مدرسة الجاحظ بالناظورالتي تم إنفاق ميزانية ضخمة من أجل إعادة بنائها مؤخرا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و التي أشرف جلالة الملك على إعطاء الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الحالي منها، أية بنية تحتية و أية احتياطات و تخطيط جدي و تفكير مسبق في كل ما يتعلق بهذه العملية، أية تنمية بشرية هذه منتظرة بعد هذا المنظر ؟! أية دراسات قبلية و تهييء جيد لقنوات تصريف المياه و الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل من أجل حماية المؤسسة و محيطها من مثل ما حدث صباح يوم السبت 26 نونبر 2011 ، و الضحية هم تلامذتها الذين أرعبوا و حرموا من الدراسة و ربما سيحرمون أياما و أياما إذا استمر الأمر على هذا الحال دون التدخل السريع للمسؤولين و السلطات المعنية لإصلاح أخطاء يدفع ثمنها هؤلاء الأبرياء الذين ندفع الغالي و النفيس من أجل مصلحتهم التي يجب أن تكون فوق أي اعتبار.
أمطار الخير الغزيرة التي شهدتها مدينتنا مساء البارحة و هذا اليوم حولت مخرج المؤسسة، في غياب تخطيط مسؤول لإعادة بناء هذه الأخيرة، إلى مسبح بمعنى الكلمة طال الساحة الخارجية للمؤسسة بأكملها رغم شساعتها و كذا الشوارع المحيطة بها، حتى داخل المؤسسة لم يسلم من تسرب المياه عبر أنابيب تدفع بقوة مياه الخارج نحو الداخل، مما زاد من خوف التلاميذ الذين بقوا ما يقارب الساعة و النصف محتجزين داخل المؤسسة و أمام بابها معية الأستاذات و حارس المؤسسة مذعورين قلقين و الأمر يزداد سوءا حينا بعد حين. هذا و نحن لا نزال في فصل الخريف و لم يحل فصل الشتاء بعد. فمن سيحمي هؤلاء الأطفال الذين لم يجدوا أمامهم لحمايتهم اليوم في مثل هذه اللحظات الحرجة غير الحارس و الأستاذات اللواتي بقين رفقتهم و لم يشأن المغادرة قبل إرسالهم و الاطمئنان عليهم، فقمن بالاستنجاد بأب تلميذة، أتى لاصطحابها على متن حافلة، ليصطحب معه بقية التلاميذ. و لم يجدوا طريقا يصلون به إلى المنقذ غير الدوس على الحديقة المحادية للمدرسة و التي كانت بدورها أيضا غارقة في المياه.
هذا هو حال مدرسة الجاحظ اليوم، التي يعتبرها العديد على أنها أفضل مؤسسة تعليمية عمومية من حيث التصميم على صعيد الاقليم، إن لم نقل على صعيد الجهة و حتى على الصعيد الوطني، و التي تمت إعادة بنائها من أجل سبب وحيد و وجيه ألا و هو عدم حرمان أطفال الأحياء المجاورة منها، لكن و في مثل هذه الظروف يحرم المتعلمون من الدراسة و يفقدون الأمن و الأمان.
أيها المسؤولون، كفاكم تماطلا في القيام بواجبكم خدمة لمصالحكم الشخصية على حساب هؤلاء الأطفال، لأنكم تهاونتم حقا حتى في أيسر و أبسط الأمور التي وعدتم بها ألا و هي حماية تلاميذ المدرسة من أخطار الطريق المجاورة، بوضع إشارة المرور التحذيرية لوجود أطفال مدرسة و تجديد ممر الراجلين الذي أكل عليه الدهر و شرب و لم يبق منه سوى بعض الخطوط القليلة الباهتة التي لا ترى إلا بعد تحديق من قبل المار أمامها و ليس حتى من سائقي السيارات. لا بأس سننسى كل هذا على أمل أن تحييوا ضمائركم و تراجعوا أنفسكم لتصحيح أخطائكم ، فكل امرئ خطاء و خير الخطائين التوابون، و ننتظر ما ستقدمونه لأطفال اليوم و شباب الغد.