أعرق نادي مغربي يقدم الشيشا والخمر بمقره الرياضي

23 ديسمبر 2012
أعرق نادي مغربي يقدم الشيشا والخمر بمقره الرياضي

إذا أردت الإطلاع على تاريخ كرة القدم بالمغرب قبل الإستقلال أكيد سيلفت نظرك إسم نادي الياسام المغربي-الفرنسي الذي كان يحصد الأخضر واليابس خلال فترة الحماية، هذا النادي الذي كان ينثر إبداعاته بملعب فيليب (ملعب العربي بنمبارك حاليا) لعب له عدة لاعبين من طراز عالمي كالعربي بنمبارك (الجوهرة السوداء المغربية) وصانع أفراح مارسيليا وأتلتيكو مدريد فيما بعد، وكذلك أبرز هداف في تاريخ المونديال جيست فونتين، إضافة لعبد الرحمن بلمحجوب الذي لعب لكبريات الاندية الفرنسية وماريو زاتيلي هداف فريق مارسيليا.

هذه التركيبة الخرافية من اللاعبين المميزين جعلت هذا النادي الأكثر تتويجا ليس فقط في المغرب، بل كذلك على مستوى المغرب العربي بحصده لـ 5 ألقاب لكأس شمال إفريقيا (الثاني بعد بلعباس الجزائري ذو الـ 7 ألقاب)، و16 لقب بطولة مغربية في نسختها القديمة التي كانت تنظم من طرف سلطات الحماية تحث إمرة الإتحاد الفرنسي لكرة القدم.

 

النادي المزدوج الجنسية (فرنسي-مغربي) لم يعد له أثر بعد إشراق شمس الإستقلال وآخر ملامحه دفنت مع نادي الوداد حيث رحل أغلب لاعبيه للنادي الأحمر بعد اندثار الياسام ليبنوا مع الشياطين الحمر مسيرة ألقاب جديدة خلال الفترة الأولى التي تلت الإستقلال.

 

وفي زيارة خاصة قام بها أحد الصحافيين إلى نادي الاتحاد الرياضي المغربي المعروف بـ “الياسام” في مدينة الدار البيضاء، للوقوف حول ما أصبح يطلق عليه “اختلاس ممتلكات النادي“.

عاين الموقع الأوضاع المزرية التي يعيشها النادي، رغم عراقته، إذ تأسس منذ بداية القرن الماضي، وكان يتوفر على سبعة أنواع رياضية، بل اعتبر مقر النادي بزنقة “محمد سميحة” بمقاطعة سيدي بليوط بمثابة متحف يضم جميع الجوائز التي فاز بها اللاعبون، منذ الفترة الاستعمارية، إضافة إلى ميداليات وكؤوس وشهادات تؤرخ لإنجازات النادي.

 

الصحافيين اكتشفوا بالواضح غياب تاريخ النادي، بإختفاء الكؤوس والميداليات والصور التذكارية.وكشف مصدر مطلع لموقعنا الرياضي بأن الرئيس السابق للمكتب، رفقة نائبه وابنه أخرجوا بعض محتويات النادي من تحف وكؤوس بدعوى تزيينها وإصلاحها، إضافة إلى محاولتهم هدم جزء من الجدران لتوسعة النادي، إلا أن مدير النادي مصطفى وهبي اكتشف أن لهم نية مبيته لإفراغ النادي من محتوياته وهدمه وتسليمه إلى مالك البقعة الأرضية مقابل مبلغ مالي مهم.

 

النادي كان يسيره مكتب منتخب عن طريق الجمع العام، وكانت توجد به حانة خاصة بمنخرطيه التي يصرف مدخولها على صيانة المقر، وأداء أجور العاملين، إلا أنه منذ حوالي سبع سنوات تم سحب رخصة الخمر من حانة النادي، فتم التخلي عنه من طرف جميع أعضاء المكتب المديري، قبل أن يعود في تقديم “الشيشا” لرواده.

 

وبهذا يكون النادي قد دق المسمار الأخير في نعش النادي العريق في كل الأنواع الرياضية خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب.

 

فماهي ظروف وملابسات الاستيلاء على محتويات النادي؟ وهل هناك رغبة التصرف في مقر النادي بسوء نية؟

يونس جدي

الاخبار العاجلة