كرة القدم الناظورية… ميزانيات تنتفخ ونتائج تتراجع وسوء التسيير يبتلع الأحلام

منذ 4 ساعات
كرة القدم الناظورية… ميزانيات تنتفخ ونتائج تتراجع وسوء التسيير يبتلع الأحلام

كرة القدم الناظورية… ميزانيات تنتفخ ونتائج تتراجع وسوء التسيير يبتلع الأحلام

بقلم عماد الذهبي

في كرة القدم الناظورية اليوم، لم تعد الأرقام الكبيرة تعكس قوة أو رؤية، بل تحولت إلى دليل واضح على سوء التدبير وغياب المشروع الرياضي الحقيقي. خزائن تنتفخ بالمنح والدعم والمداخيل، لكن الحصيلة في الميدان لا توازي حتى جزءاً بسيطاً مما يُصرف، لتظهر مفارقة صادمة: المال موجود، بينما الرؤية التقنية مفقودة تماماً.

الصفقات التي تُبرمها بعض الأندية في الإقليم تعكس خللاً بنيوياً خطيراً؛ التعاقد مع لاعبين من أقسام الهواة بعقود “احترافية” مبالغ فيها، منح توقيع ضخمة، ومكافآت مباريات لا تمت بصلة إلى المستوى المقدم فوق الملعب. ورغم كل هذه النفقات، يظل الأداء باهتاً، والنتائج متذبذبة، والطموح محصوراً في دائرة ضيقة بلا أفق حقيقي للتطور.

الأزمة ليست أزمة مال، بل أزمة حكامة. فبدل أن تكون الأندية مدارس للتكوين وصانعة للمواهب، تحولت إلى فضاءات تُستنزف فيها الميزانيات دون دراسة أو تقييم، وتُمنح فيها العقود على أساس الرغبات لا على أساس الجودة.

ووسط ذلك تظهر صراعات دائمة داخل بعض المكاتب المسيرة حول التحكم في الفرق،

صراع تغذّيه الهبات والدعم المؤسّساتي ومساهمات الجمهور والمنخرطين التي تصل في بعض المواسم الى نصف مليار سنتيم وهو مبلغ صخم ليسيل لعاب بعض المسترزقين من الرياضة كرة القدم الناظورية تحولت إلى مجال للتجاذب أكثر منها مشروعاً تنموياً قائماً على رؤية واضحة.

إن الوضع الراهن يفرض مراجعة عميقة تُعيد الاعتبار للعقلانية والشفافية والتكوين، وتضع حداً لهدر الملايير في متاهة لا تنتهي. كرة القدم الناظورية تمتلك الجمهور، الشغف، والمواهب، لكنها تحتاج إلى مشروع حقيقي يوقف النزيف ويعيدها إلى مكانتها الطبيعية

الاخبار العاجلة