ريال يواصل التألق وبرشلونة يكتفي بالتعادل

11 سبتمبر 2011
ريال يواصل التألق وبرشلونة يكتفي بالتعادل

واصل ريال مدريد تألقه اللافت في بداية موسم الكرة الإسبانية بتغلبه على ضيفه خيتافي 4-2 في الجولة الثالثة من الدوري، محققاً فوزه الثاني على التوالي، في الوقت الذي اكتفى فيه برشلونة بتعادل مخيب للآمال أمام مضيفه ريال سوسييداد 2-2 بعد أن كان متقدماً بهدفين في الشوط الأول.

وتصدر بذلك الفريق الملكي ترتيب الليغا برصيد ست نقاط وبفارق الأهداف فقط عن فالنسيا الذي حقق فوزاً صعباً في إطار نفس المرحلة على أتلتيكو مدريد 1-صفر، في حين أصبح برشلونة ثالثاً بأربع نقاط بفارق الأهداف أيضاً عن إشبيلية الذي تعادل بصعوبة خارج ملعبه أمام فياريال 2-2.

في المباراة الأولى، لم يشك مشجعو ريال مدريد في قدرة فريقهم على تجاوز عقبة جارهم خيتافي على ملعب سانتياغو برنابيو، خاصة بعد العرض الهجومي القوي الذي قدمه الفريق في الجولة الماضية وفوزه على ريال سرقسطة في عقر داره “لا روماريدا” 6-صفر.

المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لم يجر أي تغيير على التشكيلة التي بدأ بها لقاء ريال سرقسطة، وبالفعل لم يخيب الفريق الملكي آمال جماهيره وضغط بقوة منذ الدقائق الأولى على مرمى الحارس خوان أنخيل مويا الذي تصدى لهدفين مؤكدين في العشر دقائق الأولى، فتصدى لتسديدة للأرجنتيني أنخيل دي ماريا من مسافة قريبة، قبل أن يبعد رأسية قوية من البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ونجح الفرنسي كريم بنزيمة في هز الشباك في الدقيقة 13 بتسديدة من داخل المنطقة بعد مجهود جيد من البرتغالي فابيو كوينتراو والبرازيلي مارسيلو في الجهة اليسرى، تبعه تمريرة متقنة من الألماني مسعود أوزيل.

وكان بإمكان الـ “لوس بلانكوس” إضافة المزيد من الأهداف ولكن عدم تركيز لاعبيه أمام مرمى مويا حال دون ذلك، المدافع سيرخيو راموس سنحت له فرصة محققة في الدقيقة 17 عندما وصلته المرة أمام المرمى الخالي بعد أن فشل الحارس مويا في إبعاد كرة عرضية، ولكنه سدد الكرة بغرابة فوق العارضة.

ثم أضاع كوينتراو فرصة أخرى محققة في الدقيقة 33، قبل أن يدفع ريال مدريد الثمن غالياً في الدقيقة 38 عندما تلقى الفنزويلي ميكو تمريرة بينية من الجزائري مهدي لحسن وسدد الكرة في شباك إيكر كاسياس محرزاً هدف التعادل لخيتافي.

وانتهى الشوط بالتعادل 1-1، ومع مطلع الشوط الثاني كثف أصحاب الأرض من هجومهم وأضعوا فرصة أخرى محققة في الدقيقة 50 بعد أن مرر بنزيمة كرة عرضية من الجهة اليمنى قابلها رونالدو بكرة مقصية رائعة ارتدت من القائم الأيمن لكوينتراو الذي سدد من مسافة قريبة إلى خارج الملعب.

وسجل النشيط كوينتراو هدفاً ثانياً للريال بعدها بخمس دقائق ألغاه الحكم بداعي التسلل، حتى جاءت الدقيقة 59 لتشهد عودة الفريق الملكي للمقدمة بعد أن احتسب الحكم ركلة جزاء مشكوك في صحتها بعد أن لمس المدافع كاتا دياز اللاعب رونالدو على أطراف المنطقة، وضعها الأخير بنجاح على يسار الحارس مسجلاً رابع أهداف هذا الموسم.

وعاد رونالدو للتألق مرة أخرى بعد عشر دقائق فانطلق من الناحية اليسرى قبل يرسل كرة عرضية رائعة لبنزيمة في الجهة اليمنى من منطقة الجزاء، وضعها الأخير بسهولة في شباك الحارس مويا.

ولكن من جديد بدا دفاع ريال مدريد مهتزاً عندما فشل في إبعاد كرة صدها الحارس كاسياس من البديل المخضرم داني غويزا، وعادت له مرة أخرى ليمررها لميكو الذي سجل بسهولة هدف فريقه الثاني بتسديدة من داخل المنطقة (د74).

لم يؤثر الهدف على أسلوب لعب ريال مدريد الذي واصل اندفاعه نحو الهجوم ونجح بالفعل في تأكيد الفوز بهدف رابع قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق سجله البديل الأرجنتيني غونزالو هيغواين بتسديدة من على أطراف المنطقة بعد تمريرة من البديل الآخر البرازيلي كاكا.

سوسييداد يفاجئ برشلونة

وفي المباراة الثانية فقد برشلونة حامل اللقب نقطتين ثمينتين في افتتاح الجولة الثالثة بتعادله مع مضيفه ريال سوسيداد 2-2 في المباراة التي جمعتهما على ملعب آنويتا بمدينة سان سباستيان.

الفريق الكاتالوني أنهى الشوط الأول متقدماً بهدفين سجلهما تشابي هرنانديز في الدقيقة التاسعة وسيسك فابريغاس في الدقيقة الحادية عشرة، ولكن أصحاب الأرض عادو بقوة في الشوط الثاني ونجحوا في تقليص الفارق في الدقيقة 57 عبر إيمانول أغريتشي، قبل أن يعدل الفرنسي أنطوان غرايزمان النتيجة بعدها بدقيقتين.

كان برشلونة يمني النفس بفوز جديد بعد ان استهل مشواره في الليغا قبل أسبوعين بفوز ساحق على فياريال 5-صفر، ولكن الأمور لم تكن بتلك السهولة هذه المرة خاصة بعد أن فضل المدرب بيب غوارديولا إراحة عدد من لاعبيه الأساسيين على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إنييستا ودافيد فيا الذين بداوا على دكة البدلاء، في الوقت الذي عاد فيه القائد تشابي هرنانديز إلى التشكيلة الأساسية.

وكان معظم هؤلاء اللاعبين قد شاركوا في المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم خلال الاسبوع الفائت، كما تنتظر الفريق مواجهة صعبة في دوري الأبطال الثلاثاء المقبل أمام ميلان بطل إيطاليا، وبالتالي فضل غوارديولا منحهم قسطاً من الراحة.

كما شارك المدافع الشاب أندرو فونتاس في قلب الدفاع إلى جانب سيرجيو بوسكيتس في ظل غياب جيرارد بيكيه بسبب الإصابة، في الوقت الذي جلس فيه كل من كارلس بويول (العائد أيضاً من إصابة) والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو على دكة البدلاء.

في المقابل كانت أبرز تعديلات المدرب الفرنسي فيليب مونتانييه على تشكيلة فريق ريال سوسييداد، التي حقق بها الفوز في المرحلة الماضية على سبورتينغ خيخون 2-1 خارج ملعبه، هي عودة الجناح الأيسر الفرنسي الواعد أنطوان غرايزمان الذي فضل المدرب وضعه في الجهة اليمنى ونقل الجناح الأيمن تشابي برييتو إلى الجهة اليسرى، في الوقت الذي لعب فيها إمانول أغريتشي، صاحب هدفي الفوز على خيخون، كمهاجم وحيد.

كما شارك داني إسترادا كمدافع أيمن بدلاً من كارلوس مارتينيز الموقوف لتلقيه بطاقة حمراء في المباراة الماضية، في الوقت الذي فضل فيه مونتانييه الاعتماد على الكيني ماكدونالد ماريغا، المعار من إنتر ميلان الإيطالي، في الوسط بدلاً من الخبير ميكل آرانبورو.

برشلونة بدأ المباراة بقوة وحاول منذ الدقائق الأولى كسر مصيدة التسلل التي نصبها دفاع سوسييداد، عبر تمريرات متقنة من الوسط ولكن الحارس الدولي التشيلي كلاوديو برافو كان يقظاً.

وبعد تسع دقائق فقط وصلت إحدى هذه التمريرات من سيسك فابريغاس إلى التشيلي ألكسيس سانشيز داخل المنطقة فلعبها الأخير عرضية قبل تدخل الحارس، لتجد المتقدم تشابي في المكان المناسب مسجلاً هدف التقدم.

وبعد دقيقتين فقط وبطريقة مشابهة ضاعف الضيوف النتيجة وسط ذهول الجماهير الحاضرة في ملعب آنويتا، حيث مرر تشابي كرة طويلة لفابريغاس داخل المنطقة، فلعبها الأخير عرضية إلى بيدرو، ولكن الحارس برافو تصدى لتسديدة اللاعب الشاب ببراعة ليتابعها فابريغاس بتسديدة في الشباك في الوقت الذي اكتفى الدفاع الفريق الأبيض والأزرق بالمشاهدة.

وواصل الـ “برثا” سيطرته على مجريات اللقاء دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى أصحاب الأرض. وشهدت الدقيقة الثلاثين تعرض التشيلي سانشيز لإصابة خلال انطلاقة قوية من الناحية اليسرى، ليضطر غوارديولا لاخراجه والدفع بدافيد فيا بدلاً منه.

ولم ينجح سوسييداد في الوصول لمرمى برشلونة سوى في الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط عبر تسديدة من داخل المنطقة على الطائر لبرييتو، سيطر عليها الحارس فيكتور فالديز ببراعة.

مع انطلاقة الشوط الثاني، أعاد المدرب مونتانييه الأمور إلى طبيعتها بوضع برييتو في الجهة اليمنى وغرايزمان في الجهة اليسرى، وكان لذلك أبلغ الأثر في تغير أداء الفريق.

فنجح أغريتشي في تقليص الفارق في الدقيقة 57 برأسية رائعة بعد كرة عرضية متقنة من الجناح الأيمن برييتو.

وفي أقل من دقيقتين اهتزت شباك فالديز من جديد، هذه المرة بعد خطأ فادح من فيا الذي أعاد الكرة من خط منتصف الملعب برعونة إلى خلف لتصل إلى أغريتشي الذي انفرد بالحارس فالديز ولعب كرة ساقطة أبعدها بوسكيتس بيده ثم اصطدمت بالعارضة لتعود إلى غرايزمان الذي وضعها برأسه داخل المرمى.

وتوقف اللقاء للحظات حيث اعتقد الجميع أن الحكم سيقوم بطرد بوسكيتس لتصديه للكرة بيده ويحتسب ركلة جزاء، ولكن بعد مشاورات مع الحكم المساعد واللاعبين قرر الحكم احتساب الهدف.

غوارديولا دفع سريعاً بميسي بدلاً من تياغو، وبالفعل نشط هجوم برشلونة بعض الشيء بدخول النجم الأرجنتيني الذي كاد يعدل النتيجة في الدقيقة 76 بعد ان تلقى تمريرة داخل المنطقة من بيدرو، وسدد كرة من مسافة قريبة صدها الحارس برافو ببراعة.

وكاد برشلونة يتلقى هدفاً كوميدياً بعد أن أعاد لاعبو ريال سوسييداد الكرة لحارس برشلونة رداً على إخراجهم الكرة لعلاج آغريتشي، ولكن الحارس فالديز لم يكن ينظر إلى الملعب ومن حسن حظه أنه لاحظ الكرة وأوقفها قبل تجاوزها خط المرمى.

ورد مدرب سوسييداد بتغييرات هجومية هو الآخر بحثاً عن اقتناص فوز ثمين أمام حامل اللقب، فدفع بأرانبورو في الوسط بدلاً من ماريغا، واللاعب المكسيكي كارلوس فيلا، المنضم على سبيل الإعارة من آرسنال الإنكليزي، بدلاً من آغريتشي، بينما أجرى برشلونة تغييره الأخير بدخول إنييستا بدلاً من فونتاس.

ومرت الدقائق الأخيرة عصيبة على الضيوف مع تسبب المكسيكي فيلا في الكثير من المتاعب لدفاع برشلونة الذي أبعد أكثر من كرة عرضية خطيرة، في الوقت الذي نال فيه ميسي بطاقة صفراء بعد أن تحايل على الحكم في محاولة للحصول على ركلة جزاء.

وبهذه النتيجة فشل برشلونة في الفوز على ريال سوسييداد على ملعب آنويتا للموسم الثاني على التوالي بعد أن كانت مباراة الموسم الماضي على نفس الملعب قد انتهت بفوز أصحاب الأرض 2-1 في نيسان/أبريل الماضي.

تعادل فياريال مع إشبيلية

وعلى ملعب المادريغال نجا فريق إشبيلية من هزيمة محققة أمام مضيفه فياريال وتعادل معه 2-2، رغم أن الأخير لعب بعشرة لاعبين منذ منتصف الشوط الأول.

وتلقى دييغو لوبيز حارس مرمى “الغواصة الصفراء” بطاقة حمراء بعد عرقلته للجناح الأرجنتيني دييغو بيروتي داخل المنطقة، وهو منفرد بالمرمى، ليضطر المدرب خوان كارلوس غاريدو لإخراج لاعب الوسط كاني والدفع بدلاً منه بالحارس المخضرم كارلوس سانشيز (40 عاماً) الذي لعب بذلك المباراة رقم 400 في مسيرته بالليغا.

وتصدى الحارس سانشيز لركلة الجزاء من المتألق نيغريدو، ولكن الأخير تابع الكرة بتسديدة من مسافة قريبة سكنت الشباك في الدقيقة 24.

ولكن بعد عشر دقائق فقط، نجح الإيطالي جوسيبي روسي في تعديل الكفة من ركلة جزاء تحصل عليها بنفسه بعد أن قدم فاصلاً من المهارات الفردية وراوغ أكثر من مدافع قبل أن يعرقله فرناندو نافارو داخل المنطقة.

وفي الدقيقة 66 من الشوط الثاني، دفع المدرب غاريدو بالمهاجم الأرجنتيني ماركو روبن بدلاً من المدافع غونزالو. ونجح البديل في وضع فريقه في المقدمة في الدقيقة 74 بعد أن تلقى تمريرة طويلة من المدافع كارلوس مارتشينا في الجهة اليسرى من منطقة الجزاء، وسيطر على الكرة ببراعة قبل أن يسدد كرة قوية في مرمى الحارس خافي فاراس.

وهاجم إشبيلية بضراوة من أجل الخروج من اللقاء بنقطة على الأقل، وكان له ما أراد قبل صافرة النهاية بأربع دقائق عندما أرسل الجناح المتألق خيسوس نافاس كرة عرضية متقنة من الجهة اليمنى قابلها المدافع المتقدم ألكسيس برأسية جميلة في شباك سانشيز.

التعادل رفع رصيد إشبيلية إلى أربع نقاط بعد أن كان قد استهل موسمه بالفوز على ملقا 2-1، في الوقت الذي نال فيه فياريال أول نقطة له هذا الموسم بعد أن سقط بخماسية نظيفة أمام برشلونة في الجولة الماضية.

سولدادو يقود فالنسيا للفوز على أتلتيكو مدريد

وعلى ملعب “ميستايا” تغلب فالنسيا على ضيفه أتلتيكو مدريد بهدف دون مقابل محققاً فوزه الثاني على التوالي بعد أن كان قد استهل موسمه قبل أسبوعين بفوز مثير على راسينغ سانتاندير 4-3.

سجل هدف المباراة الوحيدة المهاجم روبرتو سولدادو برأسية قوية في الدقيقة 52 بعد كرة عرضية من المدافع الأيمن، البرتغالي ميغيل. وهو رابع أهداف سولدادو في البطولة بعد تسجيله ثلاثية في مرمى سانتاندير.

ووضعت هذه النتيجة المزيد من الضغط على غريغوريو مانزانو مدرب أتليتيكو مدريد بعد فشل الفريق حتى في تسجيل اي هدف حتى الآن بعد تعادله في المرحلة الافتتاحية على ملعبه سلبياً امام أوساسونا.

ويبدو أن انتقال نجمه الأرجنتيني سرخيو أغويرو إلى مانشستر سيتي الإنكليزي سيؤثر مثيراً على قوة الفريق الهجومية هذا الموسم، رغم تدعيم صفوفه بلاعبين مميزين مثل الكولومبي راداميل فالكاو والبرازيلي دييغو والتركي آردا توران.

 

 

المصدر: محمد الغرباوي – الجزيرة الرياضية

 

الاخبار العاجلة