عرفت إسبانيا نهاية الأسبوع المنصرم، مظاهرات احتجاجية ضدا الإجراءات التقشفية للحكومة الحالية التي يقودها ماريانو راخوي.
وعلى غرار العاصمة مدريد، خرج الآلاف من مواطني جهة كاتالونيا في مسيرات ووقفات حاشدة، في قلب العاصمة برشلونة وبقيادة أغلب الأحزاب الكاتالانية، وسط أصوات الصافرات وقرع الطبول، مخترقين أهم الشوارع الرئيسة ورافعين لافتات وشعارات منددة بحكومة الحزب الشعبي من قبيل “راخوي ارحل” و”راخوي، قلد البابا واستقيل” و”نريد ديمقراطية حقيقية”…..
يعتبر أغلب الغاضبين المحتجين أن الاجراءات الحكومية الحالية تساهم من تأزيم الوضع وتحاول تحسين الاقتصاد على حساب المواطنين بخفض قدرتهم الشرائية وانتشار البطالة، في حين لا تفعل الحكومة شيئا لمحاربة الفساد واستشرائه.
وفي هذا الصدد تقول “حنان الصروخ” ناشطة سياسية في حزب “الوفاق الديمقراطي الكاتالوني” (cdc) ومنحدرة من أصل مغربي: “إن عموم الشعب الاسباني كان يعيش في وهم واستيقظ من سبات عميق ليصدم بحقيقة الفساد المستشري في البلاد”، مستدلة في تصريحها بفضيحة الفساد الأخيرة التي يشتبه تورط الخازن السابق للحزب الشعبي الحاكم “لويس بارسيناس” فيها٬ إلى جانب قادة من الحزب.
غير أن أهم ما ميز هذه المظاهرات هي تجديد المطالب الداعية إلى الانفصال والاستقلال عن حكومة مدريد، والتي كانت انطلاقتها الشعبية في أضخم مسيرة عرفتها كاتالونيا في 11 شتنبر 2011، حيث أكد المتظاهرون في مسيرة الأحد الماضي على تأييدهم للاستقلال وترحيبهم بنص اعلان السيادة الكاتالونية الذي صادق عليه البرلمان الكتالوني الأربعاء الماضي في خطوة أولى نحو المطالبة باستقلال الاقليم ذو الحكم المستقل عبر استقلال شعبي سينظم لاحقا.
هذا الاستفتاء الذي يعلق عليه الرئيس الكاتلوني “أرتور ماس” آمالا واسعة من أجل الخروج من عنق الزجاجة إثر رفض “راخوي” لأي إصلاح ضريبي أو خطة مالية من شأنها الاضرار بالموازنة المالية وحرمانها من موارد ضريبية ضخمة تدفعها جهة كاتلونيا.
