الانتخابات على الأبواب… كرة القدم في الريف والشرق تتحول إلى ساحة صراع سياسي
سبور ناظور – عماد الذهبي
مع اقتراب موعد الانتخابات، يدخل الموسم الكروي المقبل مرحلة جديدة من التوتر والصراع غير المعلن، حيث تتحول الفرق المحلية، خصوصًا في أقاليم الريف والجهة الشرقية، إلى أدوات انتخابية في يد منتخبين يسابقون الزمن لتلميع صورتهم أمام الرأي العام.
تستعد العديد من الأندية بالمنطقة لاستقبال دعم مادي مفاجئ من جهات مختلفة، بعد سنوات من التهميش والأزمات المالية، في مشهد يرى فيه المتتبعون حملة انتخابية سابقة لأوانها. الفرق التي كانت تعاني في صمت أصبحت فجأة محط اهتمام سياسي كبير، والنتائج الإيجابية التي حققتها مؤخرًا حولتها إلى ورقة ضغط انتخابية ثمينة.
الحسيمة: كرة القدم في قلب المعركة في إقليم الحسيمة، اشتعلت المنافسة بين برلمانيين حاليين وأعيان محليين على خلفية صعود فريق شباب الريف الحسيمي إلى القسم الأول هواة، واستعداد اتحاد إمزورن لخوض مباراة السد الحاسمة بالقصر الكبير. السباق نحو “التهنئة والدعم” كشف عن نوايا انتخابية صريحة، خصوصًا أن هذه الأندية لم تلق أي دعم حين كانت ترزح تحت وطأة الأزمات وسوء التدبير.
نواب في البرلمان سارعوا للإعلان عن مساهمات مالية والتكفل بمصاريف التنقل والإيواء، في محاولة واضحة لاستقطاب تعاطف الجماهير، وسط تساؤلات عن غيابهم في فترات الشدة.
الناظور والدريوش… المشهد يتكرر في الناظور، تعيش الساحة الكروية وضعًا مماثلًا، حيث بدأت بوادر الصراع تطفو إلى السطح. نادي فتح الناظور ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المكتب المسير وسط إكراهات مالية، يجد نفسه في مرمى الانتقادات بدلًا من الدعم. وفي الدريوش، عاد برلماني سابق من بين الأثرياء المحليين إلى الواجهة، محاولًا ركوب موجة الفريق الذي يحظى بتطلعات جماهيرية كبيرة.
أما الهلال الناظوري، فهو بدوره يعيش تحت ضغط التحديات، في ظل قيادة رئيسه عبد الرحيم هربال الذي يكن حبًا صادقًا للنادي، و هو لا يحمل طموحات سياسية مستقبلية. ورغم كل هذا، فإن جماهير النادي تكتفي بدور المتفرج، دون أن تقدم دعمًا له وتمنعه من الاستقالة
ظاهرة تتكرر وطنياً ما يحدث في الريف والشرق ليس استثناءً، بل هو جزء من ظاهرة وطنية بدأت تتكرر مع اقتراب كل استحقاق انتخابي. الفرق الصاعدة والمجتهدة تتحول فجأة إلى “منجم شعبي” يسيل لعاب السياسيين، الذين يظهرون عند الفوز ويختفون عند الأزمات.
رؤساء الأندية الكبرى أنفسهم ليسوا بعيدين عن هذا السياق، إذ يزاوج أغلبهم بين العمل الكروي والسياسي، مستفيدين من شعبية فرقهم للتأثير في المشهد الانتخابي. الكثير منهم يحملون صفات برلمانيين أو رؤساء جماعات، ويستعدون بدورهم للاستحقاقات المقبلة بكل ما لديهم من أوراق رياضية وسياسية.
العصبة في الانتظار داخل العصب الجهوية، يُنظر إلى هذه الفترة على أنها “الموسم الذهبي”، حيث تُفتح الأبواب المغلقة وتُحرّك الملفات الراكدة،