صراع كبير يدور بين أبرز مرشحين للظفر برئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم. عبد الإله أكرم، رئيس فريق الوداد البيضاوي، وفوزي لقجع، نائب رئيس فريق نهضة بركان.
الأول أرخى بلومه، في ندوة نظمها الخميس الماضي، على الرئيس الحالي للجامعة الملكية لكرة القدم، علي الفاسي الفهري، بسبب إعلان دعمه لمنافسه، فوزي لقجع، وزاد من لومه لوزير الشبيبة والرياضة بعد عشاء، قيل إنه صدفة، جمع الوزير بنائب رئيس نهضة بركان، وهو ما اعتبره رئيس الوداد بالدعم الغير مبرر للمنافس دون التزام الحياد الواجب.
في حين أطلق فوزي لقجع في ندوة عقدها في نفس اليوم، بأحد فنادق الدار البيضاء، وعوده لإصلاح منظومة كرة القدم، نافيا في الوقت نفسه، أي دعم لا من طرف رئيس الجامعة ولا من طرف وزير الشبيبة والرياضة، فاتحا ذراعيه لمنافسه عبد الإله أكرم للتنافس “الشريف” على منصب رئاسة الجامعة، ومعتبرا أن الإشاعات التي تخرج من هنا وهناك آتية من أشخاص “يحاولون زرع الفتنة بين المشرحين” ويرغبون في “الوصول إلى مبتغى واحد وهو الحفاظ على النظام السابق، وعدم الرغبة في التجديد”.
أكرم: كان على الفهري التزام الحياد وعدم مساندة لقجع
أكد المرشح لرئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم، ورئيس فريق الوداد البيضاوي، عبد الإله أكرم، بلغة فيها الكثير من “الصرامة” والتحدي أن الجمع العام لجامعة الكرة، الذي سيقام الأحد القادم، لن يُؤجل، وأن أخبار تأجيله مجرد إشاعة مصدرها اللائحة الثانية بقيادة فوزي لقجع، بغية أخد الوقت من أجل تنظيم أوراقه.
بهذا في الوقت الذي تطرق فيه، فؤاد مسكوت، أحد الأعضاء المكونين للائحة أكرم، إلى الطعون المقدمة في لائحة لقجع وعددها ثلاث طعون أبرزها المعنية بحكيم دومو لعدم توفره على الحكم النهائي الذي يخول له رئاسة عصبة الغرب، وأنهم قدموا هذه الطعون إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث تشكيل لجنة للبث في فيها دون أن يتلقوا إلى أيّ رد، وهو ما قد يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات صارمة قبل الجمع العام الذي سيقام يوم الأحد القادم.
وتطرق عبد الإله أكرم خلال فعاليات ندوة نظمها أول أمس الخميس إلى الحديث عن مساندة الرئيس الحالي لجامعة الكرة علي الفاسي الفهري، للائحة الثانية الممثلة بفوزي لقجع، وانه كان عليه التزام الحياد وعدم الخروج إعلاميا والتباهي بمساندته له، مشيرا في السياق نفسه إلى أنّ هذه المساندة أعطت دفعة قوية للائحة المنافسة، مما أفقد ميزان العدل توازنه.
ونفى رئيس فريق الوداد الرياضي، أن يكون قد أرسل أي شكوى للفيفا، وذلك بغية هدف واحد لا غير وهو تقديسه لمغربيته وعدم الرغبة في تدخل أطراف أجنبية في المنظومة الكروية المغربية، موضحا خلال كلمته، أنه لو أراد فعل ذلك، فستكون الطريق معبدة له لأنه يتوفر على العديد من الأصدقاء داخل الفيفا، غير انه فضل “الاستقواء بالله في مواجهة المكائد التي وضعت في طريقه من أجل تثنيته عن الترشح لرئاسة الجامعة”.
فوزي لقجع: لم أحظى بمساندة أوزين والفهري، وأكرم صديق قبل كل شيء
بالموازاة مع ذلك، عقد فوزي لقجع، في نفس اليوم، ندوة صحفية، أكد من خلالها أن العلاقة التي تجمعه بمنافسه عبد الإله أكرم، علاقة جيدة، وأن المنافسة ستظل في إطارها الشريف، بعيدا عن الخلافات والمشاحنات، وأن بعض الأشخاص الذين يحاولون زرع الفتنة بين لائحة أكرم، ولائحة لقجع، يرغبون في الوصول إلى مبتغى واحد وهو الحفاظ على النظام السابق، وعدم الرغبة في التجديد.
ونفى المرشح لمنصب رئيس جامعة الكرة، حصوله على أي مساعدة من طرف رئيس الجامعة الحالي علي الفاسي الفهري في مسلسل ترشحه لخلافته، مؤكدا أن خروجه للإعلام مؤخرا وإقراره بمساندة لائحة لقجع تبقى مسألة شخصية واقتناع ذاتي باللائحة، إضافة إلى تأكيده عدم مساندته من طرف وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، وان كل ما تم الترويج له في الإعلام الوطني غير صحيح.
وتحدث نائب رئيس فريق نهضة بركان، في ندوته الصحفية عن وضع خارطة طريق للنهوض بكرة القدم الوطنية، حيث أعطى فيها ملخص حول الوضعية الحالية التي تعيشها المنظومة الكروية المغربية، والتي لخصها في عدم احترام بعض جوانب دفاتر التحملات التي جاء بها مفهوم الاحتراف كغياب التجهيزات والبنيات التحتية، وغياب إستراتيجية لتحسين والرفع من الموارد المالية للأندية، بالإضافة إلى قلة مراكز التكوين التي تعتبر اللبنة الأساسية لتكوين اللاعبين والأطر الوطنية.
وتطرق فوزي لقجع إلى الخلل الواضح في تسيير الجامعة الحالية، والكامن في تداخل الهياكل الإدارية وقلة الموارد البشرية المؤهلة، ووجود اختلالات على مستوى أشغال اللجان، كلجنة البرمجة، ولجنة التسويق والإعلام، ولجنة المنتخبات الوطنية، معتبرا أن تدبير كرة القدم الوطنية ينقصه خلق سياسة تضمن تناسقا بين الهواة والنخبة، بالإضافة إلى غياب رؤية تؤسس لإدماج باقي الفاعلين الكرويين، كالحكام، والمدربين، والمعدين البدنيين.
وأعطى المرشح لرئاسة جامعة الكرة، خلال فعاليات الندوة مخططا لبرنامج عمله الذي سيعتمده في حالة نجاحه يوم الأحد القادم، بتنصيبه رئيسا للجامعة، والذي اعتمد فيه على وضع أهداف إستراتيجية أبرزها الالتزام باحتراف حقيقي عبر تسيير عصري وفعال للأندية، وتعبئة الموارد المالية الضرورية، وتكوين منتخب وطني قوي قادر على المنافسة قاريا ودوليا.