عاودت أعمال العنف بروزها بحي “لاَكَانْيَادَا” بمدينة مليلية المحتلّة.. وقد رصد بذات الحي الهامشي تجدد للمواجهات بين مجموعات شبابية مقاطِعة للانتخابات المحلية التي تمت يوم الأحد الماضي بمليلية وفرق أمنية مختلطة أغلبها ينتمي لفرقة مكافحة الشغب من جهاز الشرطة الوطنية الإسبانية.. وجاء استئناف الاحتجاج العنيف بعد أن سبق له وأن اختفى لمدّة 6 أشهر كاملة في أعقاب “انتفاضة لاَكَانْيَادَا الأولى”.
العنف المرصود برز ضمن صور متعددة من بينها إيقاد النيران ضمن عدد من الحاويات البلاستيكية للقمامة زيادة على إلهاب عجلات مطّاطية، كما تبادل كلا الطرفين التراشق بالحجارة لمدى ساعات عديدة ضمن مواجهة مفرطة في العنف انطلقت في الحادية عشر من ليل الأحد.. كما رُصد وضع الشباب المحتجّ لحواجز عديدة عملت على عرقلة دينامية السير والجولان بالحي المذكور، كما منعت سيارات الشرطة من ولوجه إلى غاية أولى ساعات صباح يوم الاثنين 23 ماي.
بلاغ صحفي صادر عن مندوبية الحكومة المركزية بمليلية أكّد “محدُودية أعمال الشغب” التي عرفها حي لاَكَانْيَادَا بُعيد إغلاق مكاتب التصويت الخاصة بالانتخابات المحلية بمليلية، كما كشف ذات البلاغ عن اعتقال أحد الشباب من صفوف المحتجين وإحالته على محكمة المدينة التي قررت متابعته في حالة اعتقال بتهمة “الإخلال بالأمن العام”.
وزادت مندوبية الحكومة المركزية الإسبانية بمليلية، على متن ذات الوثيقة، بأن “التدخل الأمني بحي لاَكَانْيَادَا قد أتى لإعادة استتباب الأمن وكذا حماية مكتب انتخابي مركزي، متواجد بإحدى مدارس الحي، كانت عملية فرز الأصوات مستمرة به وتطال الأصوات المعبر عنها بمكتبين فرعيين اثنين”.
شباب “لاَكَانْيَادَا” واصلوا احتجاجهم يوم الاثنين 23 ماي ضد السلطات المحلية الإسبانية بمليلية ، وقد تم ذلك هذه المرة بتبني الخيار السلمي عبّر عنه بالإقدام على الالتحاق بصفوف “حركة 15 ماي” التي سبق وأن نادت باعتصام مفتوح لها فُعّل بحلول الساعة الثامنة مساء، وفق التوقيت المحلّي، وقد التأم زهاء المائتين وخمسين من أعضاء ذات الحركة بـ “ساحة إسبانيا” المشكّلة للقلب النابض بالمدينة المحتلّة.
تواجد شباب الساكنة الأصلية لمليلية وسط معتصمي “15 ماي” صوحب بتخوف المتظاهرين، زيادة على الأمنيين المدنيين، من اندلاع مجدّد لأعمال عنف.. إلاّ أن تداول الكلمات ضمن ذات الموعد وكذا تدخل بعض من شباب “لاَكَانْيَادَا” حمل إقرارا واضحا بانخراط الملتحقين من الحي الهامشي ضمن خيار سلمية الاحتجاج.
نفس الاعتصام المذكور عرف المجاهرة بمطالب عبرت عنها شعارات منادية بالسكن والشغل والرفع من الأجور واحترام تام لحقوق الإنسان ودمقرطة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل حقيقي، في حين غابت فرق مكافحة الشغب عن فضاء الاحتجاج الذي كشف رمُوز “15 ماي ـ مليلية” بأنه سيعرف تنظيم معتصمات ليلية يومية إلى غاية تلبية كافة مطالب الحركة