منذ تولي السيد منصف بلخياط وزارة الشباب و الرياضة ، و هو يسارع الزمن من أجل بلوغ الرياضة المغربية و كرة القدم خصوصا إلى نظام الاحتراف ، و عمل في ذلك بضرب الديمقراطية بكل معانيها للبلوغ إلى هدفه. لكنه نسي أو تناسى أن هناك معيقات لا يستطيع تذويبها لكونها هي الركيزة الرئيسية التي يعتمد عليها الإصلاح و نظام الاحتراف. نجده في البداية يسارع إلى اعتماد نظام نزول و صعود لأندية أقسام الهواة يعتبر نظام فريد من نوعه على المستوى الدولي ، فتم تطبيقه عليها دون رد فعل منها لكونها تعلم أن لا حول و لا قوة لها ، و لم يتم مساعدتها و لو بدرهم واحد رغم وعود الجامعة بمنحها ميزانية قدرة بثلاثون مليون سنتيم للقسم الأول هواة ، و عشرون مليون سنتيم للقسم الثاني هواة، لكن عند مروره إلى تطبيق نظام الاحتراف بمعناه الحقيقي سيصطدم بمعيقات كبيرة ستجعل من الاحتراف الحلم المستحيل.
فبدءا بدفتر التحملات فباستثناء بعض الأندية التي باستطاعتها ذلك ، نجد أن معظم الأندية التي تتجاوز 15 لا تستطيع التقيد بدفتر التحملات في غياب موارد قارة للفريق و ملاعب تحت إمرتها ، لان جلها يعتمد على منح المجالس المنتخب ، و الملاعب البلدية ، و يصر السيد الوزير و كذا أعضاء المكتب الجامعي على صرف مبالغ مالية في جلب مدرب مرتبطا بعقد لا يمكنه فسخه ، لذلك تم التوصل إلى حل عقلاني يدخل في إطار مواكبة التكنولوجيا الحديثة التدريب بالتيليكوم وند ، و يدخل المغرب كتاب غينيس للأرقام القياسية بصفته أول منتخب يسير بنظام تكنولوجي.
ثاني المعيقات تتجلى في الملاعب ، فكما سبق فجل الأندية تعتمد على الملاعب و المركبات البلدية ، الشيء الذي جعل الفريقين الصاعدين حديثا إلى دوري الدرجة الأولى مهددين بفقدان مكانهما في حالة إذا لم يجدا ملعبا يخوضان فيه مباريات البطولة لكون ملعبيهما يخضعان للإصلاحات ، فقامت الجامعة بمراسلتهما للبحث عم ملعب أو إقصائهما من البطولة، و يتعلق الأمر هنا بفرقي شباب الحسيمة و شباب قصبة تادلة.
عقود اللاعبين الذي تصر الجامعة على تطبيقه انطلاقا من هذا الموسم وهو كمعيق ثالث ، ستجد الجامعة نفسها محرجة أمام أندية لا تستطيع الوقوف أمامها ، و كمثال على ذلك الذي ربما سيظل سرا من أسرار جامعتنا الموقرة ، هو ما حدث بين فريق الجيش الملكي و الاعبيين نادر لمياغري و مصطفى بيضوضان .في قضية ما أصبح يعرف عليها ب *طلع تأكل الكر موس ، نزل شكون قالها ليك* .
المعيق الرابع ، و يظل نقطة سوداء أمام تأهيل كرة القدم المغربية، ألا و هو التحكيم الذي يظل رديئا في مجمله ، و طريقة تعامل الجامعة التي تصر على تعيين حكام غير مؤهلين لبعض المباريات ، و قد عرف الموسم الماضي احتجاجات متكررة عليه إلا أن الجامعة تعاملت معها بسياسة الأذن الصماء، رغم تهديد أكثر من فريق بمقاطعة مباريات البطولة كالكوكب المراكشي.
إضافة إلى قضية فريق رجاء الحسيمة الذي أمهلته الجامعة موعدا لتجديد مكتبه أو إقصائه من البطولة في ظل إصراره على الاندماج مع فريق اف سي تطوان.
كل هذه المعيقات تظل عقبة في وجه نظام الاحتراف و تأهيل كرة القدم الوطنية لكونها لبنات أساسية في هذا التأهيل ، إلا أن مسئولي الجامعة و كذا السيد الوزير يصرون على اللامبالاة بها لكونهم يريدون تحقيق الاسم فقط *بطولة احترافية* .
محمد حارص