موسى ماريا فلسطيني يعيش في الضفة الغربية وبالتالي ليس له حق قانوني في التصويت في الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري الثلاثاء المقبل، الا ان ناخبا اسرائيليا سيدلي بصوته لصالح القائمة التي يختارها موسى تعبيرا عن احتجاجه على الديموقراطية الاسرائيلية.
ويشارك موسى في مشروع “الديموقراطية الحقيقية” وهي مبادرة مشتركة اطلقها نشطاء سلام اسرائيليون وفلسطينيون تنص على “تبرع” مواطنين اسرائيليين باصواتهم لفلسطينيين.
وبناء على ذلك فان موسى سيصوت من خلال شاحاف وايزبين لصالح حزب “بلد” العربي الاسرائيلي. وقد طلب من وايزبين التصويت للحزب لاظهار دعمه لحنين الزعبي العضو في الحزب والتي واجهت الشهر الماضي محاولات استبعادها من الانتخابات النيابية المقبلة.
وقال موسى ماريا لفرانس برس “الاسرائيليون حاولوا منعها من دخول الكنيست، واعتقد انها تحتاج الى الدعم، واذا علمت بان بعض الفلسطينيين يدعمونها كذلك، فان ذلك سيجعلها تشعر بانها اقوى”.
وفي الثالث من يناير اعلنت وايزبين انها ستتبرع بصوتها لان “ملايين الفلسطينيين يتاثرون مباشرة بقررات وافعال الحكومة التي اعطيت انا (الفرصة) لاختيارها”. وكتبت على صفحتها على فيسبوك “هذه ليست ديموقراطية، انها نظام فصل عنصري”.
وسيتبرع الناشط الاسرائيلي شمري زاميريت (28 عاما) الذي ساعد في اطلاق المبادرة، بصوته الى فلسطيني يبلغ من العمر 19 عاما طلب منه مقاطعة الانتخابات التي ستجري في 22 يناير. وصرح زاميريت لفرانس برس “افضل التصويت، ولكنني ارى هذه طريقة شرعية لرؤية الموضوع”.
واضاف “من المنطقي تماما القول ان هذا النظام غير شرعي مطلقا بحيث ان المشاركة فيه تعطيه المشروعية”. ويقول الناشطون الذين يقفون وراء هذه المبادرة انها تهدف الى تحدي النظام الذين يعتبرونه غير ديموقراطي على الاطلاق.
ويقول الناشطون في بيان يوضح مهمتهم “الحكومة الاسرائيلية تحكم مواطنين فلسطينيين، ولكنها ليست مختارة من قبلهم. وهذا شيء غير ديموقراطي. الديموقراطية تعني حكم الناس من اجل الناس”.
ويأمل زاميريت بان تجذب المبادرة الانتباه الى ما يصفه بانعدام الديموقراطية في الامم المتحدة ويدعو الى اصلاح حق النقض (الفيتو) واعادة تنظيم الامم المتحدة على خطى الاتحاد الاوروبي.
وقال “كاسرائيلي فانني اعارض حكومتي، وليس لي صوت في الامم المتحدة. اذا نظرت الى الاتحاد الاوروبي على سبيل المثال فان احزاب العمارضة ممثلة، ولكن في الامم المتحدة فان الحكومة فقط هي الممثلة”.
واضاف ان المبادرة استقطبت “الاف” المشاركين كما استقطبت الكثير من الانتقادات من الاسرائيليين وغيره على الفيسبوك. كما كان بعض الفلسطينيين متوجسين من المبادرة وبعثوا برسائل دعم خاصة، الا انهم رفضوا الارتباط علانية بالحركة الاسرائيلية الفلسطينية. وقال “من الصعب على الناس المشاركة في شيء يعتبر شراكة اسرائيلية فلسطينية مشتركة. هم خائفون بان ينظر اليهم وكانهم عملاء”.
وحتى مع الادلاء بصوت موسى ماريا، الا ان العديد من السكان العرب في اسرائيل، وهم الفلسطينيون الذين بقيوا في ما اصبح يعرف بعد عام 1948 باسرائيل واحفادهم، سيقاطعون الانتخابات لاسباب سياسية او لمجرد اللامبالاة.
واشارت بعض استطلاعات الراي الى ان اقل من 50 بالمئة من العرب الاسرائيليين سيدلون باصواتهم في انتخابات 22 يناير، وهو ما يقول موسى ماريا بانه خطأ فادح. واوضح “رسالتي لهم انه اذا كانت هناك اية مشكلة، فان العثور على الحل يتطلب ان تكون في الداخل”.
وقال “اذا قاطعوا الانتخابات داخل اسرائيل، فهذا معناه انهم سيخسرون .. واذا كان لديهم مكان في الحكومة فان ذلك سيمنحهم فرصة افضل لفعل شيء ما. وحتى لو لم يتمكنوا من ان يفعلوا الكثير، فانه سيكون لهم صوت”.