الطاوسي يضع النقاط الاساسية لمشاركة المنتخب في العرس الافريقي

1 نوفمبر 2012
الطاوسي يضع النقاط الاساسية لمشاركة المنتخب في العرس الافريقي

الطاوسي يضع النقاط الاساسية لمشاركة المنتخب في العرس الافريقي

لى قدر ثقته من أن القرعة وضعت الفريق الوطني في أفضل مجموعة ممكنة حيث تتقايس المنتخبات وتتقارب حظوظها، فإن الناخب الوطني رشيد الطوسي لم يغيب جانب الحذر والإحتياط في تعاطيه مع ما أفرزته القرعة، ذلك أن وجود الفريق الوطني في مجموعة يقف على رأسها منتخب جنوب إفريقيا البلد المستضيف ويوجد بها أيضا منتخب شائك مثل أنغولا ومنتخب يمثل للكرة الإفريقية الوجه الصاعد مثل الرأس الأخضر يحتم التعاطي بنوع من الإتزان مع المجموعة، لذلك فإن رشيد الطوسي يرفض أن يبيع نفسه ويبيع المغاربة الوهم، هو يقول بأنها مجموعة صعبة، وبأن أولى رهانات الأسود هو تخطي الدور الأول.

 إستمعنا إلى النبض الآخر للناخب الوطني بعد أن جرى ترتيب الأفكار وتعرفت على الملامح الأولى لخارطة الطريق التي يضعها رشيد الطوسي ليتحقق حلم الأسود وحلم المغاربة بإنجاز كأس إفريقية جيدة، تطابق الفريق الوطني مع ذاته وتعطيه أخيرا الصورة المرتسمة في ذاكرة الأفارقة.

– بالعودة إلى التصريحات الأولية التي أطلقتها بعد عملية سحب القرعة نجد أنك كنت إلى حد ما مرتاحا لوجود الفريق الوطني في مجموعة تضم منتخبات جنوب إفريقيا، أنغولا والرأس الأخضر، الآن وبعد الإستقراء العميق، هل ما زلت على قناعة من أن الفريق الوطني وقع في مجموعة سهلة؟

الطوسي: أن أكون مرتاحا لما أفرزته القرعة لا يعني بالضرورة أن هذه المجموعة التي وقعنا فيها يمكن وصفها بالمجموعة السهلة، سيكون من الجني على النفس أن نخطئ في حق الآخرين وفي حق أنفسنا، الكل يعرف أن المنتخبات التي وصلت إلى الأدوار النهائية لم تأت إليها بالصدفة، بل إنها لعبت مباريات فاصلة وإقصائية لتحقق تأهلها، وبالتالي فإننا نوجد اليوم أمام منتخبات قوية، هي الأفضل على الساحة الإفريقية، قد تكون هناك منتخبات كبيرة غائبة مثل مصر، الكامرون والغابون أيضا التي نظمت كأس إفريقيا للأمم السابقة بمعية غينيا الإستوائية والسينغال، إلا أن هذا لا يعني أن من يؤثث فضاء الدورة 29 ليسوا من أفضل المنتخبات الإفريقية.

من الطبيعي أن نتوقع مجموعات متفاوتة ولكنني أؤكد على أنها جميعا مجموعات قوية سيكون الصراع بداخلها على أشده للمرور إلى الدور الثاني.

–  ولكن هذا لا يعني أنك لم تكن سعيدا بتفادي منتخبات قوية مثل كوت ديفوار أو غانا وحتى نيجيريا؟

الطوسي: مصدر السعادة هي في أن يخدمك الحظ أحيانا بأن يجنبك مجموعات تكون على درجة كبيرة من القوة كما هو الحال مثلا في المجموعة الرابعة التي تتواجد فيها منتخبات من العيار الثقيل (كوت ديفوار، تونس والجزائر)، ولكن دعني أؤكد لك بأن مجموعتنا ستكون صعبة للغاية، تضاريسها وعرة وهيكلها صلب والطريق فيها إلى الدور الربع نهائي شائك وشاق، لذلك علينا أن نكون بكامل الحذر في التعامل مع المباريات وفي التسمية التي تستحقها هذه المجموعة، فالمنتخبات الأربعة متقايسة بشكل كبير، قد يكون منتخب جنوب إفريقيا الأوفر حظا بحكم وجوده على أرضه وبين جماهيره، إلا أن لا شيء يجزم بأنه مؤهل بشكل مسبق، فهناك ثلاث مباريات سيلعبها كل منتخب عليه أن يجمع فيها ما يكفيه من النقاط ليضمن تأهله إلى الدور الثاني.

– لم يكن الفريق الوطني محظوظا في آخر أربع دورات نهائية لكأس إفريقيا للأمم وهو يتواجد في نفس مجموعة منتخب البلد المضيف، ألا يشكل وجودنا في مجموعة جنوب إفريقيا هاجسا لك؟

الطوسي: لا أريد أن نجعل من هذه الأشياء خيوطا ننسج عليها عقدا وهمية، ما كان في الدورات الأربع الأخيرة له ظروفه وملابساته، ومنظورنا إلى مجموعتنا في كأس إفريقيا للأمم القادمة سيتأسس بالتأكيد على مقاربات مختلفة لها طبيعة فنية ونفسية وإستراتيجية، لا نقلل من شأن أي منتخب ولا نعطي لأنفسنا حجم أكبر مما هو لنا والأكيد أننا سنخضع مشاركتنا في الكأس الإفريقية لتحليل عميق يجمع بين ما هو علمي في التهييء والتحضير النفسي والبدني وبين ما هو تقني في إعطاء الفريق الوطني الشخصية التي تلائمه والتي تعطيه القدرة على صنع الفارق وفرض الذات، لذلك لا أتصور أنني منشغل بوقوع الفريق الوطني في نفس المجموعة التي يوجد بها منتخب بافانا بافانا بقدر ما أنا منشغل بتهييء المباريات الثلاث وبالوصول إلى جوهانسبورغ في أفضل جاهزية فنية، نفسية، بدنية وتكتيكية.

– ربما من حظ الفريق الوطني أن البرمجة وضعته في مواجهة جنوب إفريقيا في المباراة الثالثة، ما يعني أن تأهله إلى الدور الثاني يمكن أن يحسم بتحقيق الفوز على أنغولا أولا ثم الرأس الأخضر ثانيا؟

الطوسي: هذه قراءات ذات طبيعية إستباقية، أنا أحبذ أن أضع مشاركتنا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في إطار جماعي لا يمايز بين المباريات، صحيح أنك عندما تفوز في أول مباراة تكون قد وقعت على أفضل بداية ممكنة، لأن ذلك يعطيك أجنحة لتحلق بعيدا، وطبعا إذا أمكننا الفوز في أول مباراة بجوهانسبورغ على منتخب أنغولا وهو منتخب صعب المراس ما في ذلك أدنى شك، فإن ذلك سيحفزنا لتحقيق فوز ثان على منتخب الرأس الأخضر الذي أعتقد أنه سيكون الحصان الأسود للمجموعة بفعل ما شهده في السنوات الأخيرة من طفرات نوعية وبدليل أنه ما تأهل للأدوار النهائية إلا بعدما أقصى عيارا ثقيلا هو الكامرون، وبجمعنا لست نقاط من مباراتين نكون قد وضعنا قدما أو القدمين معا في الدور الموالي.

– لا بد وأنك قبل عملية سحب القرعة كنت تضع سيناريوهات محتملة، هل أفرزت القرعة السيناريو الأمثل لك؟

الطوسي: قبل لحظات من بداية عملية سحب القرعة كنت في حديث مع وسائل الإعلام جنوب إفريقية، سئلت منها عن المجموعة التي أفضل الوقوع فيها، فقلت لهم أفضل أن ألعب مع جنوب إفريقيا في مجموعة واحدة، بل وقلت لهم أنني أتوقع أن تكون مباراتهم الأولى التي ستفتتح كأس إفريقيا للأمم 2013 أمام منتخب الرأس الأخضر، عموما أعتقد أن القرعة أعطتنا أفضل مجموعة يمكنها أن تحفظ لنا كل الحظوظ.

– كيف ترتب الأولوليات قبل دخولك غمار منافسات الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم، والتي ستكون الأولى في مشوارك المهني؟

الطوسي: لست من الذين يبيعون جلد الدب قبل قتله، ولست من الذين يضغطون على أنفسهم برفع سقف الأحلام إلى الدرجة التي يتحول فيها ذلك إلى ضغط نفسي رهيب قد يخنق شريان العمل، أنا من خلالكم أؤكد أننا ذاهبون إلى جنوب إفريقيا لنحقق الرهان الأول الذي هو المرور إلى الدور الثاني، وعملية المرور كما تعرفون لها قواعدها وشروطها وضوابطها أيضا، هناك ثلاث مباريات يجب أن نلعبها في مناخات مختلفة وبمتطلبات تكتيكية مختلفة، علينا أن نجمع فيها ما يكفينا من النقاط لنكون أول أو ثاني المجموعة، وطبعا إذا وفقنا الله سبحانه وتعالى في كسب الرهان الأول الذي هو عبور الدور الأول فإن طموحنا بالتأكيد سيصبح كبيرا لا حدود له، عموما أنا متفائل وأملي كبير أن نوفق في وضع كل شروط النجاح إلى جانبنا لأن هذا هو ما يجب التركيز عليه في مرحلة التحضير القادمة.

– على ذكر التحضير للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، هل وضعت خارطة طريق؟

الطوسي: تعرفون جيدا أن توقيت إجراء منافسات كأس إفريقيا للأمم يفرض وضع خارطة طريق من نوع خاص، كما أن الطبيعة المناخية التي ستميز جنوب إفريقيا في تلك الفترة تفرض أن نخضع التحضير البدني والتقني لمقاييس علمية دقيقة، مثلا سنلعب مباراتنا الأولى أمام أنغولا بمدينة جوهانسبورغ المعروفة بارتفاعها عن سطح البحر وأيضا برطوبتها، وبعد ذلك سنتوجه إلي دوربان التي توجد على سطح البحر لنلعب مباراتينا الأخريين أمام الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا، هذا يفرض أن نتهيأ بشكل يضمن أن لا نعاني من أي مشاكل على مستوى الضغط الجوي، وعلى مستوى كثافة الرطوبة، لذلك أفكر من الآن في أن ينقسم معسكرنا التحضيري إلى فترتين الأولى نخوضها في منطقة مشبعة بالرطوبة، وهنا تبرز منطقة الخليج العربي كأفضل منطقة ممكنة، والثانية نخوضها بجنوب إفريقيا لنستأنس بطبيعة الإرتفاع عن سطح البحر، لأننا بعد ذلك لن نعاني من مشاكل على مستوى التنفس عند نزولنا إلى سطح البحر، لأن الأكسجنة في مناطق مرتفعة عن سطح البحر تمت بطريقة جيدة.

عموما هذه مجرد رؤوس أقلام ولكنها في العمق معطيات طبيعية ومناخية سنستحضرها عندما نقرر بشأن خارطة الطريق التي ستوضع من أجل الوصول إلى أفضل إعداد بدني وتقني وتكتيكي ممكن.

– كانت لمباراة الموزمبيق خصوصياتها وطبيعتها، سيكون أمامك يوم 14 نونبر محك تجريبي لوضع الهيكل الجديد للفريق الوطني والذي ستحتكم إليه في وضع الممشى الخاص بالأسود الذي سيوصلهم بأفضل حالة ممكنة إلى المونديال الإفريقي، كيف ستتعامل مع هذا المحك؟

الطوسي: بالطبع هو تاريخ مدرج في أجندة الفيفا ولا بد من إستغلاله على أكمل وجه، كانت لنا مقترحات وطلبات إلا أننا فضلنا إنتظار عملية سحب قرعة كأس إفريقيا للأمم لنحدد الطرف الأمثل الذي يمكن أن يشكل لنا محكا تجريبيا يقربنا من طبيعة المنافسين الثلاثة الذين كشفت عنهم القرعة، كان هناك توجه قبلي لملاقاة منتخب مالي، إلا أن مدربه إعتذر بحكم أن الكثير من لاعبيه الأساسيين مصابون وهو يفضل أن يواجه المنتخب المغربي بمنتخب مكتمل الصفوف، ثم توجهنا بعد ذلك إلى منتخب غانا على اعتبار أنه منتخب قوي ويمكننا أن نستفيد منه، إلا أن وجودنا في المجموعة الأولى ووجود غانا في المجموعة الثانية واحتمال أن يلتقي المنتخبان في الدور ربع النهائي جعلنا نغض الطرف عن مواجهة البلاك ستارز، لذلك تقرر أن تكون هذه المباراة أمام منتخب النيجر الذي له قواسم فنية مشتركة مع منتخبي أنغولا والرأس الأخضر.

بالطبع هذا المحك الودي سيكون مناسبة لقياس جاهزية عدد من اللاعبين واختبار آخرين لنتمكن من وضع الهيكل العام للمجموعة التي سنختار منها 23 لاعبا الذين سيحضرون نهائيات كأس إفريقيا للأمم.

–  هل ستستمر في برمجة معسكرات تحضيرية للاعبين الممارسين بالبطولة الإحترافية الوطنية؟

الطوسي: بالطبع لأن هذا موضوع في المخطط العام، فعندما نخضع لاعبي البطولة الوطنية الإحترافية لمعسكرات تدريبية منتظمة فإننا نرمي من خلال ذلك إلى تحضير العناصر الكفيلة باللعب للمنتخب الأول وأيضا إلى تهييء المنتخب الوطني المحلي الذي سيواجه منتخب تونس عن أول دور إقصائي لكأس إفريقيا للاعبين المحليين، وقد قطعنا خطوات كبيرة على طريق الإتفاق مع الأشقاء المصريين على إجراء مباراة ودية بين المنتخب المغربي للاعبين المحليين والمنتخب المصري في تاريخ سيتم الإتفاق عليه وقد يكون ذلك قبل متم السنة الحالية.

–  ختاما، هل حددت معالم أول مرحلة على طريق بناء خارطة الطريق للمونديال الإفريقي؟

الطوسي: تعدينا ذلك بكثير فالمرحلة الأولي بدأت من جنوب إفريقيا حيث تواجدت بمعية مدربي المنتخبات المتأهلة، وأمكنني الوقوف على حقائق كثيرة في عين المكان، بالطبع ستكون لنا كجهاز تقني يشرف على المنتخب الوطني إجتماعات مع الجامعة لنصل إلى أفضل صيغة ممكنة للبرنامج التحضيري للفريق الوطني ليكون متطابقا ومنسجما مع ما نطمح إليه ومع ما يفرضه النجاح عند اللعب في طقوس ومناخات مختلفة، وعموما نحن نراهن على المونديال الإفريقي ليكون بداية لإعادة تقويم شخصية الفريق الوطني الذي يبقى بتاريخه ومرجعياته ونجومه مفخرة لكرة القدم الإفريقية كما تأكدت بذلك هناك بجنوب إفريقيا عندما إلتقت عائلة كرة القدم الإفريقية بجميع فصائلها 

الاخبار العاجلة