بعد نهاية مباريات الذهاب الخاصة بالبطولة الوطنية للفتيان والشبان في نسختها الجديدة التي أقدمت عليها الجامعة الملكية المغربية بكثير من الجرأة وقليل من التبصر ودراسة المعيقات الحقيقية، كان لزاما على مكونات الفريق وإدارته التقنية الوقوف عند أهم لحظات مرحلة الذهاب ودراسة ما اعتراها من نقصان تجلى في ضعف الإمكانات المادية مما حول رحلات الفئات الصغرى إلى جحيم لا يطاق زاد من حدته كثرة التنقلات إلى جهة الرباط في ضل الأجواء الباردة علما أن الفريقين معا لا يستفيدان من المبيت مطلقا فمن الناظور عبر حافلة الفريق أحيانا أو سيارة مرسيديس 207 إلى الرباط و مباشرة إلى الملعب لإجراء اللقاء إضافة إلى كون جل الممارسين متمدرسين وتسطير بطولة وطنية من 17 فريقا بنظام الذهاب والإياب يشكل تهديدا حقيقيا لمواصلة المشوار الدراسي بشكل سوي ،ورغم كل ذلك فقد أبان الفريقين على مستوى جد طيب بشهادة كل المتتبعين ففريق الفتيان يحتل الرتبة الثامنة في سبورة الترتيب من أصل 17 فريقا مشاركا متفوقا على مدارس كروية عتيدة كالجيش الملكي والنادي القنيطري ولا تفصله عن صاحب المرتبة الأولى إلا عشر نقاط ومند الدورة الثانية لم يسبق أن انهزم بالميدان بالرغم من أن الفريقين معا محرومين من الاستقبال بالملعب البلدي بالناظور وتم ترحيلهما عنوة إلى ملعب العروي لأسباب لا يعلمها إلا أصحاب القرار بدواليب الجامعة فكيف يعقل أن يستقبل أبناء فاس مبارياتهم بملعب الحسن الثاني بفاس الذي لا يصلح حتى – للتبوريدة – في حين يمنع أبناء الناظور من استقبال الفرق بميدانهم بدعوى عدم صلاحية الملعب فأي مفارقة هذه وأي ظلم اكبر من هذا.؟؟؟؟؟
شبان الهلال الرياضي الناظوري وتحت قيادة الإطار جمال الدين البكوري وبرسم أولى دورات الإياب تنقل يوم الأحد 13 مارس 2011 إلى مدينة فاس لمواجهة شبان المغرب الفاسي الذي يشكل نواة المنتخبات الوطنية بضمه لأربع عناصر تلعب ضمن صفوف النخبة الوطنية ، الرحلة كانت جد قاسية ومستفزة بحكم أن الفريق تنقل على متن سيارة 207 ليلة اللقاء ، لكن المقابلة – وبعزم اللاعبين وإصرارهم – عرفت أطوارا حماسية تابعها كبار لاعبي المغرب الفاسي وشهدت حضور الأطر التقنية للمنتخبات الوطنية لمعاينة أكيدة لأبناء أهل فاس لأننا ألفنا الإقصاء واعتدنا عليه،لكن ما حدث خلال اللقاء قلب كل المفاهيم فقد سيطر أبناء الهلال الرياضي الناظوري على مجريات المقابلة وقدموا عرضا كرويا راقيا ليترجم المتألق انس بلعابد مجهودات الفريق بهدف خرافي في مرمى الفاسيين وينتزع التصفيق والتشجيع من كل الحضور ولم يتمكن شبان المغرب الفاسي من إدراك التعادل إلا في الدقيقة 88 مستغلين ارتباكا في دفاع الضيوف لينتهي اللقاء بالتعادل الايجابي وبحيرة وعلامات استفهام كبرى لعدم وجود أي من لاعبي فتيان وشبان الهلال الرياضي الناظوري ضمن المنتخبات الوطنية ، ليحق لنا أن نتساءل – وهذا اضعف الإيمان- هل فعلا إذا كنا لا نملك الإمكانات المادية ولا البدل الموحدة هل يعني ذلك أننا لا نملك المواهب الكروية بإقليم الناظور؟هل هذه النتائج – رغم كل الصعوبات – بمحض الصدف ؟ هل المنتخبات الوطنية حكرا على أهل الرباط والبيضاء وأهل فاس ؟ أسئلة عديدة ستظل بلا أجوبة وسيظل أبناء الهلال الرياضي الناظوري يتنقلون يتعذبون يلعبون يمتعون ويعودون في انتظار تغيير يرمي بالفساد والمفسدين من جامعة الكرة التي تنشد الاحتراف بعقليات هاوية وقرارات طائشة.
بقلم : طارق الخافي