على اثر الفاجعة الكروية التي ألمت بالمنتخب الوطني بعد موقعة الموزمبيق , و التي كانت مجرد تحصيل حاصل لازمة كروية غير مسبوقة تجرع معها الشعب المغربي العاشق لمنتخبه ويلات من الحسرة و الألم , تعالت الأصوات و النداءات مطالبة برحيل غيريتس و رحيل الجامعة التي تأكد بالملموس فشلها الدريع و الواضح مع تعيين علي الفاسي الفهري على رأس هرم جامعة كرة القدم , رجل بكاريزما بعيدة كل البعد عن علام الكرة , فشل تجسد من خلال محطات عديدة خلفت ردود أفعال كثيرة دون ان تستجيب لها الجامعة , حيت سال مداد أقلام الصحفيين النزهاء محذرين من السياسة الكروية المتبعة و التي تفتقد لإستراتيجية بتخطيط دقيق و معقلن , حيت تم جلب مدرب يجهل كليا عالم المستديرة في القارة السمراء , و لم يسبق له ان قاد اي منتخب معين , باستثناء سلسلة هزيلة من التجارب المتواضعة مع عدد من الفرق الأوروبية الأكثر تواضعا . المهم ان الميسيو غيريتس المدعوم من جهات خفية يدها فوق إرادة الشعب , خرج له من هذه اللعبة ( البايخة ) برصيد بنكي هائل من العملة الصعبة , دون ان يقدم للمغرب أي نتيجة تذكر , اللهم ( المسخرة ) التي تكبدناها جميعا خلال مدة إشرافه على المنتخب الوطني , أمام منتخبات كانت فيما مضى من الزمن تستحي من مواجهتنا , لتتحول في عهد العجوز البلجيكي المارد إلى ( بعبع ) يرعبنا في كل مواجهة, و لكم في مواجهاتنا مع منتخبات كانت حتى وقت قريب تضرب لنا ألف حساب , على غرار موزمبيق … غينيا … موريتانيا … و القائمة طويلة .
صراحة كنت في غنى عن هذا التقديم الذي ربما قد يحيي الجراح من جديد و يعيد المواجع إلى القلوب , لكنني وجدت نفسي مجبرا على وضع القارئ أمام هذا المشهد الذي جعل العديد من المواطنين المغاربة يعيدون النظر في مسألة متابعة مباريات منتخب وطني بلا روح و جسد و لا حتى أداء رجولي … فقد علمنا من مصادر جد مقربة من إدارة علي الفهري ان هذا الأخير طلب من البلجيكي غيريتس التوجه إلى بلجيكا و نصح له بعدم العودة مع المنتخب إلى المغرب , طلب لم يتردد الناخب الوطني في الانصياع و الرضوخ له , بعدما علم مسبقا ما ينتظره ( الخبار في راسكم ) , ليتحمل الفهري و ( رباعتو ) مسؤولية حجرهم و وصايتهم على شعب بأكمله في سابق السنوات الماضية لما أجبرونا على الرضوخ و الخنوع لإرادتهم التي لم تحترم ديمقراطية اختار الشعب المغربي لمن يمثله , و كأنهم فقط من يجيدون أبجديات كرة القدم , او بمعنى اصح فهم كرة القدم حكر عليهم فقط , و قد أفاد المصدر ذاته ان الجامعة تتدارس آخر الترتيبات القانونية من اجل إقالة غيريتس , و من المحتمل جدا ان يتم تعين مدرب وطني لقيادة المنتخب فيما تبقى من استحقاقات قارية و دولية , ليبقى الإطار الوطني بادو الزاكي الأقرب لتقلد هذا المنصب , بعد الحملة الوطنية التي خاضها الملايين من المغاربة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعية , مطالبين من خلالها ضرورة عودة الزاكي على رأس الفريق الوطني.
الى ذلك , و بعد هذه النكسة الكروية يتعين على الجامعة التي يترأسها على الفهري إعادة مراجعة كل الهفوات السالفة ,حيت اصبح من الضروري جدا , بل و إلزام لا مفر منه تقديم استقالة جماعية لجامعة أهدرت على الشعب أموال طائلة من دون اي نتيجة تذكر , و إعطاء الفرصة لذوي الاختصاص من اجل الإشراف على دهاليز الجامعة ( الناس اللي كيفهمو اللعبة … مشي مول الضو و الماء ) , كما ينبغي قبل كل هذا و ذاك ان نؤمن بأننا مجرد فريق عادي و متواضع جدا بدليل التصنيف العالمي للفيفا, يلزمنا وقت طويل حتى نصبح في المستوى المطلوب , و ألا نبيع الوهم للشعب المغربي التواق للألقاب و الانجازات , فما هؤلاء اللاعبون الذين يخيل لنا أنهم عمالقة و أسياد اللعبة في أوروبا , إلا مجرد أعجاز نخل خاوية و فارغة من الحس بالمسؤولية و الروح الوطنية , و الغيرة على القميص الوطني , لاعبون يأتون فقط لجني المال ( على ظهر الشعب ) .
فهل سيستحي الفهري و جماعته و يعلنوا نهاية هذا المسلسل الدرامي الرهيب , بتقديمهم لاعتذار رسمي للشعب المغربي , متبوع باستقالة جماعية , و مختومة بطابع المحاسبة ؟ ام ان الحدث سيمر مرور الكرام , ليتكرر من جديد مشهد عفا الله عما سلف ؟
عبدالاله بوسحابة : هبة سبور