عرض مجموعة من الطلبة القاعديين شهاداتهم حول التعذيب الذي تعرضوا له أثناء اعتقالهم على يد مصالح الشرطة بمدينة فاس، أمام أنظار مقرر الأمم المتحدة خوان مانديز، وسلموه مجموعة من الشهادات المكتوبة يحكون من خلالها ما تعرضوا له داخل مخافر المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وداخل سجن عين قادوس.
وقام الطبيب المرافق للمبعوث الأممي بمعاينة آثار التعذيب والضرب الذي تعرضا له كل من الطالبين إبراهيم السعيدي ومحمد غلوط اللذين غادرا السجن مؤخرا بعد قضائهما لمدة الحكم الذي قضت به في حقهما محكمة الاستئناف، كما قدما شهادتيهما حول الاختطاف والتعذيب وظروف الاعتقال اللاإنسانية من داخل السجن.
وأكد محمد غلوط الطالب القاعدي الذي قضى أزيد من سنة من الاعتقال في تصريح لموقع “لكم.كوم” بعد اللقاء، أن المبعوث الأممي عاين آثار التعذيب التي لازالت محفورة على جسده، حيث كان يتم حرقه بالسجائر من أجل انتزاع الاعترافات والمعلومات، وقد بدت الآثار واضحة رغم مرور أزيد من سنة ونصف على حدوثها، وأشار غلوط أن الطبيب المرافق للمقرر الأممي التقط صورا دقيقة لتلك الآثار وقام بقياس قطرها ومساحتها.
وقال غلوط، إن الطبيب أصيب بالصدمة من جراء رؤيته لتلك الآثار وهو ما جعله يشير برأسه للمبعوث الأممي فيما يدل على فظاعة الأمر، وقد عاين كذالك والتقط صور لتقرحات الجلد والتي تعود إلى الوضعية المزرية للاعتقال داخل معتقل عين قادوس وقد تسلم الطبيب والمبعوث معلومات دقيقة عن وجود مرضى نفسانيين وذهانيين مختلطين مع باقي المعتقلين وكذلك عن وجود أمراض فتاكة بالسجن المذكور دون وجود علاج حقيقي ومكافحة فعالة.
وخلال اللقاء مع المقرر الأممي، قدم محمد قرطاشي عضو حركة 20 فبراير بالدار البيضاء، شهادة صادمة عن اعتقاله وتعذيبه وتعذيب ابنه نور السلام أمام أعينه وتهديده بالاغتصاب والاعتداء عليه بالضرب والركل لتحطيم نفسيته وإذلاله، كما عرض أب الطالب المعتقل محمد صالح معاناة عائلته من جراء اعتقال ابنها لمرتين ( 2009/2012) وتعذيبه وإهانة العائلة وتعريضها للقمع والترهيب واستفزازها من طرف البوليس السري بمدينة صفرو
وذكر المصدر ذاته، أن المبعوث الأممي وعد هؤلاء الطلبة بزيارة سجن عين قادوس، حيث لازال يقبع 5 من رفاقهم تم اعتقالهم قبل انطلاق الموسم الجامعي الحالي.