الناظور… مقبرة الرياضة

2 يوليو 2016
الناظور… مقبرة الرياضة

سبورناظور : جمال الفكيكي 

 

المدينة تفتقد بنيات رياضية والأندية تعاني ومطالب بإصلاح الوضع
تفتقد الناظور بنيات تحتية رياضية، بإمكانها أن تستقطب إليها العديد من الطاقات الواعدة في مختلف الرياضات الجماعية والفردية. ورغم أن الناظور كانت مدينة الرياضة بامتياز، وتعد بوابة المغرب نحو أوربا، وقطبا اقتصاديا وماليا بامتياز، فإن بنياتها أصبحت لا تستجيب لتطلعات شبابها ورياضييها، الذين يبحثون عن فضاءات واسعة لتفجير طاقاتهم.  وتستغيث الفرق الرياضية بالناظور من شدة العوز وضيق الحال، فيما تشكل القاعة متعددة الاختصاصات بالمدينة الاستثناء. ورغم توفر الناظور على ملعبين وقاعة مغطاة واحدة، فإنها لا تلبي حاجيات الممارسين.
 وباستثناء كرة اليد وكرة السلة، فإن نتائج باقي الأندية المحلية ضعيفة مقارنة ببعض المدن المجاورة مثل الحسيمة وبركان ووجدة.

 

 
 

كرة القدم في الحضيض

 

لا تحظى كرة القدم بالناظور بالاهتمام اللازم، رغم أن فريق هلال الناظور لكرة القدم، أنجب لاعبين متميزين مثل الروبيو وخنطو وبنخدة ولحبيب وديدي وغيرهم، فإن نشاطه بات يقتصر في بطولة القسم الجهوي الأول التابع لعصبة الشرق، فيما أصبح فريق فتح الناظور يصارع شبح النزول كل موسم رياضي، ولا يفلت من ذلك إلا بشق الأنفس، بفضل المجهودات التي يبذلها بعض شباب المدينة لحفظ ماء الوجه.
وتعاني أندية الناظور لكرة القدم في صمت، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة من سلطات محلية ومجالس منتخبة لدعم هذه الأندية. ويعزى سبب تراجع هذه الأندية عن مستوياتها المعهودة إلى عدم الاستقرار في التسيير، وغياب الدعم المادي. ويطرح غياب التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية في الناظور علامات استفهام كبرى حول دور السلطات المحلية والمنتخبة.
ولم يعد فريقا هلال الناظور والفتح المحلي يشدان الأنظار إليهما، كما في السابق، بسبب تواضع نتائجهما ومشاكلهما المتراكمة منذ عدة سنوات، دون أن ترى طريقها إلى الحل.
ويرى العديد من اللاعبين السابقين في صفوف الفريقين، أن كرة القدم بالناظور تراجعت بشكل كبير، بسبب عدم اهتمام المسؤولين وكذا الفاعلين الاقتصاديين، مؤكدين أن الفريقين عاشا في السنوات الأخيرة مشاكل لا حصر لها، منها توفرهما على حافلتين مهترئتين، يتنقل فيهما اللاعبون في ظروف غير ملائمة.
وتواجه الأندية الرياضية بالمدينة تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة، إذ أنها تفتقر إلى نتائج على المستوى الوطني في جميع الرياضات، باستثناء رياضة كرة اليد وكرة السلة، هذا في الوقت الذي غابت فيه رياضات أخرى على المستوى الوطني، بعدما كان يشهد لها بالتألق نظير كرة القدم وألعاب القوى وكرة القدم الخماسية والملاكمة والكيك بوكسينغ.

ضعف البنيات التحتية
واعتبرت فعاليات رياضية تحدثت ل” الصباح الرياضي “، وضعية البنيات التحتية بالناظور ضعيفة، الشيء الذي يعيق الممارسة الرياضية بالمنطقة، ومن أسباب ذلك حسب المتحدثين، أن الرياضة باتت تشكل آخر اهتمامات المسؤولين، مضيفين أن الرياضة تعيش أزمة حقيقية والبنيات التحتية لا تستجيب للتوسع العمراني، فبدل الاهتمام بالرياضة أساسا للتنمية وتسويق المدينة بشكل إيجابي وتأطير الشباب وإبعادهم عن كل أساليب الانحراف، تظل الرياضة بكل فروعها تستغيث بشكل يبعث على الاستياء والتذمر.
وأكد المتحدثون أنفسهم أن تراجع الرياضة بالناظور تحصيل حاصل، طالما أن مسؤولي المدينة غير معنيين بتطويرها. ويتخوف مسؤولو الفرق المحلية، من توقف مسيرة الأخيرة، ومن مستقبلها.

الأندية تشكو غياب الدعم
أكد مسؤولو الأندية المحلية أن الدعم المقدم من قبل المجالس المنتخبة للجمعيات الرياضية، لا يرقى إلى مستوى طموحاتها، ويظل بعيدا عن انشغالاتها وانتظاراتها، رغم أن هذه الجهات تعد شريكا أساسيا في الدفع بعجلة الرياضة إلى ما هو أفضل، معتبرين أن ما حدث أخيرا في إحدى دورات المجلس الجماعي لبلدية الناظور يندى له الجبين، إذ أن المنح التي خصصت لهذه الجمعيات لم تستند إلى معايير موضوعية، حيث إن المجلس خصص مليون درهم لتوزيعها على 39 جمعية رياضية، كان نصيب الهلال والفتح 185 ألف درهم.
ويتهم العديد من مسؤولي الأندية المحلية، السلطات المحلية بالمدينة بمحاولة إرغام الأخيرة على تقديم اعتذارات، ودفعها إلى الإفلاس، كما هو الشأن بالنسبة إلى العديد من الأندية التي مثلت المدينة في أهم الدوريات والمنافسة الوطنية، على غرار إثري الريف الناظوري في كرة السلة وهلال الناظور لكرة القدم.  وأوضحت المصادر أنه من غير المقبول أن لا تنخرط السلطات المحلية والمنتخبة في الطفرة التي حققتها بعض الأندية في الموسم الرياضي الحالي، مثل هلال الناظور لكرة اليد وشباب الريف وإثري الناظوري لكرة السلة.
أكدت المصادر أن الأندية المحلية بالناظور تكلف مكاتبها المسيرة مبالغ مالية كبيرة، منها أجور ومنح اللاعبين والأطقم التقنية، إضافة إلى مصاريف التنقلات والتحكيم، وأن رؤساء الأندية يسعون إلى البحث عن مستثمرين من أبرز المؤسسات الاقتصادية بالمدينة، بالنظر إلى ما تمثله في الاقتصاد الوطني، وما تحصله من ضرائب بالناظور، غير أن الجميع يقرر صد الأبواب أمامهم، في الوقت الذي لم يجد مسؤولو الأندية تفسيرات لأسباب استفادة جمعيات معينة من منح مؤسسات عمومية بالمغرب.
ونفى مصدر مطلع أن يكون هناك انقراض للطاقات الموهوبة في الناظور، خاصة في ألعاب القوى التي كانت من المدن المتميزة في هذه الرياضة، موضحا أن المواهب موجودة، ولكن تنقصها الإمكانيات سواء المادية منها، أو التجهيزية، كما أن الأطر التي كانت تنقب عن المواهب أضحت تنقرض.  ويلعب العامل المادي دورا كبيرا في عدم تمكن بعض الجمعيات التي تمارس رياضات أخرى كالملاكمة وألعاب القوى من إحراز ألقاب على الصعيد الوطني، الشيء الذي أثر على مسيرة هذه الجمعيات.

وضعية الرياضة كارثية
يقول أحمد لالو الريفي، وهو أحد الفاعلين الرياضيين بالناظور، إن المسؤولين وذوي الاختصاصات لا يعيرون أي اهتمام للرياضة المحلية، وهم غائبون عن كل المناسبات والتظاهرات، بل وإن حضروا، فإن ذلك لا يكون سوى لتلميع صورتهم الانتخابية والحزبية.
واعتبر المتحدث أن كرة القدم بالناظور تعيش وضعية كارثية، تستدعي أكثر من وقفة تأمل لتشخيص مكامن الداء وإيقاف النزيف الذي يتهددها، واستئصال كل جرثومة خبيثة تنخر الجسم الرياضي بالمنطقة، وذلك لرد الاعتبار لمجال حيوي أضحى أساسا لتنمية مستدامة وجهوية متقدمة مافتئ الملك محمد السادس يوليها أهمية قصوى.
من جهته اعتبر محمد بيجو “ديدي”، اللاعب السابق لهلال الناظور، تدهور الرياضة بالمنطقة يرجع أساسا إلى سعي بعض الأشخاص لقضاء بعض مآربهم الشخصية، مؤكدا أن هؤلاء لم ينالوا أدنى شيء، لسوء نيتهم، فلا يمكن لشخص حسبه يعيش الفراغ أن يقدم الإضافة المطلوبة لمدينته، كما ليست لديهم رغبة حقيقية للإصلاح، بل هدفهم تحقيق مآرب شخصية. وتابع ” طبيعي إذن أن يفقد المستثمرون والفاعلون الاقتصاديون الثقة في أشخاص لا يمتون إلى الرياضة بصلة “.
وتحدث اللاعب ذاته، عن التهميش الذي يعانيه اللاعبون القدامى، الذين لا يحظون بالاهتمام اللازم، إذ أن المكاتب المسيرة التي تعاقبت على تسيير فريق هلال الناظور لم تكلف نفسها عناء إقامة مباريات تكريمية لقدماء اللاعبين، خاصة من أبناء الناظور، مستشهدا باللاعب «باراشينا» الذي يعاني شللا، والذي أعطى الكثير لفريق الهلال.
واستنكر «ديدي» عدم التفات المكاتب المسيرة للاعبين القدامى للاستفادة من تجربتهم وإشراكهم في دواليب التسيير والتأطير.

مطالب مستعجلة لإصلاح الوضع
ويطالب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بالناظور بتحديد تصور حقيقي للسياسة الرياضية بالمدينة، وإنجاز المرافق الأساسية وتكوين إدارة خاصة لتأطير الفئات الصغرى بعيدا عن الحلول الترقيعية وحث الفاعلين المحليين من سلطات محلية ومنتخبة على الاهتمام بالشأن الرياضي. كما دعوا إلى ضرورة التعجيل بإنشاء مركب رياضي بالمنطقة والرفع من قيمة المنح المقدمة للأندية الرياضية من قبل المجالس المنتخبة، وإيجاد إطار قانوني لتسيير ملاعب القرب والمسبح البلدي وتجهيزه، إلى جانب تقنين استغلال القاعة متعددة الرياضات وتحديد الجهة المكلفة بملعب دار الشباب وتجهيزه بالحلبة المطاطية.

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

الاخبار العاجلة