تحرص جبهة البوليساريو الانفصالية بشكل لافت، في الآونة الأخيرة، على اغتنام أية فرصة سانحة لتكشف عن نواياها العسكرية والعدائية اتجاه المغرب، ومن ذلك قيام ميليشياتها قبل أيام قليلة باستعراض “عسكري” من طرف ما يسمى “جيش التحرير الشعبي الصحراوي”.
ولا يفوت إعلام البوليساريو الفرصة للنفخ في ما يعتبره استعداد الجنود عبر التكوين والتدريب على شتى فنون القتال، كما بدا جليا حرص زعيم الجبهة الانفصالية محمد عبد العزيز على حضور أصغر تلك الاستعراضات التي لا تعدو أن تكون حركات رياضية تعتمد على القوة البدنية وخفة الحركة، مادامت لا ترقى إلى تدريبات عسكرية عصرية كما هو الحال في الجيوش العصرية المتطورة.
وأكدت وسائل إعلام الجبهة الانفصالية، سواء مواقع إلكترونية كانت أو إذاعات، بأن هذه الاستعراضات العسكرية لما يسمى جيش البوليساريو، تدخل في سياق “الجهود لتطوير وعصرنة القدرات القتالية والتكتيكية للمقاتل الصحراوي”، وفق اللغة العسكرية الخشنة التي دأب عليها البوليساريو.
وفي السياق ذاته ركزت عدد من وسائل إعلام البوليساريو أخيرا على التنقيص من أهمية وإستراتيجية الأحزمة الدفاعية للمغرب، واعتبرتها “فخا للجيش المغربي أكثر مما هي في صالحه، وأنها عاجزة عن تحقيق أي مردود عسكري”، بحسب تعبير البوليساريو.
وأفادت وسائل الإعلام التابعة للبوليساريو الانفصالية بأن “الأحزمة الدفاعية هذه لم تقدر على حماية الجيش المغربي، كما أنها بعثرت وشتتت جهود القوات المغربية على جبهة طولها أكثر من 2000 كلم، مع ما سيتبع ذلك من مشاكل في النقل والإمداد”، غير أن هذه الأطروحات مردودة على أصحابها باعتبار أن الحائط الرملي بالمنطقة، والمُزوَّد بأحدث الآليات التكنولوجية، يستحيل اختراقه أو القيام بهجومات انتحارية عليه، وفق ما صرح به خبراء عسكريون وسياسيون من قبل لهسبريس.