى من الظفر بأول لقب بطولة في مساره الرياضي بعد فوزه على مضيفه الوداد البيضاوي (67 مقابل 65) في المباراة النهائية ذهاب الأحد الماضي بقاعة المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء ٬علما بأنه لعب المباراة النهائية لكأس العرش لموسم 2011- 2012 .
أما أن فريق كرة اليد فقد حقق الازدواجية العام الماضي بتتويجه بلقب البطولة وكأس العرش وشارك مؤخرا في تونس في كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس والتي بلغ فيها دور نصف النهاية.
ويأتي تدشين الحلبة المطاطية لسيدي سليمان شراعة من طرف الملك محمد السادس٬ والتي تندرج في إطار برنامج طموح وواسع النطاق لتأهيل ألعاب القوى الوطنية٬ تجسيدا للرعاية الموصولة التي ما فتئ الملك يحيط بها الرياضة والرياضيين٬ ومنها “أم الألعاب” باعتبارها رافعة للتنمية المستدامة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
كما أن الإستراتيجية التي اعتمدتها الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى مستلهمة من الرسالة الملكية الموجهة إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة في 24 أكتوبر 2008٬ ومن برنامج تأهيل ألعاب القوى٬ والتي ترتكز بالأساس على تطوير البنيات التحتية ودعم منظومة تكوين الرياضيين والمدربين وإصلاح منظومة تحفيز العدائين والمدربين وتأهيل المسابقات وتوسيع قاعدة الممارسة الشعبية لهذه الرياضية.
وإيمانا منها بأهمية دور التجهيزات الأساسية في تطوير ممارسة ألعاب القوى بالمملكة٬ بادرت الجامعة إلى إطلاق ورش كبير في هذا الميدان يتمثل على وجه الخصوص في تشييد الأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى بإيفران وبناء خمسة مراكز جهوية للتكوين و21 حلبة مطاطية بمختلف ربوع المملكة ومركز للطب الرياضي بالرباط ٬ إلى جانب تنظيم ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى ( الدوري العالمي لألعاب القوى) الذي بات من كبريات الملتقيات على الصعيد العالمي والذي تقدمت الجامعة بطلب إلى الاتحاد الدولي لكي يصبح أحد ملتقيات العصبة الماسية.