المكتب المسير لهلال الناظور يُثبت حكمته في إقالة يوسف لمريني: قرار صائب قاد الفريق إلى المركز الرابع
سبورناظور : ياسين الدرقاوي
رغم الانتقادات الكثيرة التي رافقت قرار المكتب المسير لهلال الناظور بإقالة المدرب يوسف لمريني في مرحلة صعبة من الموسم، إلا أن الوقائع والأرقام أثبتت في نهاية المطاف صواب هذا القرار ونجاعته. فقد كان الفريق حينها يتخبط في مؤخرة الترتيب، محتلاً المركز الثالث عشر، بل وكان في الدورة 12 يقبع في المركز الأخير بفارق أربع نقاط عن المركز ما قبل الاخير، واستمر في قاع الترتيب لمدة ست جولات كاملة.
في خضم هذه الأزمة، جاء قرار الإقالة بعد هزيمة صادمة داخل الميدان أمام المتصدر شباب الفتح البيضاوي بهدفين دون رد، لتتم الاستعانة بالمدرب عبد الصمد بنور. وهو القرار الذي شكل منعطفاً حاسماً في مسار الفريق هذا الموسم، خاصة بعدما أرفقه المكتب بدعم معنوي ومادي مهم للطاقم التقني واللاعبين.
بداية جديدة ومسار تصاعدي
بقيادة عبد الصمد بنور، بدأت رحلة الهلال نحو الخروج من النفق المظلم بنتيجة ثمينة خارج الميدان أمام القدس التازي بهدف لصفر، لتكون أول انتصار في عهد المدرب الجديد وأول انتصار خارج الميدان طيلة الموسم. تلتها سلسلة من النتائج الإيجابية: تعادل داخل الميدان أمام أجاكس طنجة بهدف لمثله، ثم تعادل سلبي خارجه أمام وصيف البطل على أرضه، قبل أن يحقق فوزاً مهماً أمام نادي عمل بلقصيري بهدف لصفر بالملعب البلدي بالناظور.
الهلال واصل صحوته بالفوز الثاني خارج الديار أمام الوفاء الفاسي، ورغم الهزيمة الوحيدة أمام فتح ويسلان بمكناس، إلا أن الفريق عاد بسرعة ليفرض نفسه بقوة في سباق البقاء، حيث فاز داخل الميدان أمام الاتحاد البيضاوي في مباراة اعصاب حارقة، ثم اختتم مشواره بانتصار ثالث خارج الميدان أمام جمعية التكوين المهني.
حصيلة تُترجم النجاح
المدرب عبد الصمد بنور قاد الهلال في 8 مباريات، حقق خلالها 5 انتصارات (3 منها خارج الميدان)، وتعادلين، وهزيمة واحدة فقط. وهي حصيلة ممتازة، مكنت الفريق من القفز من المركز الأخير إلى المركز الرابع في ختام الموسم، في واحدة من أقوى “الريمونتادات” في بطولة الهواة.
قرار شجاع ونتيجة مشرفة
ما قام به المكتب المسير للهلال الناظوري ليس فقط قراراً إدارياً تقنياً، بل هو تعبير عن حكمة وبعد نظر، في وقت كانت فيه ضغوطات بعض الجماهير ضد التغيير خصوصا بعد التألق في كأس العرش. لكن الإصرار على إنقاذ الفريق وتحسين وضعيته كان أقوى، فكانت النتيجة رتبة مُشرِّفة في موسم صعب جدًا، بفضل العمل الجماعي، والجرأة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
هلال الناظور بهذا الأداء، أعاد الثقة لجماهيره، وأثبت أن حسن التسيير والقرارات المدروسة تبقى مفاتيح النجاح حتى في أحلك الظروف، وجماهير القلعة الخضراء تنتظر صحوة اكبر وتغييرات جذرية لتحقيق املها في رؤية الفريق في الاقسام الاحترافية.
