رحيل رمز الهلال والنور الإنساني: قصة الدكتور عامر معمر

2 سبتمبر 2025
رحيل رمز الهلال والنور الإنساني: قصة الدكتور عامر معمر

سبورناظور : محمد زريوح

الدكتور عامر معمر لم يكن مجرد رئيس لنادي الهلال الرياضي الناظوري، بل كان قلبًا نابضًا وروحًا حاضرة في كل زاوية من النادي، وفي وجدان كل مشجع. بعقله الحصيف وروحه المتواضعة، أعاد الفريق إلى البطولة الاحترافية سنة 2003 بعد أربعة عشر عامًا من الانتظار، تاركًا بصمة خالدة في تاريخ الهلال وذكريات لا تُمحى في قلوب عشاقه.

لقد كانت ملحمة السد أمام اتحاد أتواركة لحظة فارقة في تاريخ النادي، حيث تجلت روح الجماهير وحبها لكرة القدم، وتجلّت فيه القيادة الحكيمة للدكتور عامر بكل تفاصيلها. لم يكن مجرد مسؤول، بل كان قدوة في العطاء، يقدم الدعم والإرشاد والنصيحة بلا حدود، ليبقى الهلال دائمًا في قلب اهتماماته، محققًا بذلك حلم جماهيره في العودة إلى ساحة البطولات.

لم يقتصر أثره على الرياضة فقط، فقد اشتهر بين الناس بلقب “طبيب الفقراء”، تقديرًا لعطائه المتواصل في خدمة الفئات الهشة والمحتاجين. كانت عيادته الطبية على الدوام مكانًا يعكس حنانه واهتمامه بالآخرين، شاهدة على رحلة رجل جمع بين القيادة الرياضية والرحمة الإنسانية، مزج بين النجاح المهني والعطاء الصادق، وأصبح رمزًا يُحتذى به في خدمة المجتمع.

استمر الدكتور عامر في مسيرة النادي كنائب للرئيس في فترات لاحقة، مساهمًا في صعود الفريق سنة 2010، وواصل دعمه بين 2018 و2021، محافظًا على استقرار النادي ونجاحاته. كان ولاؤه للهلال أكثر من مجرد مسؤولية رسمية، كان حبًا وعطاءً حقيقيًا، نموذجًا حيًا للقيادة الحكيمة، والوفاء المستمر، والتفاني في خدمة الفريق والمجتمع معًا.

حياة الدكتور عامر كانت مثالًا حيًا للتوازن بين الإنجاز المهني والعطاء الإنساني، بين الرياضة وخدمة المجتمع، بين القيادة والتواضع. كل فرحة جماهيرية، وكل ابتسامة من محتاج استفاد من خدماته، كانت دليلًا حيًا على أثره العميق في حياة الآخرين، وتجسيدًا لمعنى العطاء بلا حدود.

ترك الدكتور عامر إرثًا خالدًا في الهلال والناظور، رمزًا للوفاء والتفاني، ومثالًا يُحتذى به في العطاء المستمر. ذكراه ستظل حيّة في قلوب الجميع، وستستمر إنجازاته الرياضية والإنسانية في إلهام الأجيال القادمة، ليظل اسمه منقوشًا في ذاكرة كل من عرفه، رمزًا للقيادة، والإخلاص، والرحمة.

 

 

الاخبار العاجلة