شنت، مؤخرا ،جريدة الشروق الناطقة باسم جنرالات الجزائر ،الذين حكموا الجارة الشرقية بيد من حديد ، منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ، هجوما قويا و مجانيا على المغرب و المغاربة .
حيث أوردت،و من باب الافتراء ، في إحدى مقالاتها ان المواطنين المغاربة الذين تظاهروا ببني انصار، عقب تشييع جنازة المرحوم محمد سليمان ،كانوا يعتزمون اللجوء إلى الجزائر ،و كأن هذه الدولة ،التي تصل فيها معدلات البطالة و الفقر الى مستويات مخيفة ،باتت فردوس القرن ال 21 التي يحلم بها المغاربة ، و إمعانا في العداء المجاني ،قالت الجريدة ان بني انصار تبعد عن الحدود الجزائرية ب50 كلم ،و ان سكانها يعيشون على أرباح تجارتهم في المواد المهربة من الجزائر التي وصفتها بالمدعمة من قبل الدولة ، كما ادعت أيضا ان المتظاهرين رفعوا شعارات ضد حكومة عبد الإله بنكيران ،في حين الأخير ليست له أية حكومة في الوقت الراهن ،و أن الحكومة التي تقوم بتصريف الأعمال في انتظار تشكيل زعيم حزب المصباح لحكومة جديدة هي حكومة عباس الفاسي .
و من خلال استقراء هذه الترهات التي دبجت بها هذه الجريدة عددها الصادر في 15 دجنبر الجاري، تتبين بالملموس نيتها المبيتة في تشويه سمعة المغرب بأية وسيلة كانت ،حتى و لو تطلب الأمر استعارة حقائق وهمية من مخيلة كاتب المقال . ربما تنتظر هذه الجريدة ان يهب المغاربة لاجئين الى الجزائر بحثا عن أشكال الاضطهاد و الفقر و انعدام المساواة و القمع العسكري التي تذيقها السلطة العسكرية ،التي بات جريدة الشروق بوقها الرخيص، للإخوة الجزائريين الذين بالمناسبة و من خلال تعليقاتهم على المقال الذي وضعته هذه الجريدة في موقعها الالكتروني، عبروا بكل صدق على متانة أواصر الأخوة و التضامن التي لازمت و منذ الازل العلاقة بين الشعبين الشقيقين، و نادوا بضرورة استثمارها في الانطلاق الى الامام ،و إنشاء تكتل قوي قادر على مجابهة تحديات العولمة و الأزمات العالمية .
و في عدد أخر نشرت ذات الجريدة ان حادث إطلاق النار الذي شهدته قنصلية الجزائر قبل يومين ما هو الا سيناريو مختلق و مدروس ،نشرته الصحافة المغربية ردا على نشر الجريدة المذكورة لما أسمته حقائق حول وفات المرحوم محمد سليمان احتراقا ،و التي اشرنا إليها أعلاه و أبرزها تهديد المتظاهرين باللجوء إلى الجزائر .
و قد صاغت الجريدة المذكورة سيناريوهات جديدة حول حادث إطلاق النار الذي شهدته قنصلية الجزائر بوجدة ،حيث كتبت نقلا عن مصادر من عسكر الجزائر ان » الجزائري ـ الذي أطلق النار أمام قنصلية بلاده ،ولدى توجهه نحو مقر القنصلية طالبا مقابلة قنصل الجزائر بوجدة أقدم عنصرا الحراسة على إطلاق رصاصات تحذيرية في الهواء -في سيناريو مدروس للفت الرأي العام- قبل أن يتم استدعاء مصالح الأمن التي اقتادت المواطن الجزائري للتحقيق معه قبل أن تخرج ذات المصادر عبر عقد ندوة صحفية » .
و ذلك إمعانا منها في تزييف الحقائق بهدف مهاجمة المغرب .وهو ما يكشف بالملموس لمن لازال في حالة شك ،ان الجزائر تمتلك وجهين مختلفين ،وجه تضع عليه ابتسامة مصطنعة و تعد بمستقبل مضئ للعلاقات بين الطرفين الجزائري و المغربي ، و وجه اخر ماكر يكن كل العداء للملكة و شعبها و هو وجهها الحقيقي ، على اعتبار ان كل ما قيل بخصوص قضية سليمان و إطلاق النار بقنصلية الجزائر بوجدة ،جاء على لسان جهات موالية لعسكر الجزائر ،و هي جهات صحفية و أمنية تنطق من عمق النظام العسكري الجزائري العتيق .
يذكر ان الجارة الشرقية شنت مؤخرا سلسلة هجومات غادرة على المغرب ،سواء من خلال الصحافة او عبر قنوات الظلام في اروبا ،التي استطاعت إقناع برلماني الاتحاد الاروبي ،بوسيلة او بأخرى، بالامتناع عن المصادقة على تمديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب ،بداعي كون نطاقها البحري يشمل أراضي متنازع عليها ،و لمزيد من الضربات تحت الحزام ،تستعد الجزائر حاليا لإقامة اكبر احتفال سنوي لمرتزقة البوليزاريو ببلدة تيفاريتي المغربية ،من أموال الإخوة الجزائريين ،الذين يقضي اعداد منهم نحبهم في مياه المتوسط بعد رحلات يائسة في اتجاه الفردوس الاروبي ،هربا من الفقر و المهانة (انظر القصاصة اسفله نشرتها نفس لصحيفة).
و لعل التطورات الأخيرة في العلاقات المغربية الجزائرية ،تعتبر تحديا جديدا لحكومة بنكيران القادمة ، تأسيسا على حقيقة واحدة و هي ان الحكام الجزائريين لا يؤتمن جانبهم و لو صبغوا بالعسل القح ، يأتي الشر منهم من حيث لا نحتسب ،و لذلك يبقى من الضرورة بمكان التعامل مع قضية الحدود الشرقية بمنطق صارم و من موقع قوة ، فالمغاربة لا يحتاجون إلى أية فائدة مغلفة بالاسترضاء تأتي من حكام بلد المليون شهيد ، لكن عادة ما يبقى للسياسةكلام آخر و تظل مفتوحة على كل الاختيارات
ناظوريف