البرنامج خفف أزمة البنيات التحتية والمجالس المنتخبة لا تواكبه
نهجت الجامعة الملكية لكرة القدم في الفترة الأخيرة، سياسة تعشيب ملاعب الهواة والمدن المهمشة بالعشب الاصطناعي ، وهي تكملة لسياسات جامعات سابقة، من أجل توفير فضاء رياضي مهم لفرق الهواة والأحياء والعصب الجهوية.
واعتبر المسؤولون الجامعيون أن تهييء كل الظروف المواتية لفرق الأحياء والعصب والهواة، نقطة انطلاق جيدة لاكتشاف وتكوين مواهب صاعدة، يمكنها أن تظهر إمكانياتها وتطورها بعد ذلك في الأندية الوطنية.
وساهمت الأزمة الخانقة التي تعانيها كرة القدم الوطنية في البنيات التحتية، في وضع موضوع الملاعب ضمن أولويات الجامعة.
ملاعب جديدة بمواصفات جيدة
لم تنتظر الجامعة الملكية لكرة القدم طويلا، كي تطلق برنامج تعشيب الملاعب في عدد من المدن والجهات، من أجل توفير ظروف سليمة للممارسة لفرق الهواة والعصب والأحياء.
واعتبرت معضلة الملاعب أكبر عائق لفرق العصب والهواة، من أجل إظهار مواهب لفرق النخبة، كما كان عليه الحال في السابق.
وأخذت لجنة البنيات التحتية التابعة للجامعة الملكية، بادرة تعشيب 90 ملعبا بالعشب الاصطناعي، في عدد من المدن، ليكون منطلقا لتحسين وضعية بعض الفرق التي تشكل القاعدة.
واستفادت مدن مثل العيون والسمارة وطاطا وتاوريرت والزغنغن والناظور ووجدة ومراكش وزاكورة وأكادير وتارودانت والقنيطرة والصخيرات والخميسات وسلا وسيدي سليمان والدار البيضاء وتطوان وأصيلة ومكناس وأرفود من ملاعب مجهزة بعشب اصطناعي جيد.
يقول جمال السنوسي، رئيس العصبة الوطنية للهواة، إن من شأن هذه الملاعب أن ترفع مستوى الممارسة في بطولات الهواة والعصب، وأن تجعل أمر التألق فيها أمرا هينا على اللاعبين الذين يملكون مهارات محترمة، والذين يهدفون إلى التألق قبل مواصلة مسارهم في مستويات أفضل.
ميزانية تعكس الاهتمام
ومن أجل توفير كل هذه الظروف الجيدة لفرق القاعدة، كان لابد للجامعة الملكية لكرة القدم أن توفر ميزانية مناسبة، من أجل القيام بمشاريع عالية الجودة، والانتهاء من معضلة الملاعب غير الصالحة لأقسام الهواة والعصب.
ورصدت الجامعة لمشروعها 53 مليارا ونصف المليار، فيما بلغت تكاليف مكاتب الدراسات 7 ملايير سنتيم، علما أنها سلمت في الفترة الماضية عددا مهما من الملاعب في جهات مختلفة في المملكة.
وافتتحت ملاعب بمراكش وأكادير ووجدة والكارة وأحد السوالم والناظور وتاوريرت والجديدة وفاس وأرفود ومكناس تافيلالت وسيدي سليمان وأصيلة والدار البيضاء والزغنغن وتطوان والسوالم، وغيرها من المدن.
واعتبرت فرق الهواة أن مشروع تهييء ملاعب معشوشبة لبطولاتها، أهم انطلاقة لإصلاح حال الهواة والفرق القاعدية في العصب، من أجل مساعدتها على تكوين لاعبي المستقبل، أو على الأقل تحضيرهم ليكونوا جاهزين لولوج مراكز التكوين التابعة لفرق النخبة، والتي تعمل أيضا الجامعة أيضا على إحداثها بالاتفاق مع المعنيين بالأمر.
التوازن والجماعات… النقطة السوداء
يعاب على برنامج إصلاح الملاعب الخاصة بأندية الهواة والعصب الجهوية، اقتصاره على مناطق ومدن معينة، واستثناء أخرى أو تأخير إدراجه ضمن برنامج الجامعة.
ودعت فعاليات من فكيك وبني يخلف والمنصورية وابن سليمان ودار بلعامري وسيدي قاسم والقنيطرة وسيدي بطاش إلى مراجعة الكيفية التي يتم بها وضع البرنامج.
وسجل المتتبعون للبرنامج تقصيرا واضحا في دور المجالس المنتخبة بالجماعات المحلية التي استفادت من تعشيب ملاعبها، إذ لم تكلف نفسها عناء مواكبتها، ولو بتأهيل المدرجات ومستودعات الملابس.
ملعبا الحي الحسني وبامحمد نموذجا
في بداية فبراير 2016، دشن وفد من الجامعة الملكية لكرة القدم، ملعب الحي الحسني والمسمى بالحبيب الزمراني، وذلك بعد طول انتظار من أندية المنطقة.
ومن المقرر أن يمنح الملعب الجديد لفرق الهواة والعصب إمكانية إجراء التداريب والمباريات الرسمية، ويسهل على الأطر التقنية مهمة الإشراف على الفئات الصغرى والشباب، لكن مشاكل البرمجة وتحديد الجهة المشرفة على الملعب فجرت خلافات بين المتدخلين المحليين.
واستفادت الدار البيضاء من تعشيب وإصلاح ملاعب كثيرة ومهمة، تعرف حضور فرق كثيرة من العصب والهواة، وباتت لديها ملاعب رسمية جيدة، لإجراء مبارياتها.
من جهته، سلمت الجامعة الملكية في يناير الماضي ملعب سباتة ”با محمد”، والذي يعتبر من أهم الملاعب في العاصمة الاقتصادية.
وأكدت الجامعة أن الملعب تم تكسيته بالعشب الاصطناعي من الجيل الثالث، مثله مثل باقي الملاعب، التي أخذت على عاتقها مهمة إصلاحها لتحسين وضعيتها.
وعرف حفل الافتتاح حضور مسؤولين بارزين تابعين للجامعة الملكية، ثم مسؤولين بالمنطقة ومنتخبين لتثمين البادرة.
وارتأى فوزي لقجع، رئيس الجامعة، إعطاء الاهتمام الأكبر لفرق القاعدة، إذ خصص المرحلة الأولى من رئاسته للجامعة، للعمل القاعدي والتكوين وتطوير البنيات التحتية لفرق العصب والهواة.
إنجاز: العقيد درغام
