أكيد أن فوز منتخب الفتيان في مباراة افتتاح كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة , أرسل إشارات قوية للمنافسين مضمونها أن الأشبال مستعدون للمنافسة على اللقب و لو كان ذلك على حساب أقوى المنتخبات و أعتا المدارس كنيجيريا و غانا, لكن هناك عدة نقاط يجب أن تناقش لتفادي صناعة الوهم من جديد و بيعه للمغاربة.
صحيح أن منتخب الفتيان بقيادة الناخب الوطني عبد الله الإدريسي تمكنوا من الفوز و بنتيجة ساحقة على منتخب الغابون الذي تخوفنا منه بحكم التطور الذي عرفته كرة القدم ببلاد علي بانغو في السنوات الأخيرة و خاصة المنتخب الأولمبي ومنتخب الكبار, صحيح أيضا أننا حققنا ثلاث نقاط مهمة لتعبيد الطريق نحو نصف النهائي و الفوز ببطاقة التأهل لكأس العالم المقامة بدولة الإمارات شهر أكتوبر المقبل, لكن لا يجب أن نغلق صفحة المقابلة او غض الطرف عن المنتخب الذي واجهناه اليوم و الذي لم نرى منه أي مقاومة تذكر و لاحظنا أنه منتخب متواضع جدا لا يملك مقومات منتخب بإمكانه المنافسة على اللقب, إذن فمباراة اليوم لا يمكن اعتبارها محكا أو امتحانا حقيقيا ليطمئننا على مستوى منتخبنا الوطني الذي يملك مواهب صاعدة و قادرة على إثبات ذاتها و صنع النجومية خاصة أن هذه المواهب قادمة من أندية قوية جدا كبرشلونة و أندرلخت و دورتموند.
ما يحسب للاعبين هو كون غالبيتهم يلعب لأول مرة بقميص المنتخب و رغم ذلك فازوا برباعية و حققوا الأهم, غير أن المشكل الذي تخوفنا منه لا زال قائما لأنهم لم يصلوا بعد للمستوى المطلوب من الانسجام إضافة إلى ذلك يمكن أن نعيب على فتياننا التسرع و الرعونة في التعامل مع الكرات السانحة للتسجيل حيث كان بالإمكان أفضل مما كان و الخروج بنتيجة اكبر, إن وصفنا منتخبنا بالمنافس الأول للفوز باللقب سنرتكب جرما في حق الجمهور و اللاعبين لأننا قد نتسبب في غرور الفتيان و بيع الوهم للجمهور الذي نفذ صبره من كثرة الإخفاقات التي توالت و لم تنتهي بعد في انتظار إصلاح المنظومة الكروية.
رغم كل ما ذكر لا أريد أن أكون متشائما أو سلبيا في نظرتي لمنتخب فتي و طموح لنكن متفائلين ونساند الأشبال لأجل مواصلة المغامرة الإفريقية , لنمنحهم مزيدا من الدعم لكن دون مبالغة حتى لا نقع في لا تحمد عقباه, فأملنا الوحيد هم هؤلاء الفتيان الموهوبين بعد إخفاق الشبان وسقوط الأولمبي و الكبار.
دعوتي إلى الجميع للحضور بقوة لمتابعة مباريات المنتخب المغربي الذي يملك العزيمة و الموهبة و لا ينقصه سوى دعم الجمهور المغربي لمنحه جرعة من الثقة تزيده قوة لمواصلة المشوار و تحقيق المبتغي.