جون تيرى ارتكب العديد من الأفعال الطائشة خلال حياته الكروية والتي عمرها 12 عام وفى كل مرة كانت تغفر له هذه الأفعال وكأن شئ لم يكن .
ففي اليوم التالي لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة وانهيار مبني التجارة العالمي استهزأ جون تيرى ومعه مجموعة من لاعبي تشيسلى بمجموعة من السياح الأمريكان التي تملكت منهم مشاعر الحزن وهم في حالة يرثى لها من السكر وسرعان ما نُسى الموقف ولم يتذكره أحد ولم يعاقب عليه تيرى .
وفى العام التالي مباشرة عندما تبول في كاس الخمر في احد النوادي الليلية ثم ألقاه علي الأرض لم يهتم أحد وكان شئ لم يحدث .
حتى عندما اشتهر تيرى بخياناته الزوجية العديدة والتي لا يقل عددها عند تسع أبرزها مع ممثلة أفلام إباحية عمرها 17 عام وقد ظهرت عارية في أحد النماذج الفوتوغرافية ولم يكن هناك أي اعتراض أو رفض لأن يكون قائد المنتخب الانجليزي بل وقائد فريقه تشيسلى .
والآن وقبل أربع اشهر فقط من نهائيات كاس العالم ، يأتي تيرى بقصة جديدة حيث أنه متهم بأنه على علاقة غير شرعية بعارضة الأزياء الفرنسية فانيسا برونسيل والتى هى فى الوقت ذاته صديقة لاعب تشيلسى السابق واين بريدج والذى هو أحد اصدقاء تيرى فى وقت كان يلعب للبلوز تشيسلى ، ويقال أن تيرى قد دفع لها مبلغ من المال حتى تقوم بعملية إجهاض .
وأخيراً ظهرت أصوات الجمهور الانجليزية محتجة ومعترضة على هذه الأفعال فكيف لقائد المنتخب الانجليزى أنه يكون بهذا الشكل قائلة : ” ما هذا الذي تقول ؟
قبل عامين وعندما تولى الايطالى فابيو كابيلو تدريب المنتخب الانجليزى واختار جون تيرى ليكون قائد المنتخب الانجليزى مفضلاً إياه عن ريو فيرديناند وستيفن جيرارد ، لما رآه فيه من مواصفات القائد والعمل الشاق والمرونة فى التعامل لم يكن يعلم بأي مما سبق ولو أن عجلة الزمن تدور إلى الوراء لما كان اختاره قائداً .
كابيلو حتماً ولابد أن يتخذ قرار سريع بعزل تيرى من قيادة المنتخب الانجليزى ولكنه وبكل تأكيد سيبقى تيرى فى تشكيلة المنتخب بل والتشكيلة الأساسية ، لان صاحب الـ 29 عام مازال واحداً من أفضل المدافعين في العالم كما أنه كان القائد الجيد لمنتخب بلاده ، ولعل الأمر المهم في القائد أن يكون محبوب من جميع أفراد المجموعة وأعتقد أن ذلك لم يعد مضموناً الآن ، لذلك من الأفضل أن يبحث كابيلو عن قائد جديد للمنتخب الانجليزى ربما يكون المفضل لدى الجميع جيرارد أو اللاعب الذى نضج سريعاً واين رونى .
انجلترا دائماً لا تهتم بالحفاظ على الصورة الأخلاقية مع المشاهير خاصة الرياضيين مثلما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية ، فعندما علم الجميع بوجود علاقة غير شرعية بين اللاعب الانجليزى ديفيد بيكهام ومربية الأطفال ريبيكا لوس فى عام 2004 لم تتأثر شعبيته بذلك بالعكس قد تكون زادت مثلما حدث مع لاعب الجولف الشهير تايجر وودز .
انجلترا دائماً ما تعانى من المشاكل قبل كأس العالم ، فقبل نهائيات كاس العالم 2002 عانت كثيراً بسبب الإصابة التي لحقت باللاعب بيكهام في مشط القدم وكذلك إصابة رونى ولكن هذه المرة المشكلة خلقت ذاتياً لذلك على المدير الفنى كابيلو أن يحكم الموضوع بيد من حديد لأننا نعقد عليه آمال كبيرة فى كأس العالم القادمة .
ويبدو أن هذه المشكلة ستلقى بظلالها على استعدادات المنتخب الانجليزى لكاس العالم القادم لذلك يجب أن تكون العقوبة صارمة وفورية وهناك شئ آخر هو أن هذا الموضوع سيكون سبب فى العديد من الهتافات العدائية ضد تيرى من جماهير الأندية التي سيواجهها البلوز تشيلسى وبالفعل قد حدث ذلك السبت الماضي مع جمهور بيرنلى والتى صاحت بالأغنية المعهودة ” هذا تيرى القديم دائماً يغش .”
مقالة بقلم : مارتن روجيرز
صحفي رياضي مقيم بلوس انجلوس الأمريكية