أدانت الغرفة الجنائية الابتدائية بالناظور، أول أمس (الخميس)، فؤاد المرزوقي، ذو الجنسيتين المغربية والهولندية، بالسجن المؤبد اثر متابعته بقتل هولنديتين مسنتين داخل منزل إحداهما بمدينة نيج ميجون قبل ثماني سنوات.
وأسدلت استئنافية الناظور الستار على واحدة من القضايا التي استأثرت باهتمام الإعلام الهولندي، لدرجة تخصيص برامج تلفزيونية ومواقع أنترنيت للمساعدة في إيقاف المغربي المولود سنة 1975، والذي عد، طيلة السنوات التي أعقبت تنفيذه جريمة القتل المزدوجة، أكبر المجرمين المطلوبين بالأراضي المنخفضة.
وجاء اعتقال المرزوقي، إثر تعاون أمني بين السلطات المغربية ونظيرتها الهولندية، بعد نشر «الأنتربول» مذكرة بحث على الصعيد الدولي، لإيقافه.
وبتاريخ 12 فبراير 2010، أوقف المتهم من قبل عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن الناظور بفندق بالدار البيضاء، بعد تعقب صديقته التي حلت من هولندا لملاقاته بالمغرب، اذ تم تتبع تحركاتها بعد دخولها التراب الوطني إلى أن حلت بالبيضاء حيث التقت بالمرزوقي ليتم إيقافه ونقله إلى مصلحة الشرطة القضائية، قبل إحالته على استئنافية الناظور.
ورفضت السلطات المغربية تسليم الموقوف إلى السلطات القضائية الهولندية، بحكم أن المتهم يحمل الجنسية المغربية، وأن الدستور المغربي وقانون المسطرة الجنائية لا يسمحان بتسليم المواطنين المغاربة إلى السلطات القضائية الأجنبية.
وعلى ضوء تلك المعطيات، تم التنسيق بين وزارتي العدل المغربية والهولندية، فتوصل القضاء المغربي بملف الشكاية الرسمية، طبقا للفصل 748 من قانون المسطرة الجنائية، والذي يتضمن جميع إجراءات البحث والمتابعة المنجزة بهولندا، لمحاكمة المعني بالأمر أمام القضاء المغربي وطبقا للقانون الجنائي المغربي.
وانتهى البحث إلى أن المتهم حل بالمغرب أربعة أيام بعد وقوع الجريمة في هولندا، إذ تمكن من مغادرة البلد الذي نفذ فيه الجريمة قبل الوصول إلى تحديد هويته.
وكان المتهم، حسب المعطيات التي توصلت بها المصالح الأمنية، ارتكب في 7 فبراير 2003 جريمة قتل مزدوجة راحت ضحيتها مسنتان هولنديتان داخل منزل إحداهما، حيث تلقتا العديد من الطعنات بواسطة سلاح أبيض، وتبلغ الأولى من العمر 76 سنة والثانية 80 سنة. وانتهت أبحاث الشرطة الهولندية إلى وجود بصمات المتهم حامل الجنسية المزدوجة، وأيضا إلى وجود بقع دم أكدت تحاليل الحمض النووي أنها تخصه. وكانت دوافع المتهم لارتكاب الجريمة هي السرقة.
يشار إلى أن الإعلام الهولندي خص هذه القضية بتغطية إعلامية واسعة، كما تم تخصيص حلقات عديدة من برنامج تلفزيوني شهير لمقتل المسنتين، ومطالبة المواطنين بمساعدة الشرطة في إيقاف الجاني أو الجناة، إذ كان البرنامج يعرض رقما هاتفيا خاصا بالشرطة للمساعدة في ذلك.