فوزي لقجع… صانع الطفرة الكبرى في تاريخ كرة القدم المغربية
سبور ناظور – محمد بنعمرو
بصم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، على قيادة استثنائية صنعت للمغرب تاريخاً كروياً لم يسبق لأي مسؤول أن اقترب من ملامسته. خلال أقل من عشر سنوات، وبتخطيط دقيق وتنزيل سليم للتوجيهات الملكية، تحوّل المشهد الكروي الوطني من حضور باهت ومتقطع إلى قوة قارّية ودولية راسخة، بمنتخبات في مختلف الفئات والأعمار، تطرق أبواب التتويجات أينما حلت وارتحلت.
لقد صنع الرجل ماكينة كروية لا تهدأ. من بطولة إلى أخرى، ومن قارة إلى أخرى، أصبح المنتخب المغربي – بمختلف فئاته – رقماً صعباً، يحضر ليُنافس، ويشارك من أجل الألقاب، لا من أجل الظهور فقط. من نهائي كأس إفريقيا إلى منصات التتويج في أمريكا اللاتينية، ومن لقب عالمي في تشيلي إلى البحث عن آخر في قطر، تواصل الكرة المغربية صنع أمجاد غير مسبوقة.
وجاءت ليلة التتويج في حفل الكاف 2025، بحصد ست جوائز دفعة واحدة، لتؤكد حجم العمل المنجز، ولتكتب محطة أخرى في سجل التحولات الكبرى داخل كرة القدم الوطنية.
لقجع جعل البعيد يشيد قبل القريب. الإعلام الغربي والعربي والإفريقي يتحدث عنه كمسؤول استثنائي، يحمل رؤية واضحة وقدرة تنفيذية نادرة، فيما يذهب آخرون إلى حد مطالبة بلدانهم بـ”استعارته” لبضعة أشهر أملاً في إقلاع كروي مشابه لما تحقق في المغرب.
ما أنجزه الرجل يطرح سؤالاً على الكاف: ألا يستحق هذا النجاح خلق جائزة خاصة لأفضل مسيّر أو رئيس اتحاد كرة في إفريقيا؟ جائزة من هذا النوع قد لا توفيه حقه، لكنّها اعتراف مستحق لمسار فريد غيّر وجه الكرة المغربية وجعلها تقف بثبات في قلب المنافسة العالمية.
وإذا كان التكريم الحقيقي يأتي من الملعب، فإن أسود الأطلس قد يمنحونه ومعهم ملايين المغاربة أفضل هدية ممكنة: التتويج بكأس إفريقيا على أرض الوطن
