بادر مغاربة إلى تأسيس صفحة على موقع التواصل الشهير فيسبوك تحت اسم “الشعب يريد بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني”، بلغ مناصروها والمتعاطفون معها بضعة آلاف شخص ساعات فقط بعد إطلاقها، مباشرة بعد إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم من كأس إفريقيا للأمم التي تجري منافساتها حاليا.
وبسبب الغضب العارم من الطريقة التي أقصي بها الفريق المغربي الذي يدربه البلجيكي إيريك غيريتس، كال الناشطون على الفيسبوك عبارات المديح والثناء للحارس الدولي السابق بادو الزاكي، باعتباره “ابن البلد” الذي له غيرة واضحة على المنتخب الوطني، وقد ظهر ذلك جليا في صوره وهو يبكي في المقابلة النهائية لكأس إفريقيا 2004، بخلاف غيريتس الذي لم يكف عن مضغ العلكة، رغم الهزائم المُرة التي تسبب فيها لأسود الأطلس خلال كأس إفريقيا الحالية.
وذهب فيسبوكيون إلى التعريف بتاريخ ومسار بادو الزاكي منذ لعبه في فريق الوداد، إلى احترافه في فريق مايوركا في البطولة الاسبانية، حيث كان يحمل حينها شارة عميد الفريق، كما خصص مسؤولو الفريق تمثالا للزاكي في متحف المدينة، تكريما لخدماته وعطاءاته الكثيرة للنادي الاسباني، فضلا عن مساره الاحترافي مع المنتخب الوطني، حيث صال وجال في ملاعب المكسيك في كأس العالم لسنة 1986، حيث اختير حينئذ من أفضل حراس تلك الكأس العالمية.
وسبق للزاكي أن درب المنتخب المغربي لكرة القادم، وبلغ تحت إشرافه المباراة النهائية لكأس إفريقيا التي نُظمت في تونس سنة 2004، وكانت هي أفضل نتيجة حققها المغاربة في هذه المنافسات الإفريقية طيلة تاريخ المنتخبات الوطنية، بعد الفوز اليتيم بالكأس الذي جاء سنة 1976.
بالمقابل، تدخل فيسبوكيون ليوضحوا أن المشكلة ليست في المدرب بقدر ما تكمن في أرجل اللاعبين، وفي الوطنية الغائبة عن كثير من لاعبي المنتخب، بينما وصف البعض المنتخب المغربي بأنه “الراعي الرسمي لمرض السكري ومرض الأعصاب”، في إشارة إلى الغضب الجامح الذي انتاب المغاربة بعد الإقصاء الأخير.
وذهب معلقون آخرون إلى رفض التسرع بطرد غيريتس، فالمنتخب في مرحلة بناء فريق قوي، ويجب منح فرصة للناخب الوطني الذي أعاد الكثير من الدفء للمنتخب، كما أن اللاعبين شباب، وأغلبهم يخوضون لأول مرة غمار منافسات كروية في أدغال إفريقيا، علاوة على أن المنتخب لم يكن بالسوء الذي يجعل هستيريا الغضب تعم المغاربة كلهم..