احتضن رواق الفنون بمسرح محمد السادس بوجدة ،مساء يوم الجمعة 21اكتوبر2016 معرضا جماعيا للصور الفوتوغرافية في موضوع “الهوية:identiteit ” من إبداع تلميذات وتلاميذ ثانوية المهدي بن بركة التقنية وطلبة أكاديمية هوبوكن للفنون بمدينة أنفرس بالمملكة البلجيكية .
وقد عرف المعرض نجاحا كبيرا بالنظر إلى جودة الأعمال المعروضة وقيمتها الفنية التي تعكس نظرة شباب المؤسستين إلى مدينتهم ووسطهم المعيشي من خلال عدسة الكاميرا أو من حيث عدد الزوار الذين جاؤوا لحضور حفل افتتاح المعرض( السيد المدير الجهوي للثقافة وعدد من أطر وزارته، ممثل عن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، مفتشون ،فعاليات نقابية وسياسية، آباء وأمهات، فنانون ومثقفون، أساتذة ورؤساء مؤسسات ،سلطات محلية و عشرات التلميذات والتلاميذ مرفقين بآبائهم وأولياء أمورهم…) إضافة إلى الأطر الإدارية للمؤسسة و فريق بلجيكي من أطر الأكاديمية الشريكة.
ويندرج المعرض في إطار برنامج للتعاون التربوي والثقافي يجمع المؤسستين انطلق منذ موسمين دراسيين ضمن الأنشطة المؤطرة باتفاقية التعاون والتبادل الموقعة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية ومدينة أنفرس ببلجيكا ومجموعة من المعاهد والأكاديميات بنفس المدينة والتي تهدف في مجملها إلى تقوية القدرات البيداغوجية والمؤسساتية للفاعلين التربويين للطرفين.
ويتكون مشروع التعاون، الذي يجمع ثانوية المهدي بن بركة التقنية وأكاديمية هوبوكن للفنون البلجيكية والذي تم تبنيه بين الطرفين إثر سلسلة من الزيارات المتبادلة لبعض أطر وتلاميذ المؤسستين ،على ثلاثة برامج تعاون متكاملة تتمحور كلها حول مفهوم الهوية وتهدف إلى توفير فضاءات للتواصل والحوار بين شباب المؤسستين اعتمادا على لغة الفن التي لا تعترف بالحدود والتمايزات الهوياتية والتي من شأنها تيسير سبل التقارب والتفاهم:
- برنامج فني موسيقي تضمن تنظيم ورشة أطرها فريق من أساتذة الموسيقى البلجيكيين لفائدة مجموعة تلميذات وتلاميذ المؤسسة خلال الموسم الدراسي المنصرم واستمرت الورشة لمدة ثلاثة أيام احتضنتها فضاءات القسم الداخلي بالمؤسسة وتوجت بتنظيم حفل موسيقي بمشاركة التلاميذ المستفيدين والأساتذة المؤطرين وذلك مساء يوم 21 ابريل 2016 عرضت خلاله قطع موسيقية مزجت بين التراث الموسيقي الوطني المغربي والموسيقى الغربية ولقيت تجاوبا كبيرا ،قامت بعدها الأكاديمية البلجيكية بتنظيم نفس الحفل لفائدة طلبتها عرفت نفس النجاح والإقبال…
- مسابقة للصور الفوتوغرافية في موضوع الهوية تحت عنوان :”المدينة بعيون شبابها ” حيث طلب من شباب المؤسستين القيام بأخذ صور فوتوغرافية لمختلف مظاهر الحياة بمدنهم باستعمال الكاميرات أو أجهزة الهواتف النقالة أو آلات التصوير المختلفة ثم تقديمها على شكل صور رقمية إلى لجنة ثنائية قامت بتجميع كافة الأعمال المقدمة وتقييمها وتحديد الصور الفائزة بالمسابقة حيث تم تصنيفها على الشكل التالي:
- 30 صورة تم إخراجها ببلجيكا باعتماد أحدث التقنيات وتم عرضها بأكبر رواق فني بمدينة أنفيرس ببلجيكا خلال شهر يونيو 2016 وهي نفس الصور التي تم عرضها يوم 21 أكتوبر 2017 برواق الفنون بمسرح محمد السادس بالموازاة مع عرض شريط الحفل الموسيقي الذي أقيم ببلجيكا..
- تخصيص جائزة التفوق الفوتوغرافي لصور التلميذ بلفلاح عثمان وهي عبارة عن سفر إلى بلجيكا وتنظيم معرض خاص لكافة أعماله الفوتوغرافية بإحدى الأروقة الفنية المعروفة هنالك,,,
- تخصيص جائزة التميز الفوتوغرافي لصور التلميذة بوشرطة إنعام وهي عبارة عن قيمة مالية متواضعة قدمت لها أثناء المعرض المقام بوجدة
3 .مسابقة لإنتاج أشرطة فيديو حول ظاهرة اجتماعية محددة ذات بعد محلي في ارتباط مع إحدى مكونات الهوية الوطنية على أن تتلقى لجنة ثنائية مكونة من الطرفين مختلف الاقتراحات ومناقشتها قبل الشروع في العمل وقد حددت نهاية شهر ماي 2017 كحد أقصى لتقديم الأعمال المنجزة,
بالموازاة مع هذا البرنامج الذي حددت له نهاية الموسم الدراسي 2016/2017كحد اقصى للإنجاز ، هناك سعي إلى توسيع التعاون ليشمل أطرافا أخرى حيث شرعنا في نقاش مع المديرية الجهوية للثقافة و إدارة المعهد الموسيقي بالمدينة لصياغة برنامج تعاون مشترك بين الأطراف الثلاث (ثانوية المهدي بن بركة تحت إشراف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ،أكاديمية الفنون ببلجيكا، والمعهد الموسيقي) .والمحاولة ما زالت في بدايتها….
ويأتي هذا الاهتمام بالانفتاح على المحيط الخارجي بمفهومه الواسع والمتعدد إيمانا منا بكون المدرسة، كما جاء في ديباجة الرؤية الاستراتيجية للإصلاح ،تقع في صلب المشروع المجتمعي الحداثي “اعتبارا للأدوار التي على المدرسة النهوض بها في تكوين مواطنات ومواطني الغد وفي تحقيق أهداف التنمية البشرية والمستدامة” …كما أننا مطالبون بحكم مهامنا ومسؤولياتنا التربوية بالمساهمة في تطوير قدرات الشباب في التعبير والتواصل والحوار، وفي ثقافة المبادرة والبحث والابتكار.
من جهة أخرى تندرج هذه المبادرات في سياق الايمان الراسخ بقدرة المدرسة العمومية ،عكس ما يتم الترويج له، على العطاء والتميز لكونها تزخر بطاقات خلاقة هائلة نحن مطالبون برعايتها وتطويرها وخلق الفضاءات الضرورية لبروزها رغم وعينا التام بالإكراهات والاختلالات والصعوبات المزمنة التي تواجهها المدرسة العمومية والتي تكبلنا أحيانا وتحد من قدرتنا على المبادرة والإبداع….
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]