تذكرون أنه بعد عودة الـمنتخب الوطني من «باطا» الغينية اندلعت حرائق وأطلقت شرارات وقذائف تم احتواؤها وإبطال مفعولها، وكلها صبت في خانة الهجوم الحاد على الناخب الوطني الزاكي بادو تارة بتسفيه اختياراته البشرية والتقنية وتارة باستهدافه وإقناعه أنه ما عاد يتحكم في زمام القيادة كما ينبغي وبالتالي آن أوان مغادرته.
يومها أيضا أثير ما سمي بــ «تسونامي» التقارير من جهات طالب رئيس الجامعة استشارتها ودخولها على خط الفتاوي والـمشورة كي يتسنى له معرفة ما يجري داخل العرين.
مرت عاصفة «باطا» وانتهت بسلام بعدما راهن الكثيرون إسقاط الزاكي حتى والأسود يعودون بتأشيرة العبور لدور الـمجوعات في التصفيات الـمونديالية، ورأوا في الذي حدث بغينيا الإستوائية الفرصة الـمثالية للإطاحة به مستغلين ما سمي يومها إجماعا بخصوص عدم توفقه في صياغة طريقة سلسة ومقنعة للعبور.
ماذا دار بينهما بمقر الجامعة؟
هنا كان لا بد من تدخل حاسم وفوري لرئيس الجامعة لعقد لقاء مباشر مع الناخب الوطني وإطلاع على تقريره كما هو اطلع على تقرير رئيس لجنة الـمنتخبات ومساعدي الزاكي ومن اشتارهم وأخذ برأيهم في الأمور التقنية.
حضر الزاكي في مناسبتين لـمقر الجامعة والتقى فوزي لقجع ودافع على اختياراته ومواقفه وشهد على كونه لغاية اللحظة التي تنهال عليه من خلالها الغارات هو موفق في أهدافه باحتلاله صدارة مشتركة مع منتخب الرأس الأخضر في تصفيات (الكان) بعلامة كاملة ومؤهل لدور الـمجوعات ضمن أفضل 20 منتخبا إفريقيا.
لقجع استفسر الزاكي عن الـمـقصود بالـمؤامرة التي كان قد أثارها في إحدى اليوميات وقال له بالحرف «السيد الزاكي حدثنا عن أي نوع من الـمؤامرة تقصد سمي من يتآمر عليك وأنا جاهز لاتخاذ القرار الـمناسب».
الزاكي الذي كان ينطلق من مجرد قراءات وتخمينات وحدس لم يدل برأي قاطع في الـمـوضوع ولو أنه استشعر أن أمورا كثيرة ليست على ما يرام وعلى أن هناك طبخات سرية يجري تهييئها بعيدا عن أفران الجامعة الغاية منها التضييق عليه وهو أمر ألفه الزاكي في سابق التجارب وتفوق عليه.
من فاوض رونار وشيفر؟
اليوم وبعدما اعتقد الكثيرون والزاكي يقدم للقجع خارطة طريق سنة بأكملها تضمنت برنامج الـمباريات الرسمية والودية الـمفترضة والتواريخ الـممكن أن يخوض من خلالها الأسود مباريات ودية كبيرة، لكونها سنة استثنائية وسنة سيدخل خلالها الأسود غمار تصفيات الـمونديال بعد أن يجروا أيضا 4 مباريات حاسمة في تصفيات (الكان) وخلالها سيتعرفون على مصيرهم.
بعد كل هذا يأتي من يخبرنا اليوم بأن أعضاء جامعيين يفاوضون خليفة الزاكي واستبقوا ما يمكن أن يتمخض ويقع بعد مباراتي الرأس الأخضر، وإمكانية حدوث إقصاء لا قدر الله حيث سيكون أمام الجامعة إعمال شرطها الجزائي للإنفصال عن الناخب الوطني بإخفاقه في العبور لـ «الكان».
وعبر مصدرنا الـموثوق منه أكد لنا أنه لا نار من دون دخان وأن هناك من جالس الفرنسي هيرفي رونار وتحدث للألـماني شيفر بالفعل وهو ما أخبرنا به الإعلام الألـماني والفرنسي مرارا، لكن دون تحديد من فوض لهؤلاء الجلوس لهذين المدربين ومن أشار لهما بالحديث إليهما.
بل أضاف مصدرنا أن لقجع يضع كخطة طوارئ محتملة لـما يمكن أن يقع بعد الإخفاق في عبور حاجزي الرأس الأخضر الإستنتجاد بمدرب النهضة البركانية برتران مارشان.
منتهى الهراء ومنتهى الهواية أن لا يكون من ينفخ على هذه النار يدري أنه بهذا يزرع بذور الفتنة داخل محيط الـمنتخب الوطني ويزعزع استقرار وتركيز الـمجموعة.
العقد يحمي الزاكي
مصدرنا عاد ليستحضر أمامنا أن الزاكي تعود على أمور من هذا النوع في سابق التجارب إذ لذغ من ذات الجحر ومستحيل أن يسقط في هذا الفخ مرة ثانية، لأنه في الأولى إنهار أمام الضغط ولوح باستقالته وكررها حتى داخل الوداد البيضاوي وهو مدرك أن هذا لم كن بالخيار الـمثالي والصحيح.
وختم مصدرنا التأكيد على أن لقجع يضع كامل الثقة في الزاكي وحثه على التركيز الكامل على الـمباريات القادمة، وأن لا يعير اهتماما لـما يثار حتى وإن لن تبادر الجامعة لنفي كل هذا عبر بلاغ رسمي رداً على كل هذه الأباطيل والأراجيف بما يضحد الشائعات في الـمهد.
ولأن الزاكي ريبطه مع الجامعة عقد واضح الأهداف فإن هذا العقد هو شريعته في التعامل مع هذا الجهاز ومتى انتفى مقوم من مقوماته سيرحل من تلقاء نفسه ودونما حاجة لزرع مثل هذه الفتن.
غير أن الـمفاجأة الصادمة كانت هي ما ختم به مصدرنا دائما من كون الجامعة ورئيسها سيظلان حريصين على توقع كل السيناريوهات الـمحتملة وأن الهدف الأكبر للجامعة الحالية هو التأهل لـمونديال روسيا وأن الجامعة لن تنتظر حدوث الـمصيبة لتتحرك بل تضع منذ فترة خيارات بديلة لـما يمكن أن تكون عليه مرحلة ما بعد الزاكي دون التشويش عليه وقدم لنا اسم الكولومبي بيكيرمان والأرجنتيني بيلسا ضمن هذه الخيارات الـمستقبلية الـمطروحة للحالات الطارئة؟ –
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]