تبدو كل الوسائل القانونية متاحة لإثارة اهتمام الناخبين في الناظور، بدءا من اللقاءات الفردية المباشرة والندوات الصحافية وتوزيع المنشورات وتنظيم المواكب، ووصولا إلى ما باتت تفرضه المرحلة من استثمار بعض المرشحين للإمكانيات التي تمنحها مواقع التواصل الإجتماعي على الأنترنت، ولا سيما الفايسبوك.
ويعتقد بعض المرشحين، الذين يبدون إصرارا على استنفاذ أقصى الجهود في هذه المنافسة الإنتخابية، أن الأنترنت، باعتبارها منبرا جديدا للتواصل، تمنحهم إمكانية استهداف شريحة خاصة من الناخبين، ولا سيما أصوات الشباب الواعي الكفيلة بأن تصنع الفارق يوم الإقتراع.
وبعيد انطلاق الحملة الإنتخابية لإقتراع 25 نونبر، ظهرت صور وكلاء لوائح أحزاب التقدم والإشتراكية، والأصالة والمعاصرة، والنهضة، والحركة الشعبية على الملصقات في شوارع المدينة، وأيضا على صفحات الفايسبوك.
غير أنه بعد مرور عشرة أيام على نشر تلك الصفحات على الأنترنت، لم يتعد عدد متصفحيها العشرات، وهو ما اعتبره معظمهم، فضلا عن الزوار، دون العدد المتوخى.
ويعزو البعض ذلك إلى كون صفحات الفايسبوك بالنسبة لمعظم المرشحين في دائرة الناظور لم تقدم جديدا وظلت محصورة في نطاق “تسجيل الحضور” بعيدا عن كل منطق إستباقي حقيقي قائم على أساس مخاطبة المرشح للناخبين والتواصل معهم من أجل الدفاع عن وجهات نظره وبرنامجه.
ويؤكدون أن ذلك هو “جوهر استراتيجية التواصل على الأنترنت في زمن الحملة الإنتخابية”.
كما أن نسخ مقالات صحافية وتحميل صور (تقنية نسخ-لصق) ونشر معلومات شخصية والبرنامج الإنتخابي على صفحة الفايسبوك يعني، بالأحرى، نوعا من خلط “القديم بالجديد”.
وفي الواقع فإن هذه الصفحات “الجامدة” لا تختلف في شيء، من حيث الجوهر، عن ملصق أو منشور تعريفي يتم توزيعه بمناسبة الحملة الإنتخابية بحكم أنها تعيد، بنفس التفاصيل تقريبا، ذات المعلومات حول المرشح، بما في ذلك سيرته وبرنامجه وحواراته الصحافية.
وعلى الرغم من أن ملاحظين محليين يقللون من تأثير صفحة فايسبوك على نتائج الإقتراع بسبب العدد المحدود لمستعملي الأنترنت على مستوى إقليم الناظور، فإنهم يعتبرون أن استراتيجية متماسكة ومدروسة جيدا للتواصل على الأنترنت (وهو ما تفتقر إليه الحملة الإنتخابية حاليا) كفيلة بأن تصنع الفارق بحكم أن تقاسم الأصوات بين المرشحين في الناظور كان يتم غالبا في أضيق الحدود.
ويتنافس سبعة عشر حزبا على مستوى إقليم الناظور لشغل أربعة مقاعد في مجلس النواب.
وصرح عدد من وكلاء اللوائح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الحملة الإنتخابية بدت خاملة في البداية وهي تنتعش تدريجيا، على أنها تمر لحدود اليوم في ظروف جيدة.
كما أفاد مصدر مقرب من السلطات المحلية أنه باستثناء بعض “المناوشات البسيطة هنا وهناك” بين مؤيدي بعض الأحزاب المتنافسة، لم يتم تسجيل أي حوادث كبيرة.
ويتوجه 225 ألف و119 ناخبا في إقليم الناظور، يوم 25 نونبر المقبل، إلى 660 مكتبا للتصويت لاختيار ممثليهم في مجلس النواب.
وتتنافس في هذه الإنتخابات التشريعية على مستوى إقليم الناظور أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة، والحركة الشعبية، وجبهة القوى الديموقراطية، والإتحاد الدستوري، والعدالة والتنمية، والعهد الديموقراطي، والإصلاح والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار.
كما تدخل غمار التنافس لشغل المناصب المخصصة للإقليم أحزاب البيئة والتنمية المستدامة، واليسار الأخضر، والنهضة والفضيلة، والنهضة، والحزب المغربي الليبرالي، والوحدة والديموقراطية.