مراسلة
من جمعيات المجتمع المدني بالناظور
إلـى الـسـيـد: وزير الثقافة
الموضوع: عريضة حول تدهور وضعية تسيير الشأن الثقافي بإقليم الناظور
إننا جمعيات المجتمع المدني بإقليم الناظور،
في ظل الأوضاع المتردية والمزرية التي يعرفها تدبير الشأن الثقافي بالناظور خلال السنوات الأخيرة، نتيجة غياب ثقافة الحوار والرؤية الواضحة والتجربة المهنية الكافية لدى المسؤول الأول عن إدارة قطاع الثقافة بالإقليم، خلافا للوضع التدبيري المقبول الذي ميز فترة تواجد المندوب السابق على رأس مندوبية الثقافة بالناظور، نسجـــل ما يلي:
أولا: غياب الرؤية التشاركية الإستراتيجية لدى المندوب الإقليمي الحالي، حول كيفية تدبير الشأن الثقافي وتطوير أداءه عن طريق التسيير المرن والناجع، بعيدا عن منطق اختزال الثقافة والفن في بؤرة العلاقات الشخصية الضيقة التي تجمعه ببعض الجمعيات والفعاليات والفنانين، وبالمقابل يتم تهميش آخرين، بل و”الاستهزاء” بأنشطتهم الهادفة والجادة.
ثانيا: ضعف ثقافة التواصل والإنصات في أدبيات المسؤول الأول عن تدبير الشأن الثقافي بالناظور، وتكريسه بالمقابل لأسلوب استعلائي تطغى عليه اللامبالاة والتمييز السلبي في تعاملاته مع بعض الجمعيات وبعض الفنانين المقربين منه دون الاكتراث بالشأن الثقافي المحلي الذي يستلزم الإنصات والتعامل مع الجميع وعلى قدم المساواة. الشيء الذي تسبب له في الكثير من الصراعات مع الجمعيات ومسؤوليها النقابيين وبعض الفنانين المحليين.
ثالثا: الخلط بين مهامه كمندوب حكومي بالإقليم مكلف بتدبير الشأن الثقافي، باعتبارها مسؤولية تتطلب منه الحياد الايجابي تُجاه جميع الجمعيات والفنانين والفرقاء المشتغلين في هذا المجال، وصفته كفنان “يُبدع” في كل الفنون ويُفضل إقحام نفسه في الأنشطة التي تُقام على المستوى المحلي، بدون هدف معين أو قيمة مضافة .
رابعا: لامبالاته وعدم إجابته على مراسلات الجمعيات المتعلقة بالرغبة في الحصول على المعلومة في خرق سافر لمقتضيات الفصل 27 من الدستور الذي ينص على الحق في الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام.
خامسا: ضعف الدعم المخصص للجمعيات والفرق والفنانين المحليين والانتقاص من قيمة إنتاجاتهم الإبداعية وأنشطتهم الثقافية لتبرير المنح المالية المرصودة لإقامة أنشطة “ثقافية” أخرى لا علاقة لها بالشأن الثقافي المحلي.
سادسا: اعتداءه على استقلالية بعض الجمعيات بإقحامها في الأنشطة التي تُقيمها المندوبية دون استشارة الجمعيات المعنية.
سابعا : الإخلال بمقتضيات اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة الثقافة والمجلس الإقليمي للناظور وعمالة إقليم الناظور وولاية الجهة الشرقية بخصوص تسيير وتنشيط المركب الثقافي للناظور من خلال عدم الوفاء بالالتزامات المالية المخصصة سنويا للمساهمة في توفير التجهيزات السمعية البصرية وصيانة بناية المركب وتجهيزاته، مما أنهى حالة المركب الثقافي للناظور ـ الفضاء الوحيد بالمدينة المخصص لتنشيط الجمعيات ـ إلى الحضيض وإلى وضع كارثي لم يشهده منذ إحداثه (ضعف الإنارة، غياب التجهيزات السمعية البصرية، تدهور بناية المركب بمختلف مرافقها، غياب الأمن…).
وبناء على ما سبق ذكر أعلاه وعلى ملاحظات أخرى لا يسع المجال لذكرها، نُطالب من السيد وزير الثقافة بالتدخل الفوري والعاجل لاستقصاء الوضع وتغيير المندوب الحالي بمندوب أكثر كفاءة ومهنية ومستوعب لثقافة الحوار والتواصل.
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]