سبورناظور : سفيان الكامل
تكاثرت المقالات وتناسلت الآراء حول السبب الرئيس من تدني الرياضة الناظورية طيلة العقد الأخير ، فمنهم من ينسب هذا التراجع المهول في الرياضة المحلية إلى اللامبالاة والتهميش والتقصير المتعمد من لدن مسؤولي هذه المدينة المشؤومة ، كما تتجه فئة أخرى إلى تعليل سبب هذه العلة والآفة التي تنخر المدينة عن مايناهز 10 سنوات كاملة ، أي منذ أن كان الهلال الناظوري يمارس آنذاك في القسم الثاني للنخبة ، يتجهون كما أشرنا سابقا إلى تعليل هذا التراجع إلى غياب الإمكانات اللوجيستيكية من قبيل ملعب صالح لممارسة كرة القدم وغيرها كثير، ناسين في الآن ذاته أنه المعضلة الحقيقية في وصول الرياضة بهذا الإقليم إلى ماهو عليها الآن هو المجتمع الناظوري الغائب تمام الغياب عن الوعي الرياضي ، والذي يكتفي بالحديث في المقاهي وملاحظة الأمر الواقع من زاوية بعيدة..
يتحمل الشارع الناظوري عامة ، والذي يدعي حبه للرياضة خاصة كامل المسؤولية في ماآلت إليه أوضاع هذه المدينة من الناحية الرياضية ، ذلك أننا أضحينا نلمس في الآونة الأخيرة تراجعا مهولا على مستوى الرياضات الأكثر شعبية في المدينة ، فإذا ماتمعنا النظر مثلا في لعبة كرة القدم وبخاصة فريقي الهلال والفتح دون استثناء باقي الفرق المجاورة للإقليم فإننا نلاحظ جليا مدى هبوط أو بالأحرى تراجع مستواهم سواء من الناحية التقنية أو المادية ، ومايعكس ذلك هو ممارستهم رفقة أندية الهواة والتي كانت بالأمس القريب منفية وغير موجودة في الخريطة الكروية ، إلى أن سمحت الظروف بأن يمارس عميدي الكرة الناظورية من الهلال والفتح رفقة هاته النوادي التي لاتُضفي أدنى جمالية على المباراة مهما كان نوع الخصم وشدة التنافسية، ماجعل الكل يتيقن ويعلن الإعدام عن قطبي الكرة الناظوري بعدما ولت بهما الحالة إلى أن يمارسا بمعية أندية لا تمت بصلة للتاريخ الكروي مقارنة بهما.
أما إذا أمضينا للحديث عن ألعاب القوى بالناظور ، وبخاصة فرع الهلال الناظوري لألعاب القوى ، فإننا نكتفي بالقول أن هذا النادي تعرض لضربة قاضية من طرف معظم المسؤولين الذي تعاقبوا على رئاسة المجلس البلدي بالناظوري ، ذلك أن الأخير كان يخصص ميزانية هزيلة للأندية الناظورية المنتمية لكرة القدم فمابالك بنادي لألعاب القوى والذي يملك شعبية متدنية مقارنة بكرة القدم !!
ومن جهة أخرى فقد وقفنا جميعا على الحالة الكارثية والصورة البشعة التي رسمت لفريق الهلال الناظوري لكرة اليد الذي ذاع صيته بقوة على الصعيد الوطني هذا الموسم ، والسبب في ذلك هو مسؤولي الرياضة وبخاصة المندوب الإقليمي للرياضة بالناظور والذي كان مقاتلا شرسا استطاع أن يتصدى لكل طموحات هذا النادي المسكين والذي همه الوحيد هو محاولة إحياء وإسعاد الجماهير الرياضية الناظورية ، خاصة بعد المشوار الجيد الذي قطعه في البطولة وفي كأس العرش ، لكن شتان بين راغب في تقدم القطاع الرياضي بالمنطقة وبين آخر يسعى لهدم كل مايُبنى وبأبسط التوجيهات والقرارات ..
بعدما وقفنا على حالة ثلاثة أصناف من الرياضات التي تعتبر العمود الفقري لتمثيل الرياضة الناظوري على الساحة الوطنية ، نتيجة تاريخها وبصماتها الراسخة في أذهان كل صغير وكبير ، لا بأس أن نبحث في السبب الحقيقي وراء هذا التراجعالمستمر للرياضة الناظورية بصفة عامة، والتي سنوجزها في سبب أساسي مفاده أن غياب الوعي الرياضي لدى هذا المجتمع الذي يكن الإحترام الشديد للبارسا والريال ويتناسى الفرق الموجودة والتي تمثله أمام الملأ ، إلى جانب كل هذا فإن وزارة الشباب والرياضة استفادت كثيرا من صمت أبناء هذه المنطقة والذين يفضلون عدم الإكتراث لأي شيئ يقع في هذه المدينة ، والمؤلم من كل هذا هو أنك عندما تسألهم عن مصير الرياضة بالناظور ومدى آفاقها وتطلعاتها مستقبلا في ظل هذا السكوت المخزي للشارع الناظوري ، يجيبونك بجواب وحيد وأوحد وهو ” لا حاجة لنا بالرياضة ولا نريدها في المنطقة “
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]