يبدو في صحة جيدة رغم ثقل حاسة السمع لديه وعجزه عن المشي على قدميه، ما زال الحاج محمد قلقول الملقب ب »القبايلي » يتذكر من فينة إلى أخرى، ذكريات مضى عليها قرن من الزمان، إبان استعمار فرنسا للجزائر أو عهد الحماية بالمغرب، وإيوائه للمجاهدين الجزائريين في بيته بوجدة ودعمهم لهم وخدمتهم رفقة زوجته الثانية التي يتجاوز عمرها الآن 85 سنة.. مشاهد تاريخية صعبة وسارة، تختزنها ذاكرته ولا يأبى أن يتحدث عنها رغم صعوبة الكلام لديه في بعض الأحيان والجهد الذي يبذلها لإخراج الحروف عند الكلام.
يبلغ الحاج محمد قلقول الذي يعيش وسط أبنائه وحفدته بإحدى المنازل بحي جوهرة بوجدة المدينة الألفية، حسب ما تحكيه زوجته الثانية الحاجة الشريفة، حوالي 114 سنة قد يكون ميلاده حوال سنة 1898، رغم أن وثيقة رسمية فرنسية حررت سنة 1947، سجلت سنة ميلاده في 1910، لكن يؤكد أن سنه كان آنذاك يتجاوز العشر سنوات وهو ما أكدته إحدى المحاميات الفرنسية التي تكلفت بملفه من أجل الدفاع عنه لدى السلطات الفرنسية التي اشتغل لديها إبان الاستعمار في المناجم بفرنسا
خلف الحاج محمد قلقول الذي هاجر إلى مدينة وجدة، سنة 1941 قادما من بيدر (مسيردة) إحدى البلدات الجزائرية المجاورة للشريط الحدودي المغربي حين لم تكن هناك حدود، 10 أبناء وبنات دون احتساب المتوفين، من زوجتيه (أربعة من الأولى التي توفيت وستة من زوجته الثانية التي ما زالت على قيد الحياة وفي صحة جيدة تخدمه كما كانا في بداية عشرتهما) و60 حفيدا وأكثر من 100 حفيد من الجيل الرابع.
مارس الحاج محمد قلقول حفيد الولي سيدي عبد المومن الملقب ب « أبو قبرين » (حيث يعتقد أن له قبران، أحدهما بمسيرة الجزائرية والثاني بواولوت/ورطاس بركان)، طيلة حياته مهنة الحلاقة والحجامة والختان واقتلاع الأضراس، حيث كان ينتقل بين أسواق بلدات ومدن الجهة الشرقية وأصبح لدى الساكنة مرجعا وملاذا، وعاش حياة بسيطة وطبيعية ولم يتعاط لأي شيء مضر بالصحة كالتدخين أو الخمر أو غيرها.