طاكسيات مغرب المونديال.. نحو نهاية ريع “المأذونيات” وبداية عهد جديد
سبور ناظور – متابعة
يشهد قطاع سيارات الأجرة في المغرب منعطفا حاسما، بعدما ظل لعقود رهينا للفوضى وريع “المأذونيات” الذي حرم آلاف السائقين المهنيين من أبسط شروط العيش الكريم. ومع التحولات الكبرى التي تعرفها البلاد استعدادا لتنظيم كأس العالم 2030، يفتح هذا القطاع صفحة جديدة من الإصلاح والإنصاف.
فمع تأسيس مؤسسة كأس العالم برئاسة فوزي لقجع، التي ستواكب كل ما يحسن صورة المغرب خلال المونديال، يُرتقب أن يعرف قطاع الطاكسيات إصلاحا عميقا يضع حدا لاختلالات الماضي. مشاريع قوانين جديدة قيد الدراسة، تسعى إلى إدماج سيارات الأجرة في عالم التطبيقات الذكية، وتكوين السائقين في اللغات لتحسين التواصل مع الزبناء، إضافة إلى وضع آليات شفافة تمنع استمرار نظام الريع.
أحد أبرز ملامح هذا الإصلاح يتمثل في إنهاء العمل بـ”المأذونيات”، إذ ستصبح سيارات الأجرة ملكا فعليا للسائق الذي يقودها، بدل نظام الوساطة المعمول به منذ عقود. وهو تحول تاريخي يرمي إلى ضمان كرامة المهنيين، وفي الوقت نفسه الرفع من جودة خدمات النقل الحضري للمواطنين.
محاولات الإصلاح لم تكن غائبة في السابق، لكنها غالبا ما اصطدمت بالجمود أو استُعملت كورقة انتخابية. ويستحضر المهنيون تجربة الوزير الأسبق عزيز رباح، الذي رفع شعارات إنهاء ريع “الكريمات”، دون أن ينجح في تنزيل بدائل حقيقية، مما عمّق الفوضى بدل معالجتها.
اليوم، ومع ضغط المرحلة واستحقاقات المونديال، تتجه الأنظار إلى الوزير الاستقلالي عبد الصمد قيوح، الوصي على القطاع. فهل سيجرؤ على التعجيل بإخراج مشروع قانون يُنهي سنوات الريع ويؤسس لعهد جديد قوامه الكرامة والإنصاف؟ أم أن “أم الوزارات” ستظل الممسك الحقيقي بخيوط تدبير هذا المجال؟
الرهان كبير، والانتظارات أكبر، فنجاح إصلاح الطاكسيات لن يعود بالنفع على السائقين فقط، بل سيمثل مكسبا للمجتمع برمته، ويُظهر صورة المغرب كدولة حديثة تنظم قطاعه