كشف الحساب لحصيلة 22 شهرا
حاول فوزي لقجع جاهدا أن يحترم ما وعد به يوم تم تنصيبه بعد كل المخاض العسير الذي رافق التنصيب بأن يطل على قبيلة الكرويين كل سنة بنفس اليومالذي ارتقى فيه للكرسي خلفا لعلي الفاسي الفهري.
بدل أقصى ما يستطيع كي يتمرد على عادات وصفها بالقبيحة بأن لا يلتئم جمع الجامعة إلا مع نهاية الولاية، ومشددا على ضرورة الإنفتاح السنوي الكفيلبكشف الحساب وتقديم أوراق المحصلة.
إكراهات كثيرة حالت بين فوزي لقجع وبين تفعيل وعوده، وفي نهاية المطاف كان لزاما عليه أن يلائم بين الأجندة المضغوطة وبين رهانات عطلت الجمع العاموالأكثر من هذا حتمية انتظار استكمال أركان مكتبه المديري بانضمام باقي الهيئات..هنا و كما عودناكم دائما نستبق ما سيكون عليه جمع يوم غد الثلاثاءالخاص بالجامعة وننبش في حصيلة 22 شهرا من عمل فريق عمل فوزي لقجع ونقدم أقوى محطاتها.
ميلاد بعد مخاض عسير
لو نحن واكبنا أول إطلالة لرئيس الجامعة الحالي فوزي لقجع على أصحاب الكرة لكنا بصدد الحديث عن فترة تفوق سنتين لظهوره، قبل أن تدخل الفيفا علىالخط وتلغي نتائج أول جمع عام وكان قد انعقد شهر نونبر سنة 2013 ودعت عبر لجنة طوارئها القيمين على «الشان» الكروي المغربي بضرورة إعادةالإنتخابات وحتمية احترام بنود الفصل 13 من القانون الأساسي المنظم لعمل أعلى جهاز كروي بالعالم.
لذلك أعيد التقويم وارتبط لقجع بمنصبه الجديد يوم 13 أبريل 2014 وكأن القدر جعل الرقم 13 حاضرا بالتاريخ الأول الذي ألغى نتائج وآثار الجمع العام الأولوالفصل الحامل للرقم 13 الذي كان سببا في الإلغاء ويوم 13 أبريل أعلن ميلاد جامعة جديدة حلت مكان جامعة الفخري الحاملة للرقم 13.
كان مخاضا عسيرا وولادة سماها البعض بالقيصرية حملت الكثير من الأحلام الوردية في سياق حضورها وفي سياق انبثاقها على أنقاض أخطاء من سبقتهافي محاولة منها لتجنب السقوط في نفس الفخ؟
لقجع يعد بتدبير تشاركي
منذ اليوم الأول لظهوره إرتبط فوزي لقجع بمقاربة وكلمة ظلت لازمة ترافقه في كل خرجاته وكان مصرا على تمريرها وبذهاء كبير ومنقطع النظير، وهوإصراره على وصف وتحميل ولايته بطابع «المقاربة التشاركية».
الرجل كان يصر على قول ذلك كي يرمي بالكرة لمعترك الجميع وكي ينزه نفسه عن أي إجراء أو قرار مهما عظم شأنه وكي يدفع من يرافقونه على ظهر نفسالسفينة لتحمل جوانب وأقساط هائلة من المسؤولية.
التشاركية الموعود بها الغاية منها أيضا تفعيل جوانب مهمة من ديموقراطية القرارات والمقصود منها رفع أداء المرافقين له بمكتبه المديري وتحريضحاسة الإبداع لديهم لتقديم أفكارهم وتفعيلها.
المقاربة التشاركية همت كثيرا من النواحي وفي نهاية المطاف خلص الجميع إلى أن لقجع كان صاحب أقوى القرارات، ليس استئثارا ولا استحواذا علىالأمور وإنما لما سجل على بعض مرافقيه من سلبية تارة و محدودية في فترات كثيرة.
منتخبات تدمن الخيبات
يصعب علينا ونحن نخصص حيزا من المتابعة لأداء وأنشطة وأوراش الجامعة الحالية على امتداد 22 شهرا بالتمام والكمال، لأن المجال يضيق لهذا الأمربالفعل.
إلا أنه ونحن نواكب عمل الجامعة وما أمكنها ضمه لتقريرها الكلاسيكي الأدبي، أمكننا الوقوف على حجم وفداحة الخلاصة والمحصلة والتي تغيب عنهاالإنجازات ويحضر الليل البهيم والقاتم للإخفاقات.
رهان الجامعة كان كبيرا على مشاركة المنتخب المحلي الأخيرة بالشان لإنقاذ الموقف وهو ما جعلها تؤجل وترجئ الجمع العام لما بعد «الشان» ممنية النفسبأن تقدم اللقب هدية للجمهور المغربي وتزين به تقريرها الأدبي، إلا أنه في نهاية المطاف لا المحلي توفق ولا الناشئون حققوا المراد ولا أولمبي بلغ البرازيلولا النسوي اجتاز الحواجز ولا المنتخب الأول خاض «الكان» المراهن عليه ذات فترة.
الأندية لم تغرد خارج سرب الكوارث وسيكون على الجامعة الحالية انتظار الفترة القادمة علها تقدم ما يمكن أن يعزز التقرير الأدبي بإنجاز يستحق التخليد فيالجمع القادم؟
معركة «الطاس» إنتصار للكرامة
بعيدا عن لغة الإنجازات وملامة البوديوم، حققت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إنجازا معنويا كبيرا وهاما ساهم وعلى السريع في جعل المغاربة ينسواخيبة ومرارة الغياب عن منتدى «الكان» الذي نفاه عيسى حياتو لغينيا الإستوائية.
مكسب تمثل في الإيمان بالقضية والإنتصار للمبدأ والإستماتة في الدفاع عن الطرح.
إنتصار زكته هيأة التحكيم الرياضي المسماة اختصارا بـ «الطاس» والمتواجدة بسويسرا والتي أعادت للمغرب حقه في الحضور والبقاء على قيد الحياةمشاركا في تظاهرات واستحقاقات قارية ودولية في وقت كانت الكاف قد أعدمته بحكمها الجائر فيما مضى.
ولئن كان الجميع يوقن أن هذا النصر صنعته أطراف أخرى خارج مطابخ الجامعة، إلا أن الأخيرة وباسم الشرعية والإختصاص هي من ظهرت بالصورة أمامالفيفا وهي من تزين بوشاح النصر.
إنفاق بعنوان السخاء
ما لا يعلمه الكثيرون باستثناء الراسخين في علم القرب من دائرة قرار الجامعة كون الأخيرة صارت وبموجب مرسوم جديد مصادق عليه وافقت عليه الحكومةفي شخص أمانتها العامة، صارت اليوم حاملة لصفة جمعية ذات منفعة.
الشرط الأساسي لإبرام هذه الصفة كان هو أن تتوفر على وعاء يفوق مليارا و730 مليون سنتم وهو الشرط الذي ضمنته الجامعة ليصبح لها الحق فيالإسثتثمار وأن تصبح مالكة عقارات ومنقولات.
هاته الرؤية الإستثمارية التي تروم تحقيق الربح هدفها ولا شك، مضاعفة إيرادات الجامعة في المستقبل لضمان تدبير شؤونها المالية وهي الموقنة، بلالمدركة أن الإيقاع الدي سارت به على مستوى الإنفاق هو إيقاع لا يضاهى ولا يجارى.
دعم صريح للفرق ومساعدة مالية ونقدية للمسافرين بالأدغال وسخاء كبير مع المنتخبات الوطنية، وإعادة هيكلة وتدبير الملاعب الوطتية ومنح خاصةللمحتاجين واللاعبين وباقي المتداخلين.
معدل إنفاق مرتفع جدا كان من أبرز تجليات المرحلة، على أن العبرة دائما وكما تعودنا وهي من تصون وتحمي ظهر كل جامعة أو تعصف بييتها هو ورشالمنتخب الأول وهو ما سيجعلها مركزة عليه في مستهل خطواتها القادمة بلا شك.
هل أنفقت الجامعة بالفعل 60 مليارا؟
الأمر كنا سباقين لكشفه بالأرقام والمعطيات في انفراد سابق وتم تسريب معطيات داعمة له مؤخرا، وهو كون الجامعة الحالية أفرطت في الإنفاق وبلغ حجمما رصدته من موارد مالية لتدبير أوراشها ما يربو عن 60 مليار سنتيم بالتمام والكمال.
مبلغ يبدو مبالغ فيه بعض الشيء قياسا بتجربة تمتد لسنة ونصف، وما ساهم في رفع حجم الإنفاق هو زيادة جانب الدعم المالي المخصص للفرق بالبطولة بـ200 مليون سنتيم بالقسم الأول ومساعدة الفرق قاريا وما ابتلعته المنتخبات الوطنية كان أيضا سببا في رفع قيمة الإنفاق في انتظار اتضاح الأمور بالجمعالعام وما سيكشف عنه التقرير المالي.
——————–