المغرب يسابق الزمن لتجهيز ملاعبه ببنيات رقمية حديثة استعداداً لمونديال 2030
سبور ناظور – محمد بنعمرو
خوض المغرب سباقاً حاسماً لتأهيل ملاعبه الوطنية وفق المعايير التكنولوجية الصارمة التي تفرضها “الفيفا” من أجل احتضان مباريات كأس العالم 2030. من بين أهم الشروط، توفر بنية تحتية رقمية قوية تشمل “غرف الآلات” (salles de machines)، وهي فضاءات مخصصة لاستيعاب الخوادم ومعالجة البيانات وربط الملاعب بصبيب إنترنت عالي الجودة.
ورغم أن هذه التجهيزات لا تُعد ضرورية في تنظيم البطولات المحلية مثل الدوري المغربي أو كأس العرش، فإنها تُصبح أساسية عند الحديث عن تظاهرات عالمية كالمونديال أو منتديات دولية كـ”جايتكس أفريقيا”، الذي احتضنته مدينة مراكش مؤخراً.
قطاع الاتصالات يدخل على الخط لإنجاح التحدي
في هذا السياق، تسارعت وتيرة الأشغال بدعم مباشر من شركات الاتصالات الثلاث الكبرى بالمغرب، والتي اختارت تجاوز الخلافات التجارية فيما بينها، والانخراط في مشروع وطني مشترك هدفه تأهيل البلاد لاستضافة الحدث الكروي الأكبر عالمياً.
محمد بنيس، مسؤول بشركة “أورونج المغرب”، أكد خلال مشاركته في مائدة مستديرة نظمتها “Le Cercle des Eco” أن تزويد ملعب كرة القدم بإنترنت عالي الأداء يتجاوز مجرد توفير تغطية شبكة الجيل الرابع أو الخامس، بل يتطلب إعداداً هيكلياً شاملاً، قائلاً: “نحتاج إلى المزيد من اللواقط الهوائية، وربطها بالكهرباء، وهذا ليس سوى الجزء الظاهر من المنظومة.”
غياب البنيات الضرورية في الملاعب الحالية
وبلغة واضحة، شدد بنيس على أن الملاعب المغربية الحالية، قبل الشروع في مشاريع التهيئة الجارية، تفتقر إلى البنيات التحتية اللازمة مثل غرف الآلات، مؤكداً: “ليست لدينا حالياً ملاعب مجهزة لربط كل نقطة وصول بمأخذ للطاقة والألياف البصرية، وتثبيت الهوائيات بشكل فوري.”
وأوضح المتحدث أن خلف هذه الهوائيات توجد شبكات معالجة بيانات تتطلب خوادم موضوعة بشكل مدروس داخل غرف مخصصة، وهو ما يُعد التحدي الأكبر خلال مرحلة التجهيز.
رؤية استراتيجية بين القطاعين العام والخاص
تحليل بنيس يشير إلى أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص لإنجاز هذا التحول. فالدولة تضمن استثمارات البنية التحتية الأساسية، بينما تسهر الشركات على تكثيف شبكات الربط والتغطية، حيث قال: “لدينا اليوم حاجة إلى أكثر من زوج من الألياف البصرية لكل ملعب، لضمان المتانة وتفادي أي انقطاع أثناء المباريات.”
وأشار إلى ضرورة توفير الحد الأدنى من الصبيب كما ينص عليه دفتر تحملات “الفيفا”، مع الحرص على تغطية ليس فقط المدرجات، بل أيضاً محيط الملاعب، بما في ذلك مواقف السيارات وفضاءات المشجعين (Fan Zones)، وذلك من خلال تثبيت محطات متنقلة قادرة على نقل البيانات بكفاءة عالية.