انطلاق فعاليات مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور… دورة الوفاء للوفاء تستحضر رموز الفن وحقوق الإنسان

منذ 6 ساعات
انطلاق فعاليات مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور… دورة الوفاء للوفاء تستحضر رموز الفن وحقوق الإنسان

انطلاق فعاليات مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور… دورة الوفاء للوفاء تستحضر رموز الفن وحقوق الإنسان

سبور ناظور  – متابعة

انطلقت بمدينة الناظور مساء السبت فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان سينما الذاكرة المشتركة، في احتفال مميز جمع بين الفن وحقوق الإنسان، ورسّخ مكانة هذا الحدث كواحد من أهم المواعيد الثقافية بالمنطقة. الافتتاح حمل هذا العام شعار “دورة الوفاء للوفاء”، في إشارة إلى القيم التي يسعى المهرجان لتجديدها كل سنة: الوفاء للذاكرة، ولرواد الفن، ولرسالة السينما كجسر للتعايش.

شهد الحفل، الذي احتضنه منتجع مارتشيكا، حضور شخصيات بارزة من المغرب وخارجه، توافدت من عوالم السينما والفكر وحقوق الإنسان والدبلوماسية الثقافية. وجاءت الكلمات الافتتاحية لتؤكد أن الثقافة ليست ترفاً، بل ممارسة حية تُعيد وصل التاريخ بالإنسان، وتمنح للذاكرة صوتاً جديداً كل عام. وقد تميز اللقاء بتقدير خاص للشخصيات التي قدمت إضافات مؤثرة في مجالات العدالة، الفن، والإبداع.

المهرجان، الذي تأسس على فكرة الذاكرة المشتركة باعتبارها مجالاً للتلاقي لا للتصادم، استعاد خلال هذا الحفل لحظات مشرقة من مسيرة رواد تم تكريمهم كعربون تقدير لمساراتهم. ولم تخلُ أجواء التكريم من لحظات إنسانية مؤثرة عبر خلالها المحتفى بهم عن اعتزازهم بأن ترتبط أسماؤهم بالناظور، وبإيمانهم بأن الفن قادر على أن يظل ضميراً نابضاً يحمي الذاكرة ويصون قيم التعايش.

وفي فقرة التكريمات الرسمية، حظيت الدورة الحالية بحضور أسماء وازنة في مجال حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، حيث تم الاحتفاء بالمستشار الملكي عمر عزيمان، الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي, الممثل المغربي الفرنسي سعيد التغماوي, والوزيرة الفرنسية المغربية السابقة نجاة فالو بلقاسم.

وأكد عبد السلام بوطيب، المدير المؤسس للمهرجان، أن هذه الدورة تأتي في سياق عالمي مضطرب يتطلب تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، مشيراً إلى أن المهرجان يشكل منصة للنقاش حول الديمقراطية، وفضاءً لتقريب وجهات النظر الثقافية. كما شدد على الدور الريادي للمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، خاصة في ما يتعلق بجهود ترسيخ العدالة والإنصاف والحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لقضية الصحراء.

وعبّر المستشار الملكي عمر عزيمان عن امتنانه لهذا التكريم، معتبراً إياه اعترافاً بجهود جماعية أسهمت في مسار حقوق الإنسان بالمغرب. وأكد أن تجربة الإنصاف والمصالحة تبقى نموذجاً رائداً في المنطقة، تجسدت فيه الإرادة السياسية والشجاعة المجتمعية في معالجة الذاكرة بمسؤولية.

أما الشاعرة سعاد الصباح، فقد قُدمت كلمتها بالنيابة عنها، متضمنة رسالة أمل بخلق عالم يسوده السلام والعدل. وأعادت التأكيد على دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، وعلى إيمانها بدور الكلمة والفعل في تغيير الواقع، وبمكانة المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في صناعة المستقبل.

بهذا الافتتاح، يواصل مهرجان سينما الذاكرة المشتركة ترسيخ حضوره كمنصة تلتقي فيها الصورة بالذاكرة والإنسان، مؤكداً أن الوفاء ليس شعاراً موسمياً، بل نهجاً يكتب قصة الناظور عاماً بعد عام، ويمنحها موقعاً متجدداً في خارطة التعايش والتنوير الثقافي

الاخبار العاجلة